أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أين يدفن اللاجئون السوريون موتاهم في لبنان؟

في بيروت وضواحيها يتجاوز سعر القبر 333 دولاراً أمريكياً

لم يخطر ببال ذوي اللاجئة الحاجة "أم سامر شنو" من ريف حمص الغربي التي توفيت ثاني أيام عيد الفطر في بلدة شكا المسيحية في لبنان، أن يتحول مكان دفنها إلى مشكلة وقفوا أمامها حائرين، مما اضطرهم لنقل جثتها إلى منطقة "الهيشة" بوادي خالد، لتدفن في مقبرة المهاجرين هناك بعد أن دفعوا مبلغ 400 دولار كلفة نقلها.
 
قصة أم سامر ليست الوحيدة في لبنان بالنسبة للاجئين السوريين الذين ينتهي أجلهم هناك، فإيجاد مكان لدفن الميت تحول إلى هاجس يؤرقهم ويضيف وجهاً آخر لا يقل مرارة عن وجوه معاناتهم الأخرى، وتبدو هذه المشكلة أقل وطأة في محافظات الشمال وعكار حيث تم السماح للاجئين السوريين بدفن موتاهم بمقابر خاصة، غير أن المشكلة الكبرى –كما يقول الناشط "محمد القصاب" لـ"اقتصاد"- هي في بيروت والجنوب، حيث من الصعوبة البالغة أو من المستحيل- كما يقول- أن يدفن سوري في هذه المدن.
 
ويشير الناشط القصاب إلى بقاء 75 جثة لمدة ثلاثة أشهر في ثلاجات مشافي بيروت دون إيجاد حل لها، مما جعلها تتحول إلى عبء ثقيل على ذوي أصحابها. ويردف القصاب: "بعد انسداد الأفق لجأت إدارة هذه المشافي إلى إلزام سفارة النظام باستلام هذه الجثث والتصرف بدفنها بعد نقلها إلى سوريا".
 
وأوضح محدثنا أن "الرئيس الراحل رفيق الحريري كان قد اشترى قطعة أرض كبيرة في بيروت أطلق عليها اسم "مقبرة الغرباء" وخصص قسماً منها لأهل السنة في بيروت والقسم الآخر لغير اللبنانيين، ولكن بعد وفاة الرئيس الحريري- كما يؤكد القصاب- استولى بعض أهالي بيروت على مساحات واسعة من المقبرة وبنوا عليها مشاريع وأبنية سكنية، ومن هنا بات أهلنا السوريين– كما يقول محدثنا- يحملون هماً جديداً لم يكن في حسبانهم يُضاف إلى هموم اللجوء والتشرد وانعدام أبسط وسائل العيش، وهذا الهم هو الخشية من وفاة أحد أفراد العائلة والمشكلة في مواراته التراب". 

ونوّه الناشط "محمد القصاب" إلى دور أهل الخير من المتبرعين اللبنانيين الذين "يتولون تكاليف الدفن ومراسم العزاء وبخاصة في شمال لبنان"، مشيراً إلى أن "بلدات وادي خالد خصصت قطعة أرض ووهبتها للسوريين في قرية "الهيشة" سميت بـ"مقبرة المهاجرين" ويتكفل أهل الخير هناك– كما يقول– بأمور التكفين وحفر القبور ومتطلبات الدفن من بلوك عمار وشطائح، مما سهّل وخفّف على الكثير من السوريين في الشمال".

 أما في بيروت وضواحيها– بحسب القصاب- فإن "أغلب السوريين يعانون من تبعات الموت والدفن، وأغلبهم-كما يؤكد- ينقل الجثة إلى الشمال لتدفن فيها، ومن ليس له معارف في الشمال يضطر-كما يقول محدثنا- إما لترك الجثة في أحد برادات المشفى أو أن يتحمل تكاليف الدفن الباهظة جداً فسعر القبر يتجاوز 500 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 333 دولاراً أميركياً)، وهو ما لا يقوى على تحمله اللاجىء السوري".

وفي إحصاء للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ارتفعت نسبة الوفيات بين اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية بلبنان إلى 1200 حالة، وتتنوع حالات الوفاة هذه -بحسب القصاب- ما بين إصابات من الداخل تم إسعافها إلى لبنان بطرق غير شرعية أو وفيات حوادث سير أو سقوط أثناء العمل وكذلك حوادث القتل وهي كثيرة جداً ودائماً الفاعل مجهول إلى جانب الوفيات العادية.

عن "اقتصاد" أحد مشاريع "زمان الوصل"
(132)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي