أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الناطق باسم مشروع سلامتك لـ"زمان الوصل": تجسّس نظام الأسد على الناشطين في الثورة السورية جعلنا في موقف تحدٍ

يسعى مشروع "سلامتك" لمساعدة ناشطي الثورة على استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات بشكل آمن - ناشطون

يسعى مشروع سلامتك غير الربحي لمساعدة ناشطي الثورة السورية من خلال تقديم الدعم الفني والأدوات والمعارف والتدريب على استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات بشكل آمن لا يعرضهم للخطر، ويضمن حقهم في الوصول الحر والآمن إلى الإنترنت والمعلومات وحقهم في التعبير وإيصال صوتهم إلى العالم.

وأنطلق هذا المشروع الذي يتخذ من كندا مقراً له في آب من عام 2012 وكان الفريق يتألف من ثلاثة أشخاص-بحسب ما يقول الناطق الإعلامي له "باسل مطر"- لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن "المشروع تطور بناء على حاجة لمسناها لدى السوريين تتجسد يحمايتهم من الأخطار المرتبطة باستخدام التكنولوجيا بعد انطلاق الثورة السورية". 

ويتابع محدثنا أن "تسخير النظام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتجسس على الناشطين بغية الكشف عن نشاطهم وشبكاتهم واتصالاتهم وتوظيفه لتقنيات تعتبر متطورة نسبياً في هذا المضمار جعلنا في موقف تحدٍ للرد عليه" وخصوصاً أن هذا النظام– كما يقول محدثنا- "بدأ يستخدم تقنيات لمراقبة الإنترنت تسمى بلوكوت، وقام بتأسيس الجيش السوري الإلكتروني الذي تجلت مهمته في شقين أساسيين، الأول هو حرب المعلومات حيث كان يهاجم صفحات ومواقع المعارضة والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الإنترنت لأيقافها أوإغلاقها والترويج لرواية النظام عن الإرهاب والمندسين وإخماد صوت الثورة". 

ونوّه الناشط مطر إلى أن "الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد بدأت تطلب من جميع من تعتقلهم فتح حساباتهم على فيسبوك وسكايب للاطلاع عليها. 

ومن المعلوم كما يوضح أن السوريين استخدموا هذه الوسائل والخدمات على نحو واسع لتنظيم الحراك، والتنسيق والتوثيق والعمل الإعلامي، مما وضعهم جميعاً في مهب أخطار جمة.

 والأمر الآخر الذي لا بد من ذكره – بحسب الناشط مطر- هو أن "المعلومات والصور والفيديوهات الهامة التي يقوم الناشطون بجمعها ونشرها يجب أن توثق وتُحفظ لأنها شواهد على مرحلة تاريخية هامه وعلى أحداث كثيرة لها عواقب قانونية وهو أمر نضعه نصب أعيننا ونركز عليه دائماً".

انطلق مشروع "سلامتك" أولاً من فكرة أن التواصل الآمن، والاستخدام الآمن للتكنولوجيا والوصول الحر للمعلومات هو حق أساسي لكل إنسان، وأن للسوريين، الذين يُقمعون في الواقع وفي المجال الافتراضي الحق في ذلك أيضاً. 

وحول هذه الفكرة يقول مطر: "كان تركيزنا في الأشهر الأولى ينصبُّ على مراقبة الفضاء الافتراضي السوري بهدف تحديد الأخطار، مثل البرمجيات الخبيثة، ثم التحذير منها.

 مع مرور الوقت توسع عمل المشروع ليشمل جوانب أخرى متعددة، وقمنا بوضع دليل شامل للسلامة الرقمية اسمه سلامتك ويكي، وأدلة مبسطة تغطي الكثير من الجوانب الرقمية.

ويوضح الناشط "باسل مطر" المقصود من اسم المشروع الذي يشي بالعارض الصحي قائلاً: "نحن نرى أن السلامة الشخصية على الأرض أو في الواقع الافتراضي صنوان لا ينفصلان. كلاهما يؤثر على الآخر. المصطلح الأكثر استخداما هو الأمن الرقمي، لكننا- بحسب قوله "أحببنا أن نجعل الأمر أكثر قربا للواقع السوري، واخترنا تعبير السلامة الرقمية، حيث لمسنا أن السوريين لا يتقبلون كلمة الأمن بنفس مرتاحه نظرا، لتجربتهم المريرة مع الأجهزة الأمنية". 

ويردف محدثنا أن "اسم المشروع يتألف في الحقيقه من مقطعين، الأول سلامة وهو كلمة عربية معروفة والثاني Tech وهو اختصار لكلمة تكنولوجيا. بالاتكليزية يصبح الاسم SalamaTech. الاسم الآن جزء من هوية المشروع ونحن نعتز به كثيراً ". 

وأشار "باسل مطر" إلى أن فريق سلامتك يراقب الفضاء الإلكتروني ضمن امكانياته ويحث السوريين على إبلاغنا عن أي نشاطات خبيثة يلاحظونها ونقوم بدونا بدراسة هذه الإخطار ونشر التحذيرات المناسبة حولها من خلال موقع سلامتك وصفحتنا على فيسبوك. أعتقد أن ما نقوم به يساهم بشكل كبير في الحد من تأثير هذه الأخطار لكننا لا نستطيع وقفها من المصدر أبدا". مضيفاً أن "مهمة الفريق تعتمد على التوعية وتمكين المستخدمين لتجنبها من خلال نشر المعارف والمعلومات والوصول بها إلى كل الشرائح السورية". 

ومن المتوقع أن يطلق "مشروع سلامتك" قريباً بوابة معرفية باسم "سمّع صوتك" وحول الهدف من هذه البوابة المعرفية، وماالخدمات التي تقدمها للناشطين يوضح مطر أن "فريق سلامتك يعمل بنشاط هذه الأيام لإعداد موقع يحوي الكثير من المعلومات والأدلة المبسطة الخاصة بالأمن الرقمي والاستخدام الفعّال لشبكات التواصل الاجتماعي التي ستفيد الناشطين أولا والمستخدمين العاديين بالدرجة الثانية" ويتابع محدثنا أن "هذا الموقع عباره عن بوابة معلومات سهلة الاستخدام من حيث التصميم والبنية واللغة التي تحاول الابتعاد عن التعابير التقنية المعقدة وتخاطب المستخدم العادي". 

ويختم مطر أن "الهدف من البوابة هو توفير مواد سهلة الاستخدام للناشطين الذي لم يحظوا بفرص التدريب، أو لا يستطيعون المشاركة في هذه المناسبات لأسباب أمنية. نأمل أن تستطيع بوابة "سمع صوتك" سد الفجوة بين المستخدم والتكنولوجيا وبين من يحتاح للمعرفة وفرص توفرها. 

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(224)    هل أعجبتك المقالة (219)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي