حمص.. قوائم مئوية بأسماء عناصر بعثيين التحقوا بـ"الجيش الشعبي"

حصلت "زمان الوصل" على قوائم رسمية توثق أكثر من 500 اسم من أعضاء حزب البعث ممن قدموا طلبات للالتحاق بصفوف "الجيش الشعبي" التابع للنظام، وقبلت طلباتهم بين عامي 2012 و2013، في ظل سعي نظام بشار الأسد لتجنيد أكبر قدر من العناصر بهدف قمع الثورة السورية.

وأظهرت القوائم الأسماء الثلاثية لـ503 عضو حزبي، بين عامل ونصير، مع أسماء أمهاتهم، وتاريخ ولاداتهم، كلهم تقدموا بملفات من أجل "التعاقد" مع الجيش الشعبي في محافظة حمص، التي كانت من أكثر بؤر الثورة اشتعالا في عموم سوريا.

وأظهرت اللوائح أن المستوى التعليمي لغالبية العناصر الحزبيين يترواح بين الابتدائية والإعدادية، مقابل نسبة أقل من حملة الثانوية، وعدد لايتجاوز 10 عناصر من حملة شهادات المعاهد المتوسطة، فيما لم تحو القوائم أي عنصر من حملة الشهادات الجامعية.

وأبانت القوائم أن معظم العناصر هم ممن دخلوا العقدين الثاني أو الثالث من العمر، بينما ناهزت أعمار بعضهم الخامسة والأربعين، وتخطى آخرون حاجز 50 سنة (56، 54 سنة).

ويبدو أن حاجة النظام الشديدة للعنصر البشري، دفعت بـ"الجيش الشعبي" إلى قائمة الخيارات، التي كان مستبعدا عنها طوال عقود، نظرا لكونه لايمت للتشكيلات العسكرية بأي صلة، اللهم إلا اللباس العسكري.

ويعد "الجيش الشعبي" من أكثر التشكيلات تهالكا وترهلا في التسليح والتدريب والصلاحيات والانضباط، وكان طوال تاريخه أقرب إلى مؤسسة لـ"الاستنفاع" والتوظيف، ولم يكن لضباطه أي قيمة أو نفوذ فاعل، باستثناء ما كان لقائده "محمد إبراهيم العلي" من حظوة لدى حافظ الأسد، عطفا على علاقة صداقة بين الشخصين، وعلى تأييد "العلي" لحافظ في سلسلة تحركاته للانقضاض على السلطة، التي بدأت تتبلور منذ من 23 شباط 1966، وصولا إلى انقلاب "الحركة التصحيحية" عام 1970.

وعزز من قرب "العلي" إلى النظام، وقوفه إلى جانب حافظ في صراعه مع شقيقه رفعت في ثمانينات القرن الفائت، وقد بقي "العلي" الملقب "أبو ندى" قائدا للجيش الشعبي منذ انقلاب البعث عام 1963 حتى 2005، حينما أعفاه بشار من منصبه بسبب تصريحات دعا فيها إلى حل القيادة القومية لحزب البعث، مؤكدا أنها لم تعد فاعلة.