أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لو تفعل عائلة الزعبي

المسجد العمري في انخل - عدسة شاب حوراني

يحتد النقاش في المسألة العشائرية هذه الأيام، ويبدو أن هناك خلطاً عند بعض المتابعين، فبينما يراها بعضهم تفتيتاً للوحدة الوطنية، يراها آخرون اللبنة الأهم للحفاظ على المجتمع كله.

ازداد النقاش ضراوة، مع إصدار عائلة الزعبي بياناً،  تبرأت فيه من دعم الصحوات، واعتبرت ذلك ارتهاناً لمشروع غير وطني، كما لعبت مواقف بعض العشائر في الدير والرقة دوراً مماثلاً في اشتعال الحديث عن الموضوع إجمالاً.

 تلقينا استشارة من عدة جهات حول المسألة، خاصة وأنني كنت قد كتبت مقالاً في زمان الوصل عن بيان العائلة الأخير مؤيداً له وداعماً لفكرته. وأريد اليوم أن أجيب عبر الصحيفة نفسها معبراً عن رأيي الخاص الذي قد يكون صواباً أو يحتمل التصويب.

الأسرة هي نواة العشيرة، والعشيرة، هي الخلية الأولى في تشكيل المدائن والمجتمعات،  وبالتالي فإن تعريض هذه الخلايا للخطر يؤدي إلى تمييع انتماء الفرد لوطنه، وإلى زوال هيبة المجتمع وتدميره على المدى البعيد.

وبالتالي لا أرى منقصة في الحفاظ على العشيرة، أو أي تسمية أخرى للذين عندهم حساسية من هذه اللفظة، وأعتقد أن احترام العشيرة متماسكة وعيناً ساهرة على أفرادها سيحميهم من الانحراف ويقلل وقوعهم في الخطأ.

شجعنا بيان "الزعبي" بقوة، وسرّنا أن تكون العائلة مستعدة  لمعاقبة أي فرد من أفرادها يفرط في المشروع الوطني، فيشترك مع الصحوات في تفتيت سورية.

تدرك القوى الغربية أهمية العائلة في بلادنا،  ومن هنا تحديداً ظهرت فكرة الصحوات، إذ تسعى تلك الدول وأذيالها في المنطقة، إلى تفتيت سورية بشكل نهائي، فالمسألة لم تعد تدمير المدن وحسب، والتوجه لخلق "الدولة المفيدة" التي يحلم بها الأسد وطهران، وتدعمها واشنطن، بل تعدى ذلك للقضاء على بنية العائلة الواحدة، وهذا يعني على سبيل المثال، أن يكون جزء من عائلة الزعبي من الصحوات وجزء آخر يقاتل الصحوات فيضرب آل الزعبي بعضهم بعضاً وتنتهي الجماعة التي تكون قد أكلت نفسها بنفسها، هذا في الوقت الذي تتوحد فيه قوى الشر ويجتمع بعضها مع بعض، ويكفي أن نرى ما يفعله الشيعة الذين يتجمّعون من كل صوب لقتال المسلمين في سورية.

وفي الوقت الذي تسعى فيها كل الجماعات للاندماج، وكذلك الدول، والمؤسسات الاقتصادية، تخطط  القوى المعادية للثورة لتشتيت البنية الوطنية في سورية تحت شعارات نبذ العشائرية ومحاربة الإرهاب ومصلحة الوطن.

نؤيد بمنتهى الوضوح الأفكار التي يتبناها آل الزعبي، من حيث تأكيدهم على أن سورية أكبر من العشيرة، وأن "الزعبية" يرفضون قطعاً تهديد الوحدة الوطنية، أو الوقوف ضد القانون أو معاداة مؤسسات الدولة، أو رجالها المنتخبين. ونحن نشد على أيديهم في دعم المشروع الوطني.

نعلم أن العائلة العريقة، وغيرها من أشراف سورية لا يفكرون كما يفكر الأسد وشبيحته، ولا يقصدون من تشكيل المجالس العائلية إلا الحفاظ على أبناء العمومة والخؤولة من الانخراط في مشاريع خارجية تصب في مصلحة الراغبين في تقسيم سورية. ونثمن أيضاً، سعي العائلة للتفرغ في مجالات الإغاثة والتنمية، وابتعادها عن المصالح الذاتية. وعدم اللهاث خلف كراسي الساسة والعسكر.

على الزعبية اليوم، أن يفكروا ببيان جديد يحددون به مراميهم بدقة، ويوضحون الفائدة من تكوين مجلس ما، يقوم خاصة على مراقبة أبناء العائلة ومنعهم من الانخراط في الصحوات أو تشكيل العصابات، كما أعتقد أن عليهم أن يحذروا أولئك الذين يتلقون أوامرهم وأموالهم من الموك، أو من بعض الدول التي لا تريد الانتصار للثورة السورية.

لو يفعل آل زعبي ذلك وتتبعهم العشائر السورية الأخرى لانقطع أمل بشار الأسد وأسياده في احتلال سورية أو السيطرة عليها.

د. عوض السليمان - من كتاب "زمان الوصل"
(259)    هل أعجبتك المقالة (242)

أبو إسحاق

2015-08-21

إن شاء الله ينشر آل زعبي بيانا جديدا يكسر به ظهر الأسد.


بشير الزعبي

2015-08-22

لن يفعلوا فبشار الزعبي من رؤوسهم وهو مجرد حجر شطرنج في الموك الأمريكي.


سورية حرة

2015-08-23

موقف مشرف لعائلة الزعبي ليس بمستغرب منهم..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي