قال محمد ملا رشيد عضو الائتلاف ومسؤول العلاقات الخارجية في "حركة الشباب الكورد" إن الأكراد في سوريا بلا مرجعية سياسية موحدة، فهم يتوزعون بين الأحزاب.
واعتبر في حديث لـ"زمان الوصل" أن سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المناطق الكردية وغياب بقية الأحزاب، نابع من طبيعة المعتقد السياسي للأحزاب الكردية، فيما يؤمن حزب الاتحاد (pyd) بالعمل المسلح.
وحول لجنة تقصّي الحقائق التي أوفدها الائتلاف إلى تل أبيض، أوضح ملا رشيد أن استقالته جاءت بسبب عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه حين تأسيس اللجنة وعلى رأسها عدم التسريب للإعلام.. فإلى تفاصيل الحوار:
- أين حركة الشباب الكرد مما يجري على الساحة الكردية.. دورها تأثيرها؟
*في الحقيقة لم يشهد تاريخ المنظمات والمؤسسات الكردية في سوريا مثيلا لحركة الشباب الكرد من حيث استقلاليتها وتميزها بطريقة العمل وإنتشارها في كل المناطق الكوردية، ومناطق التواجد الكردي في سوريا.
يعود للحركة الفضل الأكبر في إشعال وإدارة وقيادة المظاهرات والنشاطات الجماهيرية حتى أمد قريب، الآن لازالت الحركة تقوم بنشاطات عديدة من قبيل دورات التنمية البشرية ودورات اللغة الإنكليزية والتركية والكوردية ودورات تعزيز الديمقراطية والقيام بنشاطات إغاثية وأيضاً فعاليات ثقافية مختلفة.
وهناك العديد من الجمعيات التي ننسق معها كما أن هناك مؤسسات تتبع للحركة في العديد من المناطق.
هناك العديد من الأمور التي أثرت في أداء جميع المنظمات على الساحة الكردية من حيث نوعية العمل وكميته من قبل تردي الأوضاع الاقتصادية والأوضاع السياسية السائدة في المناطق الكردية، وعدم وجود مرجعية كردية تمثل الحد الأعلى من الشعب الكردي في سوريا، كل هذا أدى إلى تغيير في طبيعة عمل حركة الشباب الكرد، وأيضاً في كمية النشاط ولكن تبقى الحركة الجسم الوحيد الذي حافظ على استقلاليته حتى الآن، وأيضا حافظ على وجوده العضوي ويبقى قابلا للتطور السريع والنوعي بعد مسيرة عشر سنوات من إنشائها.
- يسيطر (pyd) على كل مفاصل الحركة الكردية.. هل يمثلون التطلع الكردي وأين الكفة المقابلة؟
*بالطبع هناك سيطرة عسكرية للقوات العسكرية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي على معظم المناطق الكردية في سوريا وأيضاً سيطرة إدارية على معظم الؤسسات والدوائر في المناطق الكردية.
ولكن للحركة السياسية الكردية في سوريا جذور عميقة تعود إلى حوالي 6 عقود ولها شعبية تاريخية كبيرة في جميع المناطق الكردية ومناطق التواجد الكردي في سوريا وهي تختلف في الكثير من الآراء والمواقف عن حزب الإتحاد الديمقراطي.
وعدم سيطرتها على الساحة الكردية السورية يأتي أيضاً نتيجة طبيعة ممارسة الحركة السياسية الكردية للفعل السياسي خلال العقود السابقة وأيضاً الموقف السياسي الذي تبنته الأحزاب الكردية تجاه النظام والثورة السورية.
أما بالنسبة للتطلع الكردي بشكل عام في سوريا، فهو في النهاية سيكون ناتجاً عن تفاهمات واتفاقيات بين جميع الأطراف الكردية، كما في اتفاقية دهوك التي رعاها الرئيس مسعود البارزاني وأيضاً منسجماً مع الوضع السوري والإقليمي في المرحلة القادمة.
**وحدات حماية الشعب قوات مختلطة
- هل صحيح أن (pyd) مارس العنصرية والتهجير ضد العرب والقوميات الأخرى؟
*هنا أريد الإشارة إلى نقطة هامة ألا وهي أنه في جميع المناطق العربية أو المختلطة هناك قوات عربية أو مسيحية مع قوات حماية الشعب وهي مشاركة في العمليات العسكرية مثل قوات "الصناديد" و"حرس الخابور" و"ثوار الرقة" و"سوتورو"، ولذلك مسألة التطهير العرقي ليس هناك دليل دامغ على حدوثها بمفهوم التطهير الذي يعتبر خرقاً للقوانين الدولية، هذا لا ينفي وجود تجاوزات وأخطاء من قبل البعض من القوات التابعة للوحدات أو المتحالفة معها بشكل غير ممنهج ولأسباب غالباً ما تكون شخصية وانتقامية تحت ستار هذه القوات.
** أسباب فشل لجنة التحقيق في تل أبيض
- استقلت من لجنة تقصي الحقائق الخاصة بتل أبيض واعتبرت اللجنة غير مهنية .. كيف هي المهنية التي تريد .. وكيف تشارك في لجنة تصنف الطرف الآخر "إرهابيا" وتذهب لتقييم الوضع؟
*بالنسبة لاستقالتي من اللجنة كانت نتيجة عدم الالتزام بالنقاط التي تم تأسيس اللجنة عليها وعلى رأسها الاتفاق على عدم التواصل مع الإعلام أو نشر أي خبر عن أعمال اللجنة حتى انتهاء أعمالها وتفاصيل أخرى، علماً أن هذه أسرع لجنة في الائتلاف قامت بعملها وأجرت لقاءات مع عدد من مواطني تل أبيض، "كري سبي" وكان هناك بوادر لنجاحها، لولا التقرير الذي صدر عنها لحققت تأثيراً إيجابياً كبيراً فيما يخص الوضع في مدينة تل أبيض وما حولها.
أنا شاركت في اللجنة بناءً على ترشيح من الكتلة الكردية في الائتلاف وذلك لأسباب عديدة منها معرفتي بعدد من قيادات حركة المجتمع الديمقراطي وقدرتي على التواصل الحيادي معهم وأسباب أخرى لا تقل أهمية عن ذلك.
وكانت هناك محاولات جادة من قبل البعض من أعضاء الائتلاف عدا أعضاء اللجنة لإقناع مسؤولي الإدارة الذاتية بضرورة تفقد اللجنة للأوضاع في المنطقة وأيضاً الوقوف على حقيقة شهادات اللاجئين من المنطقة وحول تجاوزات من قوات بركان الفرات، إذ كانت حصلت وهي التي شاركت في تحرير تل أبيض من الإرهابيين.
ولكن مسؤولي الإدارة الذاتية والقوى الأخرى المشاركة في التحرير رفضت دخول اللجنة كونها من قبل الائتلاف وأنها مسيسة وما إلى ذلك من أسباب
**لا علاقة لتركيا بلجنة تل أبيض
- يقال إن تشكيل هذه اللجنة كان بدوافع تركية؟
* لا علاقة للدولة التركية بتشكيل هذه اللجنة وإنما كانت مقترحا من قبل بعض أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف، وكانت غاية هذه اللجنة هي المحافظة على السلم الأهلي وتماسك النسيج الاجتماعي في منطقة تل أبيض وما حولها وإزالة آثار الاحتقان السابق بين بعض الأطراف وقطع الطريق على الذين يرغبون بزرع الفتنة والشقاق بين السوريين وقطع الطريق أمام عمليات انتقامية ناتجة عن فترة حكم المنظمات الإرهابية في المنطقة.
**شائعات الفساد المالي في المعارضة أوقف دعم الدول
- نشر الكثير عن قضايا فساد مالي ضدك، وربما اطلعت على ذلك، من علاقتك بالشيخ العرعور إلى أموال المجلس المحلي فما ردّك؟
*أنا استلمت شانا عاماً ومن الطبيعي أن تاتي الاتهامات من قبل بعض الأطراف بعضهم معذورون لم يعيشوا فيه من فقر مدقع والبعض الآخر يخدمون أجندة سياسية تصب في خدمة النظام السوري وهذا الموضوع لا انظر اليه بطريقة شخصية، وإنما برؤية تهم الصالح العام فقد تسببت هذه الشائعات بتأثير سلبي كبير على معظم عمليات الدعم التي كانت تأتي للشعب السوري.
هناك نقطة أخرى أيضا مهمة وهي طريقة التعامل من قبل الداعمين والتي كانت تعتمد على التسليم لأشخاص وليس لمؤسسات، وذلك إما لغايات تخص الداعمين أو لعدم وجود طرق أخرى أكثر مؤسساتية للتعامل مع الجهات السورية الفاعلة سواء الثورية منها أو السياسية أو المدنية.
وبالنسبة لي فإن ما استلمته من مبالغ نقدية من المنتدى السوري والائتلاف ووحدة تنسيق الدعم لم يتم بطريقة شخصية مطلقاً، وكانت تتم إما عن طريق المجالس المحلية أو عن طريق "حركة الشباب الكورد"، وصرف كل الأموال التي استلمتها موثق لدينا في سوريا ومنها نسخة في "غازي عنتاب".
و هنا أريد الإشارة إلى نقطتين تخصان ما سألت عنه:
الأولى إنني لم ألتقِ مع الشيخ عدنان العرعور مطلقا بالرغم من وجود تواصل مع فريقه وأحد أبنائه ولم نستلم لا كحركة ولا كشخص أي مبالغ نقدية أو مواد عينية.
والثانية من أجل الحفاظ على المال العام وعدم استهداف السمعة العامة للثورة السورية، لا بد من تشكيل لجنة عليا من قضاة متخصصين ومحاسبين للرقابة المالية على جميع مؤسسات المعارضة بأثر رجعي دون استثناء أي شخص أو مؤسسة وبشكل علني.
عبدالله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية