رفضت الرقابة المصرية الموافقة على عرض الفيلم الامريكى "لا تعبث مع زوهان "فى دور العرض السينمائى ، خوفا من عدم تماشيه مع رغبة الرأى العام .وكان الفيلم معروض ضمن قائمة الافلام الاجنبية المقرر عرضها فى شهر اغسطس فى مصر لكن الرقابة منعت عرضة لاجراءات امنية تحسبا من ان يتسبب فى حدوث اعمال عنف او شغب جماهيرية . وكانت مصر الدولة العربية الوحيدة الموجودة ضمن قائمة الدول المرشح الفيلم للعرض فيها فى شهر اغسطس الحالى وفقا لقائمة الدول التى وردت على احد المواقع الاليكترونية المتخصصة .
ويتهم الفيلم الذى يقوم ببطولتة نجم الاكشن المعروف "ادم ساندلر " مع "ايمانويل شريكى "و "جون تريتورو" بالترويج الى التطبيع مع اسرائيل ، وذلك من خلال احداث الفيلم التى تدور حول الصراع الفلسطينى الاسرائيلي. ويحكى قصة عميل تابع للموساد يمل من الحرب ويسعى لتحقيق حلمه فى ان يصبح مصفف شعر مشهور في نيويورك وينتهى به المطاف بالزواج من مديره المحل الذى يعمل به وهى فتاة فلسطينية, وتستمر الاحداث فى الفيلم الى ان ينتهي بانضمام الفلسطينيين مع الاسرائيليين لمحاربة عدو مشترك في نيويورك.
وكان فاروق حسنى وزير الثقافة قد جدد تأكيد رفضه السماح ببث أفلام أو نشر كتب إسرائيلية في مصر. وقال فى حديثة الاخير لصحيفة يديعوت احرونوت "لا أريد أن أجد نفسي في وضع أشاهد إحراق قاعة سينما في القاهرة أو الإسكندرية لأنها تبث فيلما إسرائيليا. لا اكره إسرائيل إنما على التطبيع الثقافى ان ينتظر ".
وقبل شهر تقريبا نظمت السفارة الاسرائيلية فى القاهرة عرض خاص سرا لفيلم اسرائيلى يحمل اسم " زيارة الفرقة " بأحد الفنادق الكبرى المطله على النيل وشاهد الفيلم وفق ما تسرب من معلومات حوالى 100 شخصية ثقافيه ودبلوماسية كان من بينهم 30 مصريا .وتبرز سرية العرض مدى الاشكالية التى تحيط قضية التطبيع الثقافى بين مصر و اسرائيل حيث عرض الفيلم تحت حراسة امنية مشددة وبعيدا عن أنظار وسائل الاعلام.
وكانت لادارة مهرجان القاهرة السينمائى موقف سابق ضد عرض هذا الفيلم فى مصر ورفضوا عرضه فى مهرجان العام الماضي بل وهددت مصر بالانسجاب من مهرجان دبى اذا عرض هناك وبالفعل استجاب القائمون على مهرجان دبى لرغبة المصريين. وبالرغم ان تنظيم عرض خاص ليس بحاجة الى موافقة من الرقابة الا ان السفارة الاسرائيلية غطت على الحدث لمدة اسبوع تقريبا قبل ان تتسرب الأخبار.
ويعتبر فيلم "زيارة فرقة" اول فيلم اسرائيلي يعرض فى مصر منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد وهو ما دعا الكتاب والنقاد إلى تنظيم احتجاج عام و معاقبة المصريين الذين حضروا العرض.
يقول "صلاح عيسى" رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" الرسمية لسان وزارة الثقافة "نحن نرفض اى علاقات طبيعية مع اسرائيل حتى تحل القضية الفلسطينية , ونخشى حدوث اضطرابات فى الشارع بسبب عرض فيلم اسرائيلى او يروج لاسرائيل " لكن المؤلف والكاتب المسرحي "علي سالم" هو واحد من الشخصيات البارزة المصرية التى حضرت عرض" زيارة فرقة" قال انه يسخر من فكرة الاستفزاز التى يروجها السادة المسئولين وخاصة عندما تكون مصر بالفعل مرتبطة بالفعل بعلاقات طبيعية مع اسرائيل فى العديد من المجالات الاخرى.
واضاف سالم المعروف عنه تحمسه لتطبيع العلاقات مع اسرائيل ان "الاضطرابات العامة ليس لها مكان سوى فى خيال وزارة الثقافة وبعض المثقفين"مؤكدا ان "الشعب المصري لا يعنيه مساله التطبيع مع اسرائيل كما انه ليس ضدها"من وجهة نظر سالم .
ولا يرى "سالم " معنى للحظر المفروض على الافلام الاسرائيلية فى مصر ، بحجه ان المقاطعه الثقافيه من جانب مصر لن تضغط على اسرائيل لتغيير سياستها تجاه الشعب الفلسطيني. ويتوقع ان يمهد عرض "زيارة فرقة" الطريق لعرض افلام اسرائيلية اخرى.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية