تعاني الغالبية العظمى من عمال القطاع الخاص في حمص من اضطهاد وإجحاف كبير بحقها، الدوام طويل جدا و الأجور متدينة ، ورب العمل لايهمه سوى الإنتاج والربح ولو على حساب عماله ، العامل هو الضحية الوحيد لعجلة الرأسمالية المتحالفة مع مؤسسات الدولة الرقابية ،حتى الصحافة كما قالوا تقف ضدهم ، حيث لاتجرؤ أي صحيفة على نقل معاناتهم ومناقشتها على صفحاتها ،كي لايغضب هؤلاء الرأسماليون على الصحيفة وبالتالي يتوقفوا عن دعمها إعلانيا .
محمد أحد عمال مدينة حسيا الصناعية طالب في حديثه مع ( زمان الوصل ) بتخفيض عدد ساعات الدوام ، قائلا نحن نعمل لمدة 13 ساعة في الليل و11 ساعة في النهار ، وبدون حساب مسافة الطرق من حمص إلى حسيا التي تقدر بنحو ساعتين ذهابا وإيابا ، و3 ساعات في الشتاء ، هذا يعني أن 60 ساعة تذهب هدرا في الشهر بمايقارب 3 أيام ،مطالبا بتخصيص سكن للعمال لتوفير سفر الطريق والتعب والإرهاق ، على غرار بعض المعامل الأخرى . أو على الأقل أن يتكلف المصنع بنصف ساعة من مشوار الطرق والعمال بنصف ساعة.
أما" خ "أحد عمال مصنع المتين قال لزمان الو صل: أساس الراتب 5000 ألاف ليرة سورية ، وإذا كان هناك عطل في احد الآلات فإن الضرر يقع على العامل ،لأنه سيتغيب عن العمل على حسابه وسيحسم من راتبه ، فما علاقة العامل إن تعطلت الآلات أو لم تتوفر المواد الأولية للعمل .
فهل يعقل أن أحصل آخر الشهر على (5000 ) ليرة بمعدل 165 ليرة في اليوم وبدوام 12 ساعة. لأن جميع الحوافز والإضافة تلغى عندما تتعطل إحدى الآلات، حتى عندما رفعت الدولة الأجور ، رفض أرباب العمل زيادة رواتبنا ، طبعا فلا يوجد من يحاسبهم !!
كما أن أغلب العمال غير مسجلين في التأمينات الاجتماعية ، وعندما يطالب أحدهم بذلك ، يفصل من عمله ، وإن حصلت إصابة عمل يعالج العامل على حسابه ، ولايكترث به رب العمل لأنه غير مسجل في التأمينات الاجتماعية ، وحتى إذا كان أحد العمال مسجل ، يقوم رب العمل بالتحالف مع هذه المؤسسات الرقابية من خلال الرشاوى وتبادل المصالح ، فنكون نحن الضحية ولا أحد يهتم .
لكن محمد غازي أبوالخير رئيس غرفة صناعة حمص له رأيا آخر ، حيث اعتبر في حديثه ل( زمان الوصل ) : أن انتماء العامل بالدرجة الأولى يجب أن يكون لمؤسسته التي يعمل فيها أو للمنشأة ، وبالتالي أجره أكبر من أجر العامل الغير منتمي للمنشأة.
مضيفا: يجب أن تكون ثقة العامل برب العمل كبيرة وأن يحافظ على المنشأة ويعطيها الاستمرارية من خلال حفاظه على الآلة والإنتاج الجيد، فرب العمل يعمل في الليل وفاتورة الكهرباء تتضاعف، لذا فإن ضغط العمل يكون ليلا لأن سعر الكهرباء يكون أرخص.
وأضاف عامل آخر رفض ذكر اسمه خشية طرد من وظيفته : ترك المعمل أكثر من 30 عاملا على الأقل خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب الدوام الطويل والإرهاق وضعف الراتب ، حتى أن أحد العمال لم يرى ابنته لمدة أسبوع كامل ، فعندما يذهب إلى بيته تكون نائمة وعندما يخرج تكون نائمة أيضا .
وتابع نحن نعمل ورديتين في المصنع ، وهذا متعب جدا للعامل ويؤثر سلبا على الإنتاج والنوعية ، مطالبا بتحويل نظام العمل إلى 3 ورديات ، كل وردية تعمل لمدة 8 ساعات ، عندها ترتاح نفسية العامل وينتج أكثر ويتحسن أداء المصنع .
فالإجازات قليلة ، وقانونا يحق لنا 14 يوما في السنة ، أي يوم كل شهر ، أمنية كل عامل في هذا المعمل أن يصبح الدوام 8 ساعات، ونقول لرب العمل أن الإنتاج سيتضاعف شرط أن تكون الإدارة جيدة وغير ظالمة.
وحول التعويض أضاف: الشركة الإيرانية مثلا تعوض بدل وجبة غذائية وتعطي رواتب محترمة، فأساس الراتب عندها من 8 إلى 10 ألاف ل.س. ، أما نحن فلاطعام ولاتعويض عنه ، فكيف يستطيع العامل أن يعمل مدة 12 ساعة دون أن يأكل .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية