اتخذ الكابتن أسامة ابن مدينة دير الزور، ومدرب فريق نادي الفتوة السابق قرار الهجرة بعد أن مر بظروف اعتقال صعبة جدا، عرقلته في بلده سوريا قبل أن تعرقله الصحفية المجرية "بترا لازلو" التي تعمل في قناة (N1TV).
ما هي قصة الكابتن أسامة عبد المحسن مواليد دير الزور 1963 الذي عمل موجها للتربية الرياضية، وعضواً الاتحاد الرياضي العام، ومدربا في نادي الفتوة، كما عمل سنة اختصاص بكرة القدم مصنف درجة أولى.
قرر الكابتن أسامة الهجرة إلى أوروبا بعد قصة اعتقال مريرة في سوريا، فكانت وجهته الأولى تركيا حيث ترك باقي عائلته في تركيا وتوجه هو وابنه زيد باتجاه ألمانيا.
وعلى الحدود الصربية المجرية كانت النقطة الفاصلة في رحلة الكابتن أسامة، حيث روى لـ"زمان الوصل" قصته مع الصحفية المجرية قائلا: "وصلت صباح يوم الأربعاء 9-9-2015، أعداد هائلة من المهاجرين تصل الحدود بواسطة الباصات، واصلنا المسير واخترقنا الحدود، وهنا بدأت بالركض وحملت ابني زيد ذا السبع سنوات جنباً إلى جنب، ولكن تمكّن عنصر من عناصر الشرطة المجرية رمي زيد أرضاً".
ويوضح الكابتن أسامة، مضيفا "بعد أن وقع طفلي الصغير أرضاً حملته، وتابعت الركض ولكن للأسف بعدما قطعت 10 أمتار تمت عرقلتي مرة أخرى، فتوقعت أنه الضابط ووقع ابني على الأرض ورميت نفسي فوقه كي لا يتأذى".
*لم أكن أعلم من عرقلني
وقد أوضح الكابتن أنه تابع المسير نحو النمسا ووصل بعد أربعة أيام، بعدها استقبلته سيدة مصرية وقالت له إن التي عرقلته هي الصحفية، وأرته الفيديو.
وأضاف: "أنا لم أكن أعلم بالفيديو لانقطاعي عن وسائل التواصل، فتألمت كثيرا لفعلتها معي وابني، فقد كانت مؤلمة نفسيا ليس لي فحسب، بل لكل مهاجر وينم عن أخلاقها السيئة وتعصبها".
أسامة كان آخر من يعلم بوجود صحافي ألماني وثق لحظة قيام المصورة المجرية بركله، ففي الوقت، الذي أحدثت تلك الحادثة ضجة عالمية.
* لم آخذ حقي بعد
ويوضح الكابتن أسامة لـ"زمان الوصل" أنها لن يكتفي باعتذار المصورة وطردها، كاشفا عن نيته رفع شكوى ضدها وضد القناة نفسها التي طردتها، معتبرا أن هذا التصرف ضمن سياسة القناة، وأن العمل المشين الذي قامت به هو إساءة لكل سوري حر، ولن يقف حتى يأخذ حقه وحق ابنه وكل المهاجرين ليكون درسا قاسيا.
وأردف:"هي صحفية ولا علاقة لها بالأمر، ويجب أن تكون حيادية جداً، وهناك الكثير من الصحفيين من مختلف الدول، وهم متعاطفون معنا، أستغرب لماذا هي قامت بهذا الفعل".
*البصمة بالإكراه
ويحكي الكابتن أسامة قصته حين احتجزته الشرطة المجرية وطفله زيد ووضعتهما في مخيم قرب الحدود والذي كان أشبه بالمعتقل تحيط به أسوار شائكة ومحكم الإقفال، كما يصفه، مضيفا أن الطعام كان يرمى للمعتقلين من خلال ثقوب صغيرة.
وفي المخيم وقع الأب أمام خيارين، إما أن يتم سجنه مع طفله ومن ثم الطرد، أو البصم وأن يعتبر لاجئاً في هنغاريا.
وهنا قرر أن يبصم ولا يدخل وابنه السجن يوما واحدا، حسب ما يؤكد، متمنيا لو كان هناك طريق للرجوع إلى سوريا، وخاصة أن زوجته واثنين من أولاده في تركيا بانتظار اللحاق بهم إلى ألمانيا، وهو يرى أنه "من المستحيل أن يخوضوا رحلة اللجوء الصعبة، علما أن ابنه الأكبر مهند (19 عاماً) مصاب بساقه اليسرى برصاصة قناص.
والفيديو الذي أخذ صدى عالمياً كبيراً كان سبباً في إقالة المصورة "لازلو" من عملها في قناة "N1TV" المجرية، فقد ظهرت وهي تركل فتاة وتعرقل المدرب أسامة، وهو يحمل طفله في الوقت الذي بدأ فيه مئات المهاجرين، وكثير من اللاجئين السوريين الفرار من الشرطة على حدود المجر الجنوبية مع صربيا.
ووصل المجر ما يقرب من 167 ألف مهاجر أكثرهم سوريون، فيما صوت البرلمان المجري على قانون يجرم الهجرة غير الشرعية، وسط توقعات أن يتم تطبيقه في 15/ أيلول سبتمبر.
وختم الكابتن أسامة بأنه يريد أن يمارس عمله في الرياضة، في ألمانيا ويحلم بالعودة إلى الوطن لعمل مدرسة كروية مجانية للأطفال، ويعيشوا بسلام في سوريا حرة مستقلة، حسب تعبيره.
محمد عمر الشريف -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية