ظاهرة ربما تزعج كثيرين وقد تشكل برأي البعض مظهرا ً غير حضاري.. مع ذلك يمكنها أن تكون مصدر فرح لعديد من أصحاب الدخل المحدود...
دمشق.. ببعض شوارعها ذات المساحات الخضراء أصبحت ملاذا لمئات العائلات التي لا تجد سعة مادية لقضاء سهراتها في المطاعم الفخمة ومقاهي النجوم الخمسة.
من الزاهرة إلى ساحة الجندي المجهول في قاسيون إلى بحرة نفق مشفى المواساة.
لا حاجة في هذه النزهة إلا إلى قليل من السكر والقهوة والشاي وغاز صغير محمول إضافة إلى كيلو موالح للتسلية وبعض الفاكهة.. وطبعا الأركيلة لا غنى عنها «بهالسهرة» الصيفية المميزة، أما وسائل الترفيه الأخرى فمتوافرة أيضاً (الطاولة وورق الشدة والكرة من أجل الأطفال) مشوار يحتاج للقليل من كل شيء والكثير من القناعة.
القناعة التي يفتقدها كثير من العائلات الغنية التي تملك كل وسائل الترفيه ولكن الفقر المعنوي يصيب أفرادها باكتئاب وثقل لا تعرفه العائلات البسيطة التي يرعاها معيل «يشقى» طوال النهار ليؤمن لقمة عيش أولاده.
كما ذكرت في البداية هذه الظاهرة رغم انتشارها المجنون تزعج كثيرين وتسيء نوعا ما لمظهر البلد خاصة أن البعض يترك الفضلات وراءه، والبعض الآخر يرمي فحمة الأركيلة المشتعلة هنا وهناك، وآخرون يركنون سياراتهم على ممرات وزوايا ومفترقات طرق، ما يؤدي إلى حوادث مرورية عدة ناهيك عن الازدحام غير المبرر..
أما الطامة الكبرى التي يمكن أن تنتج عن هذه النزهات فهي ما يتعرض له الأطفال الذين يركضون على طول الشارع وعرضه لاحقين كراتهم الهاربة دون وعي وانتباه لخطورة السيارات القادمة.
وعلى الرغم مما سبق فلا يوجد ملاذ لهؤلاء(السهيرة) سوى الهروب إلى الشوارع من ضيق المنازل وحمى انقطاع التيار الكهربائي التي حرمتهم من هواء المراوح التي استخدموها مكرهين بسبب تدهور وضعهم الاقتصادي الذي حرمهم بدوره من شراء وسيلة أكثر تطورا لتهوية الجو(كالمكيفات), لكن.. ما فائدة المكيفات بلا كهرباء..؟
وهل من رؤية تنظم سيران الفقراء وتجعلهم أكثر سعادة وأماناً.؟
الوطن
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية