رئيس وزراء المجر.. أوروبا المسيحية ستخسر هويتها بسبب اللاجئين المسلمين، وعلينا وقف الطوفان

كشف رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" عن خلفية موقف بلاده العدائي والمعرقل لتحرك اللاجئين عبر بلاده، موضحا أن ذلك يعود إلى تخوفه من أين يصبح المسلمون في أوربا أغلبية تهدد هوية القارة بالانقراض.

وفي لقاء مطول مع صحيفة "دي فيلت" (العالم) الألمانية المعروفة، اطلعت عليه "زمان الوصل" وترجمت أهم ما جاء فيه، تحدث "أوربان" عن مشروع حكومته الراهن لبناء سياج حدودي، يهدف للحد من تدفق اللاجئين، ويجعل عبورهم صعبا للغاية، حيث سألته الصحيفة إن كان راضيا عن سير مشروع بناء السياج، فردّ: في السياسة المجرية كلمة "راض" تأتي تعبيرا عن قدرة الشخص على تجنب شيء ما، وهكذا فمن الجنون البالغ أن نقول إننا راضون، وبينما تتدفق نحو بلادنا أعداد من المهاجرين لاتحصى، نحمل على عاتقنا مهمة يتم جحودها، تتمثل في وقف هؤلاء مدّ المهاجرين. "الرضى" مفردة يمكن أن تستخدم بحق فريق رولينج ستونز (فريق غنائي مشهور)، أما نحن كحومة فقد وضعنا هدفا وسنحققه.

وفي مطلع لقائها المعنون "في نهاية المطاف، المسلمون سيكونون أكثر منّا"، نوهت "دي فيلت" أنها أجرت المقابلة مع "أوربان" قبل اندلاع أعمال الشغب الأخيرة على الحدود المجرية-الصربية، والناجمة عن تكدس أعداد كبيرة من اللاجئين.

وسألت الصحيفة رئيس وزراء المجر، قائلة: يوم الثلاثاء وحده اعتقلت الشرطة المجرية 200 شخص على الحدود. وقوانينكم الصارمة الجديدة تهدد بسجنه، فهل لديكم مساحة في سجونكم لـ200 سجين جديد كل يوم؟، فأجاب "أوربان" معتبرا أن الأمر يتعلق ببضع عشرات، وأن معظم المهاجرين عبروا الحدود قبل أن تدخل القوانين الجيدة حيز التنفيذ.

وهنا عادت "دي فيلت" لتحشره في زاوية السؤال: "حسنا، بضع عشرات في اليوم، يعني الآلاف على مدار 365 يوما، فهل لديكم مساحات فارغة في سجونكم تستوعب الآلاف؟"، فأجاب: نعم لدينا لبضعة آلاف.

"أوربان": إنها صفقة كبيرة، ومن تقارير المخابرات يتضح كيف تدار. في باكستان وأفغانستان هناك مهربون يعرضون خدماتهم، تختلف الأسعار اعتمادا على الخدمة التي ترغب في شرائها، عن طريق الجو أو البحر أو عن طريق البر، لهذا السبب هناك الكثير من الباكستانيين والأفغان بين المهاجرين.

"أوربان": طبعا، لإيقاف الطوفان عند حدودنا فقط.

"أوربان": الحصص الإلزامية ضد المصالح الحيوية لجميع دول الاتحاد الأوروبي، ونحن يجب أن ندافع عن المجر، كما إننا على استعداد للحديث حول هذا الموضوع (توزيع اللاجئين)، ولكن فقط على أساس طوعي، وفقط عند توقف هذا السيل الجارف. ومع ذلك، فإن نظام الحصص في حد ذاته هو المشكلة، إن الأوروبيين لايدركون كيف يفكر الناس، إذا سمع اللاجئون في الشرق الأدنى بهذه الأفكار فسيعدونها بمثابة دعوة للحضور (إلى أوروبا).

"أوربان": لدينا كلنا الالتزام الأخلاقي الخاص باللاجئين، والمجر دولة أوروبية ومسيحية، وهذه هي ثقافتنا، ونحن نأخذ مسؤوليتنا والتزامنا الأخلاقي على محمل الجد، وعلى أي حال، ينبغي الالتزام الأول هو وقف تدفق المهاجرين؛ لأن نسبة 10 إلى 15% منهم يموتون وهم يعبرون البحر.

"أوربان": في باكستان ليس هناك يأس، هؤلاء الناس يسعون نحو حياة أفضل.

"أوربان": ليس الآن، ولكن عندما تتم إدارة الأزمة على نحو سيء، ستهددها في المستقبل.

أوربان: أنا أفضّل أن أسميه مباراة الثقافات، ومن الواضح أن المسيحيين سيخسرون هذه المسابقة (المنافسة)، إذا تركت الكثير من المسلمين يعيشون في أوروبا. المسألة تقوم على أرضية ديموغرافية، والمسلمون يمكن أن يتدفقوا إلينا بأعداد غير محدودة.

كل دولة لها الحق في أن تختار شيئا، نحن لا نريد ذلك (لاجئين مسلمين)، إنها مسألة عادات ثقافية. أنا لا أتحدث عن الله، ومن نحن كمسيحيين أو مسلمين، أنا أتحدث عن الثقافة، وعن نمط الحياة والحرية، والعادات الجنسية، والمساواة بين الرجل والمرأة.. ثقافتنا المسيحية.

"أوربان": أنا أحب عبارة سابقة للمستشارة تقول: "التعددية الثقافية قد ماتت" (المترجم: اقتباس من تصريح لأنجيلا ميركل عام 2010)، وأنا أتفق مع ذلك، نحن لا نريد أن تتبع نهجا متعدد الثقافات.

أوربان: ليس تماما.. المسألة تتعلق بالحفاظ على ثقافتنا.

وعبر "أوربان" عن اعتقاده بأن الأمر يتعلق بـ100 مليون مهاجر إلى أوروبا، وليس فقط عدة ملايين وفق ما تقول الوكالة الاوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية (فرونتكس)، مشيرا إلى أن الحل لهذا التدفق الهائل يكمن في "عدم تدمير الدول"، مضيفا: "في سوريا، قام الأوروبيون والأميركون بدعم معارضة غير موجودة ضمن ما يسمى "الربيع العربي"، رغم أنه كان من الواضح أنه لن يخرج من صفوفها قيادة للبلاد، وأن سوريا ستتفكك".