أصدر المركز الاستراتجي التابع لوزارة أوقاف النظام في العامين الماضيين، سلسلة وزارة الأوقاف "التنويرية".
تضمنت 3 مجلدات من القطع العادي، وقد حصلت"زمان الوصل" على المجلد الثاني من السلسلة، المعنْوَن "الإسلام بين المفاهيم والمصطلحات"، ويضم الأبحاث التالية:
-مصطلحات أفرزتها الأزمة.
-مفهوم الثورة في الإسلام.
-مصطلح "جهاد النكاح "…
ولم يذكر المركز الاستراتيجي للبحوث في وزارة أوقاف النظام، الذي يرأسه الدكتور سفير جراد -مدير أوقاف النظام بدير الزور سابقا- أسماء المؤلفين الذين قاموا بعرض ما جاء في هذه السلسلة "التعتيمية"، وليست التنويرية، حسب وصف أحد الباحثين السوريين.
يقول أستاذ جامعي يكنّى بأبي حسان، وهو على اطلاع كامل بما تقوم به وزارة أوقاف النظام، والمديريات التابعة لها بالمحافظات السورية: لقد تحولت وزارة الأوقاف ومديرياتها في سنوات الأزمة السورية إلى مراكز تشبيح فكري مهمتها "تدجين" الشعب دينيا من أجل أن يبقى خاضعا، وساكنا لعصابة الأسد وزمرته.
وأضاف: جاء في الصفحة (25) من الجزء الثاني للسلسلة: "إنّ سيادة الدولة أمر لا يمس... وأن استبدال النظام، أو رئيس دولة تبوّأ منصبه بطريقة شرعية، أمر لا يمس أيضا".
وفنّد أبو حسان تلك "المزاعم" مستهجنا:"وهل سيادة الدولة، تعني أن أرضها مستباحة للعدو الصهيوني يقصفها بطيرانه متى يشاء، ويكتفي هذا النظام بالقول إنه سيتم الرد بالوقت المناسب.. أم أنّ سيادة الدولة، تعني أن يكون اقتصادها ملك "رامي مخلوف"، وعصابة الأسد الحاكمة من اللصوص؟".
وحول الجواب على الشق الثاني من السؤال قال الأستاذ الجامعي: "هل بشار الأسد تبوّأ منصبه بطريقة شرعية، كي تقول وزارة الأوقاف في سلسلتها "التعتيمية"، بأن استبدال الأسد أمر لا يمس؟ وهل نسيت وزارة الأوقاف، ومركزها الأستراتجي، أن صناديق الاقتراع، ملئت من قبل عناصر الأمن، وحصلت على نسبة 89% في آخر "انتخابات" وهي النسبة الأقل في عهد الأسدين".
*مهزلة
جاء في الصفحة 53 من نفس المجلد: "مهما قصّر المسؤولون في رعاية الحقوق، فليس لهؤلاء الناس على طريق السعي للحصول على حقوقهم، إلا التعبير عن مطالبهم بالبيان والمناقشة والحوار، وفي الجواب على هذا الطرح يقول الدكتور أبو حسان: "أي لون من ألوان الحوار والمناقشة، تريده وزارة الأوقاف مع نظام مجرم سفاح، ألا تعرف الوزارة، ومركزها الاستراتجي، أن الأمن جاهز لاعتقال كل من يتكلم، أو يناقش ليزج به في غياهب السجون"
*الإساءة للمرأة المسلمة
لعلّ من أخطر المصطلحات، التي تم طرحها في السلسلة، مصطلح "جهاد النكاح"، أو "نكاح الجهاد"، (ص29م2)، وذلك لما فيه عن الإساءة إلى المرأة المسلمة التي كرّمها الإسلام.
ووادعت السلسلة أن "ضحايا جهاد النكاح، مجرد فتيات صغيرات السن لا حول ولا قوة لهنّ، وإنه قد عادت أكثر من 100 فتاة تونسية حامل من أعداد كبيرة من المقاتلين السوريين".
وفي الجواب على التهمة بحق الثّوار السوريين يقول الأستاذ الجامعي أبو حسان لـ"زمان الوصل":"هذا الكلام بهتان ودجل، وهو من صنع المخابرات
الإيرانية والعالمية، ومخابرات النظام، لتشويه صورة الثوار في سوريا، نافيا وجود مثل هذا النكاح في سوريا، وهو لون من ألوان تزوير الحقائق والإعلام المزيّف.
وأكد الدكتور أبو حسان أن البغاء والدعارة، تنتشر بكثرة في صفوف جيش النظام، والتابعين والمساندين له من الميليشيات الشيعية على نحو علني، وبفتوى دينية، تحت مسمى "إباحة زواج المتعة"، ويسمون ذلك حرية، وتفتّح، وتقدّم، ويدعون إليها في إعلامهم، ويعتبرون ذلك عنوان الحرية والحضارة، ولكن كما يقول الشاعر "رمتني بدائها وانسلت".
*غيض من فيض
واعتبر الأستاذ الجامعي أن ما ذُكر غيض من فيض، مما جاء في فقه الأزمة، المحشو بالحقائق المزوّرة والمزيّفة من قبل علماء لم يذكروا أسماءهم، لأنهم يعرفون أنهم يقومون بأعمال محرّمة ومخالفة لدين الإسلام، كل ذلك في سبيل أهداف دنيوية رخيصة، إذ ينطبق عليهم قول رسول الله (ص) عندما سُئل من أسوأ الناس؟ فأجاب:"من أتخذ دينه مطية لدنياه".
وطبعت أوقاف النظام من السلسلة المذكورة أعدادا كبيرة، تم توزيعها على الجامعات والمعاهد السورية.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية