عقد مجلس المقاومة الإيرانية المعارض ندوة "أونلاين" تحت عنوان "النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي: التصعيد أو التخفيف في سياسته الإقليمية" أول أمس.
وشارك فيها كل من الدكتور "بسام العموش" وزير وسفير أردني سابق، والسيدة "عاليا منصور" من الائتلاف الوطني السوري المعارض، والدكتور "وليد طبطبائي" نائب كويتي سابق والدكتور "سنابرق زاهدي" رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وتناولت الندوة أربعة محاور رئيسية وهي" هل النظام الإيراني سيصعّد من تدخلاته في المنطقة بعد الاتفاق النووي أو يخفّفها؟ وهل النظام سينفق كل ما قد يحصل من خلال الاتفاق النووي لدعم القوى الموالية له في المنطقة؟ وهل يبحث النظام الإيراني عن حل سياسي للأزمة في اليمن وفي سوريا؟
الدكتور زاهدي الذي أدار الندوة مهّد لها بالحديث عن التطورات الجديدة التي يشهدها العراق ومسار تظاهرات الشعب في هذا البلد مضيفاً أن "تطورات هذه الأيام بإمکانها أن تصبح رکيزة للحديث بهذا الصدد، وأشار زاهدي إلى أن "مسار هذه الأحداث يرتبط بالنظام الحاکم في إيران ولذلك يعتبر النظام هو المشکلة الأساسية للمنطقة. ويمكن القول –بحسب رأيه- بأن هذا المسار لو تمت إدارته بصورة صحيحة فهذا من شأنه إحباط کافة مخططات ولاية الفقيه. ونوّه مدير الندوة إلى أن "القمع وتصدير الإرهاب والتطرف تحت لافطة "تصدير الثورة" كانا ركيزتين أساستين للنظام. وفي هذا السياق أشار زاهدي إلى تصريحات خامنئي بعد الاتفاق النووي بأن نظامه لن يتخلى عما سمي بأصدقائه في لبنان وسوريا وسائر الدول.
وبدوره أكد النائب الكويتي السابق الدكتور "وليد طبطبائي" أن "نظام الملالي حوّل الصراع الرئيسي في المنطقة إلى صراع بين النظام الإيراني وبين شعوب المنطقة" مشيراً إلى دعم الملالي لنظام بشار الأسد في سوريا حيث يقول ثوار سوريا إننا لا نقاتل النظام السوري على الأرض بل نحن نواجه النظام الإيراني وقوات الحرس والميليشيات التي جاء بها من العراق ومن أفغانستان وطاجيكستان وأصبح النظام الايراني -كما يقول طبطبائي- هو محور الخطر في المنطقة".
وأضاف بأن "خامنئي لا يريد التخلي عن مشروع التسلح النووي لكن تكاليف تدخلاته الإقليمية ومشاكله الاقتصادية هي التي أجبرته على مثل هذا التراجع الذي نشهده في الملف النووي".
أما الوزير الأردني السابق د. "بسام العموش" والذي كان سفيراً للأردن في إيران لأربع سنوات، فأوضح بأن نظام "الخميني أصر على سياسته العدوانية في التدخل في شؤون الدول العربية منذ العام 1979 ولم يكف عن هذه التدخلات يوماً"، مشيراً إلى الدور الذي لعبه النظام في الحرب ضد أفغانستان وكذلك الغزو الأميركي للعراق.
وأكد العموش بأننا "كدول عربية يجب أن لا نثق بالاتفاق النووي الذي حصل لأنه على حساب مصالح الشعوب العربية".
وبعد أن قدم الدكتور زاهدي تعازي المقاومة الإيرانية للشعب السوري الشقيق بضحايا مجزرة دوما ترك الحديث لعضو الإئتلاف السوري المعارض "عاليا منصور" التي أشارت إلى أن "مثل هذه المجازر لم تكن لترتكب لو لم يكن هناك دعم من ولاية الفقيه لنظام بشار الأسد".
وقالت منصور إن "النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي يحاول أن يلعب على حبلين هما حبل المتشددين المتمثلين بخامنئي وقوات الحرس وحبل ما يسمي بالمعتدلين وهم روحاني وظريف".
وأكدت أن "النظام الإيراني يقوم بممارسة الإرهاب ولايمكننا فهم تمييز الغرب بين ما تقوم به جماعة داعش من الإرهاب وما يقوم به نظام الملالي بالممارسات نفسها، لكن الإرهاب الذي يمارسه الولي الفقيه- بحسب قولها- أكثر خطورة لأنه إرهاب دولة وأصبحت له اذرعه في المنطقة في كل مكان فلبنان وسوريا تحت الاحتلال الإيراني".
وتابعت إن "ما يفعله في اليمن والكويت دليل واضح على هذا الإرهاب، وسيستمر هذا النظام بسياسته إن لم يتم الوقوف في وجه ودعم المقاومة الإيرانية".
وتحدث الدكتور بسام العموش عن تجربته الشخصية في إيران مشيراً إلى أن "أبناء الشعب الإيراني يعيشون في فقر مدقع ونسبة كبيرة منهم في القرى والأرياف يعيشون في بيوت من طين. الظاهرة التي لايمكن مشاهدتها في أي بلد آخر في الشرق الأوسط".
واعتبرت ممثلة الإئتلاف الوطني "عليا منصور" بأن هذا النظام (الإيراني) لا يمكن أن يكون جلاداً للشعب السوري وقاضياً له في وقت واحد" مشيرة إلى أن "هذا النظام أرسل رسائل غير مباشرة إلى المعارضة السورية تقول إنها على استعداد لقبول بديل عن بشار الأسد ولكن بشرط ضمان مصالحها في المنطقة وأن تبقى سوريا ممراً لسلاح حزب الله".
ونوّهت منصور إلى أن "جوابنا كمعارضة سورية كان واضحاً بأن سوريا لن تكون نقطة ارتكاز للإرهاب من وإلى، ولا نقطة للانطلاق إلى لبنان وإلى العراق وإلى المنطقة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية