أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الجدار الإسمنتي" حول مقر الحكومة اللبنانية يتحول الى "منبر حر"

تحول الجدار الإسمنتي الذي بنته الحكومة اللبنانية حول مقرها، وسط بيروت، عقب مظاهرات واسعة ضد الفساد وتفاقم أزمة النفايات، إلى "منبر حر"، من خلال شعارات مناهضة للحكومة كتبت عليه، ولوحات غرافيك عبرت عما يجول في خواطر رساميها.

لم ينتظر الناشطون والشباب اللبناني، الذي يفضل أن يصف نفسه بأنه "شباب ثائر على القهر والظلم والفساد"، كثيرا حتى حوّلوا الجدار، منذ اللحظات الأولى لبنائه، أمس الإثنين، الى "منبر  حر" ومنصة يعبرون من خلالها عما وصفوه "آلام" الشعب.

شعارات كثيرة كتبت على أقسام "الجدار العازل بين السلطة والشعب"، تتهم المسؤولين اللبنانيين وأعضاء البرلمان(128 نائبًا)، بـ"الفساد وسرقة المال العام" من عشرات السنين، ومن هذه الشعارات "خلف الجدار أرض محتلة ومغتصبة" (في إشارة لمقر الحكومة).


ومن الشعارات أيضا "يا حيط الكرامة خلفك 128 حرامي"، و"سيسقط جداركم"، الى جانب شعارات تصفه بـ "جدار العار".

كما عمد النشطاء لكتابة أسماء العديد من المسؤولين اللبنانيين على الأرض، ببخاخات الألوان، داعينهم الى الرحيل.

أما رسامو الغرافيك، فوجدوا في الجدار فسحة واسعة لهم، للتعبير عما يجول في خواطرهم تجاه المسؤولين والحكومة والأحزاب.

ففي أول الجدار رسومات لأشخاص مغلقة أفواههم بأسماء الأحزاب اللبنانية، في إشارة "أنها تختطف حرية التعبير"، وفي وسطه رسومات أخرى عبارة عن "وحوش مالية تحمل الدولارات".

هذا ورسم نشطاء آخرون، شعاري النازية ونجمة داوود، في إشارة لتشبيهه بـ "جدار برلين" في ألمانيا، أو "جدار الفصل العنصري" في فلسطين.

يذكر أن "جدار برلين" كان يفصل شطري برلين (عاصمة ألمانيا) الشرقي والغربي والمناطق المحيطة في ألمانيا الشرقية، بدأ بناؤه في آب/أغسطس 1961، وتم هدمه في تشرين الثاني/نوفمبر 1989.

كما قامت إسرائيل ببناء "جدار الفصل العنصري" في الضفة الغربية، لمنع دخول الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة القريبة، في محاولة إسرائيلية لإعاقة حياتهم وضم مزيدٍ من الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.

حضر المدرب الرياضي "بيار"، اليوم الثلاثء، الى ساحة رياض الصلح، وشارك بكتابة الشعارات على الحائط، مؤكداً أنه لا ينتمي لأي حزب لبناني، وأنه شارك السبت الماضي بالمظاهرة لأول مرة في حياته "كونها لم تكن مظاهرة طائفية أو سياسية بل كانت لكل لبنان"، بحسبه.

وأضاف "بيار" لـ"الأناضول" أن الحائط "لا يمكن وصفه إلا بأنه حائط إسرائيلي، كلف الدولة عشرات آلاف الدولارات، في حين أن كثيرا من الشباب الذين حضروا الى هنا ليس لديهم أي عمل وأي مصدر رزق".

أما محمد عيتاني، أحد النشطاء وفناني الغرافيك، فقال إن الرسومات على "حائط العار، تعبر عن آلام الشعب اللبناني المقهور، الذي يدفع منذ عشرات السنين ضريبة وجود طبقة سياسية فاسدة تحكمه".

وأضاف عيتاني لمراسلنا أن "ثورة الشعب هذه المرة، ستستمر لأنها غير مسيسة ولا تتبع لأي حزب سياسي في لبنان، بل هي من الشعب وللشعب"، داعيا الشباب والنشطاء لـ"المشاركة بكثافة بشكل يومي في ساحة رياض الصلح حتى انهيار الجدار ومن يقبع خلفه".

يذكر أن الحكومة اللبنانية، بنت أمس، جدارا مرتفعا من الأسمنت حول مقرها وسط بيروت، بعد ليلة حامية من "أعمال الشغب التي قامت بها مجموعة تابعة لأحزاب سياسية، اندست في مظاهرة مدنية، مناهضة للفساد وتفاقم أزمة النفايات"، وفق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.

وكانت القوى الأمنية اللبنانية فضت أول أمس الأحد، تظاهرة لآلاف من الناشطين اللبنانيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت حيث تظاهروا لليوم الثاني على التوالي، مطالبين باستقالة الحكومة وإسقاط النظام.


واندلعت أعمال الشغب، بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة اللبنانية، التي طالبوها بالاستقالة فورا، قابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

واتهم ناشطون من حملة "طلعت ريحتكم" المنظِّمة للحراك، متظاهرين وصفتهم بـالـ"مندسين" بافتعال أعمال الشغب مع القوى الأمنية وتكسير المحال التجارية "من أجل إفشال تحركهم السلمي".

وكان الآلاف من المتظاهرين، تجمعوا السبت الماضي، بساحة رياض الصلح وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان، بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة إلى المسؤولين الحكوميين)، وبمشاركة عدد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين، منددين بـ"فساد" المسؤولين اللبنانيين، ومطالبين بـ"إسقاط النظام".

وسبق أن أطلق ناشطون صفحة على موقع فيسبوك، مقرونة بوسم "طلعت ريحتكم"، واحتل مركزًا متقدمًا على قائمة التداول عبر تويتر أيضًا.

يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.


الأناضول
(144)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي