قدرت المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد اللاجئين الفارين نحو أوروبا سيبلغ 250 ألف لاجئ، بنهاية شهر آب/ أغسطس الجاري، نصف هؤلاء تقريبا –أي 125 ألفا- من السوريين.
ويمثل العدد زيادة كبيرة قياسا بالسنة الماضية، حيث ناهز 219 ألف لاجئ طوال العام؛ ما يؤكد التقارير التي تقول إن عام 2015 هو عام هروب السوريين من بلدهم، بمئات الآلاف، وبمعدل مرتفع لم يسبق لكل السنوات الماضية أن تجاوزته.
وتقول الإحصاءات إن اليونان وحدها شهدت زيادة بمقدار 750% في عدد الوافدين إليها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفي ظل هذا التدفق الهائل للاجئين، تبرز صور جديدة من الشقاء والمشقة، التي تكتنف رحلة السوري من بلده إلى أوروبا، تبدأ من النوم في ساحات المدن الساحلية التركية، وصولا إلى ركوب قوارب الموت نحو اليونان، مرورا بالرحلة البرية المضنية عبر أكثر من دولة (مقدونيا،صربيا، هنغاريا)، وانتهاء بمخيمات اللجوء في ألمانيا (غالبا)، أو غيرها من الدول الغربية.
وفي هذه الأجواء، تجد وكالات الأنباء الكبرى ووسائل الإعلام المختلفة فرصتها لالتقاط الصور التي توثق بعض مشاهد "التغريبة السورية"، بكل ما فيها من مخاطرة وعناء لاتنتهي أشكاله، فهنا سوريون "محشورون" في الدور داخل جزيرة يونانية، وهناك في "مقدونيا" يتسابقون نحو القطار ليركبوه كيفما اتفق، ويجلسوا فيه ويناموا أينما أتيح لهم مكان، وفي وسط البحر مجموعة شباب يحاولون السباحة نحو أقرب شاطئ بعدما غرق بهم مركبهم، وعلى الشاطئ الذي وصلته للتو أم تحمل ولديها وعلى محياها مشاعر لاتترجم من العذاب، ومثلها يبدو كهل سوري يذرف الدموع لحظة بلوغ اليابسة.
ومن بين عشرات الآلاف الذين يفرون من سوريا، التقط مصور وكالة "أ.ب" صورة قال إنها لـ"قائد ثوري" سابق يدعى "ليث صالح" وهو يلبس كنزة خضراء وبنطال جينز، منتظرا دوره في جزيرة كوس اليونان للعبور نحو أثينا، في 15 آب/أغسطس الجاري.
ودللت الوكالة على كلامها بعرض صورة لـ"صالح" يظهر فيها وهو يرتدي الزي العسكري حاملا بندقيته، في لقطة تعود إلى بداية العام، قائلة إن "صالح" يطمح للحصول على حق اللجوء إلى هولندا، ويأمل أن تتمكن زوجته وطفله من اللحاق به.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية