خلطت كثير من المواقع وحتى الحسابات المهتمة بالشأن السوري، وبالأخص الجهادي منه.. خطلت بين شخصيتين مهمتين، وهي تتحدث عن فصل جبهة النصرة لأحد قيادييها البارزين، بسبب "عدم التزامه بسياسة الجماعة وضوابطها".
وحصل الخلط بين "صالح حماة" و"صالح الحموي"، لتشابه الاسمين وتقاربهما، رغم أن الأول عضو من الأعضاء المؤسسين في "النصرة"، والأخير يصنف نفسه "مستقلا".
*قبل 6 أشهر
ففي بيان قلما تصدر "جبهة النصرة" مثله، قالت "لجنة المتابعة الإشراف العليا" في الجبهة إنها قررت فصل "صالح حماة" المعروف بلقب "أبو محمد".
وأوضح البيان أن الجبهة سبق وأصدرت تعليمات "تدعو جميع أفرادها إلى الالتزام بسياسة الجماعة وقنواتها الرسمية، وعدم التحدث باسم الجماعة، والالتزام بالضوابط التنظيمية للعمل الجماعي".
وأضاف البيان: "وقد كنا أعلنا من قبل أن كل من لايلتزم بالسياسة الإعلامية للجماعة وضوابطها، فسيحال إلى محكمة شرعية، وقد يصل الأمر إلى طرده من الجماعة... وعليه يتم فصل الأخ صالح حماة (أبو محمد) من جبهة النصرة، لعدم التزامه بسياسة الجماعة وضوابطها".
وكشف البيان أن قرار فصل "صالح حماة" اتخذ قبل نحو 6 أشهر، لكن جبهة النصرة "آثرت الصبر والتريث لعل الأخ يعود للسمع والطاعة ويلتزم بضوابط العمل الجماعي، لكن دون جدوى".
وبفصل "صالح حماة" تكون الجبهة قد فقدت أحد عناصرها المؤسسين، الذين يمثلون تيارا يسميه البعض "إصلاحيا" –لايعرف حجمه ولا وزنه في النصرة-، وهو تيار يدعو للتقارب مع الجماعات الأخرى الموجودة على الساحة السورية، وينتقد التشدد الذي يحول الشخص إلى "داعشي" حتى وإن لم يكن منتميا لـ"داعش" (تنظيم الدولة).
*رسالة الليبي إلى الجولاني
ولـ"صالح حماة"، حساب على "تويتر"، تحت اسم "أس الصراع في الشام"، يواظب فيه على التغريد، وطرح رؤاه الفكرية والشرعية حول الكثير من القضايا التي تدور على الساحة السورية، ومن ذلك قوله الذي هاجم فيه من سماهم "بعض الغلاة في الشام من غير داعش"، قالا إن هؤلاء يعتبرون "كل من لا يكفر مرسي فهو مرجىء، وكل من لا يكفر أردوغان فهو مرجىء، وكل من لا يكفر الموك والموم فهو مرجىء، وكل من لا يكفر حزم وجمال معروف فهو مرجىء، وكل من لم ينفر للجهاد فهو مرجىء، وكل من لا يكفر الحكومة السعودية فهو مرجىء، وكل من لا يكفر من يقول نريد دولة مدنية فهو مرجىء، والسلسلة طويلة".
ولكن الأكثر لفتا للنظر في حساب "أس الصراع" تركيزه على تذكير أمير النصرة "أبو محمد الجولاني" بوصايا "أبوعطية الليبي" له، وكأن "أس الصراع" أراد أن يوجه رسالة مبطنة للجولاني، يحذره فيها من أنه تهاون في تطبيق تلك الوصايا أو بعضها.
"الليبي" الذي يعد من أركان تنظيم "القاعدة" وأحد رموزه، كان أرسل في 2012 رسالة توصية إلى "الجولاني"، يدعوه فيها إلى عدم التركيز على أمر أخذ البيعة، ومنع أفراد النصرة من الطعن بالجماعات الأخرى والاستخفاف بعملها.
ومما ضمنه "الليبي" رسالته، وجود إجماع على جواز "الاستعانة بالمنافق في الجهاد"، ودعوة "الجولاني" للتعامل مع "الجماعات الخيرة في الساحة معاملة الأب الحنون، لامعاملة المنافس المخاصم... وإن اقتربوا منكم شبرا فاقتربوا منهم ذراعا".
*صوفية بثوب سلفي
ومما كتبه "اس الصراع" في الآونة الأخيرة، تغريدات سماها "صوفية جديدة بثوب سلفية"، انتقد فيها بحدة جمود وتصلب بعض السلفيين الذي أوصلهم إلى أن يكونوا شبيهين بالصوفيين، حسب رأيه، حيث قال في تمهيده لهذه التغريدات: "أكثر ما كنا نعيب على الصوفية هو تقليدهم الأعمى لمشايخهم، وأنهم يرون أن الحق يدور مع شيخ طريقتهم حيث دار ولكن للأسف من بدع العصر ومن إبداعات (مسلمة الثورات) أصبحنا أمام صوفية جديدة لكن بثوب سلفية هذه المرة".
ويتقاطع "أس الصراع" في بعض مواقفه مع قيادي النصرة الشهير "ابو مارية القحطاني"، الذي يدعو للحزم في محاربة تنظيم "الدولة" ومن يحملون فكره، كما إنه لايتواني عن نقد بعض تجاوزات "النصرة" علنا.
وليس لـ"صالح حماة" صورة شخصية متداولة، ولايعرف عنه من المعلومات سوى أنه قيادي بارز، وأحد مؤسسي "جبهة النصرة، فيما يقال إنه يحمل شهادة "ماجستير في العلوم السياسية" من جامعة دمشق.
*الحموي
أما "صالح الحموي" الذي حصل الخلط بسبب اسمه، فهو في الأصل طبيب أسنان، انتقل للعمل في مجال البرمجة، وخلال ذلك درس الفقه الحنفي وعلم المناظرة، و"صالح الحموي" هو لقب حركي له، اختاره مع بداية الثورة، ونشاطها السلمي، واسمه الحقيقي "عطاف التركاوي".
وقد واكب "صالح الحموي" الثورة منذ بداياتها، فعمل في مجال إسعاف مصابي المظاهرات (مشفى ميداني)، وأسهم في تأسيس تنسيقية أحرار حماة، كما شارك في تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية".
ولـ"صالح الحموي" مشاركات كثيرة في المظاهرات التي كانت تخرج في حماة وريفها، وقد نشط في العمل الإغاثي والطبي بشكل خاص.
ويقدم "الحموي" نفسه على أنه "مستقل"، أي غير تابع لي فصيل على الساحة السورية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية