عبرت الأحزاب الكردية عن تذمرها واستنكارها لإنذار القوات العراقية لها بضرورة إخلاء مقراتها في مناطق من محافظة ديالى خلال 72 ساعة، بعد أن رفعت القوات الأعلام العراقية فوقها، وأنزلت أعلام الأحزاب وإعتبرت هذا الإجراء مخالفًا لسياسة الحكومة التي تتبنى التعددية السياسية وحرية العمل الحزبي.. بينما دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي القادة السياسيين إلى البحث عن وصفة مناسبة لقانون انتخابات كركوك تحقق التوازن المرغوب في ادارة المحافظة عبر مشروع قانون متوازن ومتماسك يحسم بالتوافق الوطني بين الأطراف المعنية.
فقد قامت قوات من الجيش العراقي بإنزال أعلام الأحزاب الكردية من على مقرات الإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والحزب الشيوعي الكردستاني في ناحية قره تبه التابعة لقضاء كفري بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد.
وقال نائب خليفة خليل مسؤول لجنة تنظيمات الإتحاد الوطني في قره تبه " قمنا برفع علم الإتحاد على مقرنا بعد أن اجرينا مباحثات مع هذه القوة".
وعبر مدير ناحية قرتبة سيروان شكر عن أسفه لقرار الحكومة العراقية "التي تتبنى في خطابها السياسي التعددية السياسية وحرية العمل الحزبي" .
وأضاف "القرار خاطئ ولا ينسجم مع مبادئ حرية العمل السياسي الحزبي" حسب تعبيره. كما أستنكر مسؤول تنظيم الاتحاد الوطني الكردستاني في قرتبة نائب خليفة خليل "أسلوب التبليغ" وقال في تصريح لوكالة "نيوزماتيك" إن "مفرزة عسكرية داهمة المقر دون سابق إنذار وأنزلت العلم الأخضر ووضعت العلم العراقي بدلاً منه" .
وأضاف أن "الأسلوب مدان، فقد جاء دون سابق إنذار وأهانوا علم الاتحاد، وبعد مناقشات واعتراضات على أسلوبهم أعادوا العلم" مشيرًا إلى انه "من المقرر أن تجتمع الأطراف السياسية في المنطقة اليوم الأحد مع آمر اللواء الرابع للجيش العراقي لتبليغه باعتراضات الأحزاب الكردية على قرار الحكومة".
وأكد أن "جميع الأحزاب الأخرى غير الكردية الموجودة في الناحية تشغل مبان حكومية وقد استثنيت من القرار" معتبرا أن "ذلك إهانة للأحزاب الكردية" .
وكان الحزب الشيوعي أول الأحزاب التي تم إبلاغها من قبل اللواء الرابع بإخلاء مقره الذي يقع داخل شعبة حزب البعث السابق. وقال سكرتير فرع خانقين للحزب جوهر شكور"كنا أول القوى السياسية التي دخلت الناحية بعد سقوط النظام واتخذنا من مقر شعبة حزب البعث السابق مقرًا لنا" . واضاف أن "هذا القرار يأتي في غير أوانه، ويلقي على عاتق الحكومة مهمة توفير مقرات للأحزاب السياسية ودعمها".
وتتبع قوات البيشمركة الحزبين الكرديين الرئيسين وقد تم دمج هذه القوات عقب دخول القوات المتعددة الجنسيات إلى العراق عام 2003 وأطلقت عليها تسمية "قوات حراسة الإقليم" ويبلغ تعداد افرادها حوالى مئة ألف مسلح تم الاتفاق مؤخرًا على تشكيل فرقتين عسكريتين منها تضم 30 ألفًا على ان تلحقا بالجيش العراقي النظامي .
كما دعا نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الى حل وطني توافقي بين جميع مكونات كركوك لقضية الانتخابات في المحافظة .
وقال الهاشمي خلال مباحثات اجراها مع وفد كتلة حزب الفضيلة الاسلامي في مجلس النواب الذي ضم حسن الشمري رئيس الكتلة والنائبين باسم شريف وكريم اليعقوبي "ان الهموم الوطنية العراقية اليوم اكبر من الخلاف بين هذا الطرف او ذاك على مسألة محددة، ولذاك فإن تغليب مصلحة العراق هي فوق كل الاعتبارات الاخرى"
وتأتي دعوة الهاشمي في وقت كشف الممثل الخاص إلى الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان دي ميستورا عن مقترحات جديدة سيقدمها خلال الشهرين المقبلين بهدف إيجاد حل شامل للمناطق المستقطعة ولاسيما مدينة كركوك .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية