توفيت طفلة سورية ووقعت عدة حالات إغماء في مخيم "ديريك" قرب مدينة "ماردين" التركية، يوم الإثنين على إثر استخدام قوات الأمن التركية المشرفة على المخيم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي في قمع احتجاج شهده المخيم المذكور وفق مصدر من داخله.
وقال المصدر إن شبابا سوريين في المخيم نفّذوا استعصاء، وهدد بعضهم بالإضراب عن الطعام، اعتراضاً على اعتقالهم بطريقة تعسفية في عدد من المدن ومراكز الاحتجاز، وحصرهم في المخيم المذكور وسط ظروف "سيئة وغير إنسانية، من دون إطلاعهم على مصيرهم أو التهم الموجهة إليهم"، وفق المصدر.
وأشار المصدر لـ"زمان الوصل" إلى أن حملات الاعتقال العشوائي بدأت في عدد من المدن التركية منذ الإثنين الماضي، وطالت شباناً ونساء وعجائز، وذلك بذرائع مختلفة منها ضبط الحدود والحد من الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن عدداً غير قليل من المحتجزين في المخيم، ويقدر عددهم بأكثر من ألف، يملكون أوراقاً ثبوتية، أو بطاقة الإقامة التركية الممنوحة للسوريين (كيملك).

وأفاد المصدر بأنه تعرض هو شخصيا للاعتقال فيما كان مع أصدقاء له يتناولون طعام الغذاء في مطعم في "أزمير"، حيث داهمتهم الشرطة وأوقفتهم بحجة عدم تجديد بطاقة (كيمليك)، فأجبروا على التوقيع على وثائق بالتركية من دون وجود مترجم، اكتشفوا لاحقاً أنها اعترافات بممارستهم التسول، ثم وجدوا أنفسهم في حافلات تنقلهم إلى مخيم "ديريك" حيث احتجزوا منذ نحو أسبوع ولا يزالون يقبعون من دون أن تتواصل معهم أي جهة رسمية، أو يحدد مصيرهم.
ويعاني المقيمون بالمخيم من الاكتظاظ وقلة المياه في طقس حار جداً، ما أدى إلى حالات جرب وإغماء، كما يوزع عليهم طعام غير كافٍ، وهي الأسباب التي دفعت إلى تنفيذ الاستعصاء، فيما يبقى تحديد مصيرهم أولوية أساسية بالنسبة إليهم، خصوصاً من يملك أوراقاً شرعية ولم تثبت عليه تهمة الهجرة غير الشرعية أو غيرها.
ماردين -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية