أثار رفض صحيفة أخبار الخليج البحرينية نشر إعلان مدفوع بقيمة 25 ألف دولار، لتأييد محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير في محكمة الجنايات الدولية، ردود أفعال واسعة في خضم اتهامات لـ"أجهزة استخبارية" بالوقوف وراء هذه المؤسسة.
وتقف وراء الإعلان مؤسسة عالمية، تحمل اسم "آفاز"، وتتخذ من نيويورك مقراً لها، وهل التي تعهدت بدفع مقابل مادي لنشره في الصحف.
وقدم الرئيس السوداني شكره إلى رئيس تحرير "أخبار الخليج" أنور عبدالرحمن، عن طريق مستشاره الإعلامي مجوب فضل، الذي أثنى في اتصال هاتفي على ما أسماه موقف الصحيفة "العروبي والمشرف، ووقوفها إلى جانب الحق والعدل ورفضها نشر إعلان من جهة أجنبية يندرج في إطار حملات مشبوهة تستهدف السودان والأمة العربية". ووجه البشير دعوة إلى رئيس تحرير الصحيفة البحرينية لزيارة السودان للالتقاء به.
10 آلاف دولار لنشره بمصر
من جانبها قالت مستشارة المؤسسة الأمريكية، الذي تحدثت لـ"العربية.نت" من العاصمة المصرية القاهرة، إن عملها اقتصر على التنسيق لنشر الإعلان في بعض الصحف العربية.
وأضافت المستشارة، التي رفضت الكشف عن اسمها، في اتصال هاتفي أن المؤسسة تعمل من خلال مستشارين في الدول العربية، الذين تقتصر مهمتهم على التنسيق.
وتابعت أن صحيفتين مصريتين أسبوعيتين نشرتا نفس الإعلان مقابل حوالي 10 آلاف دولار، نافية علمها بوجود دوافع سياسية خلفه. وأشارت إلى أن المؤسسة سبق أن عرضت الإعلان على صحيفة "الشرق الأوسط السعودية" لكنها رفضت نشره.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينيو أوكامبو قد أصدر في 14 يوليو/ تموز الماضي مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة في دارفور.
25 ألف دولار لصفحة كاملة
واتهم السفير السوداني في البحرين بشرى دفع الله "ما يسمى بالتحالف مع المحكمة الجنائية" بمحاولة الاستفادة من قرار المحكمة "لتحقيق مصالحها الخاصة".
وقال السفير لـ"العربية نت" إن الذين يقفون وراء المحكمة يحاولون الترويج لها في العالم العربي. واعتبر موقف الصحيفة البحرينية "محموداً ونحن نفخر به".
وأبدت مؤسسة "آفاز" استعدادها لدفع 25 ألف دولار لنشر الإعلان في صفحة كاملة في أقدم الصحف البحرينية، المعروفة بتوجهها القومي في إطار ما أسمته "حملة إعلانية في عدد من المطبوعات في إفريقيا والشرق الأوسط"، لكن رئيس تحرير صحيفة أخبار الخليج رفض نشره.
وحمل الإعلان المكتوب بلغة عربية شابتها بعض الأخطاء الإملائية، صورتين للرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس السوداني مع عنوان "الرئيس البشير والرئيس بوش اجتمعا على نفس الرأي. كلاهما يكره المحكمة الجنائية الدولية".
وأبدت المؤسسة في إعلانها "تأييد المحكمة الجنائية الدولية في موقفها الساعي إلى إخضاع (عمر) البشير لمحاكمة نزيهة والتحقيق في الجرائم المروعة المتهم بارتكابها".
واعتبرت المؤسسة في إعلانها أن"العمل من أجل وضع حد لعمليات القتل والاغتصاب الجماعي لعشرات الآلاف من النساء والأطفال الأفارقة والمسلمين لا يعد بأي حال من الأحوال مجرد حملة يشنها الغرب ضد فرد، بل إنها العدالة".
وقدمت "آفاز" في سبيل ضمان النشر تعهداً إلى الصحيفة بتحملها مسؤولية "الحقائق الواردة" في الإعلان.
ومؤسسة "آفاز" أو الصوت بالفارسية كما يعَّرِفها القائمون عليها "مؤسسة دولية مهتمة بإطلاق الحملات المتعلقة بالشؤون السياسية وحقوق الإنسان". وتقول المؤسسة عن نفسها إنها مجتمع متحرك مكون من مواطنين بلا حدود.
استفسار عن الدوافع
وقال رئيس تحرير الصحيفة البحرينية لـ"العربية نت" إنه بادر بالاتصال بالمؤسسة مستفسراً عن دوافع نشر الإعلان. وأضاف "سألتهم لماذا لم تنشروا إعلاناً عن (رئيس وزراء بريطانيا السابق) توني بلير وجورج بوش فهم أولى بالمحاكمة من غيرهما بسبب ما فعلوه في أفغانستان والعراق".
وتساءل "من أين لمنظمة غير معروفة أن تدفع هذا المبلغ الضخم من أجل الإعلان. هناك أيادٍ خفية وراء الموضوع ونحن أخلاقياً نرفض الاشتراك في هذه الحملة".
وقال إنه سيلبي دعوة الرئيس عمر البشير لزيارة السودان على رأس وفد صحافي بعد فترة لم يحددها.
وفد صحافي لتقصي الحقائق
وكشف السفير دفع الله أن السفارة السودانية في البحرين تعتزم دعوة مجموعة من الصحافيين البحرينيين لزيارة السودان للاطلاع على الأوضاع. وقال لـ"العربية نت" إن "أبواب السودان مفتوحة لكل العرب والمسلمين والأصدقاء للتعرف على قرب على الأوضاع في دارفور".
واستبعد بشرى دفع الله قيام المحكمة الجنائية الدولية بمزيد من "الخطوات السلبية بعد التضامن الذي أبداه العالم العربي والإسلامي مع السودان".
أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية