أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"دراما بعين واحدة" ...مسلسلات سورية ترتدي عباءة نظام الاسد في رمضان

فتحت القنوات التلفزيونية السورية الحكومية أبوابها على مصراعيها لنجوم الفن الموالين والمؤيدين للرئيس السوري بشار الاسد لعرض مسلسلات منحازة للنظام وطاعنة في الثورة.

ومن أبرز الأسماء المؤيدة التي احتلت خارطة الدراما السورية في رمضان الحالي: وائل رمضان، باسم ياخور، أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، قصي خولي، عباس النوري، كندة حنا، سامر المصري.

ورأى بعض النقاد أن الثورة السورية عرّت فناني سوريا ونجوم "باب الحارة" من كل الشعارات البطولية وفضحت حقيقتهم خارج النص "الوطني" الذي طالما قدسوه ودعموه "بالشاربين الطويلين".

واعتبر ناشطون ونقاد أن نظام الأسد يستثمر شعبية المسلسل لتوجيه رسائل مبطنة تؤيد وتبارك روايته في وجه الثورة المنتفضة منذ سنوات وتلمع صورته المهتزة.

واعتبر نقاد ان المسلسل السوري "عناية مشددة" الذي كتبه يامن الحجلي وعلي وجيه، وأخرجه أحمد ابراهيم أحمد زيف التاريخ والواقع وساند نظام الاسد على حساب الشعب.

واعتبروا ان شخصية المقدم في جيش النظام رافع بينت الولاء المطلق والاعمى للحاكم من خلال وصفه لمجموعة من الثوار المطلبين بالحرية بانهم "عناصر إرهابية".

وانقلب اليوم مسلسل "بقعة ضوء" الذي كان يعشقه ملايين السوريين والعرب من دراما حقيقية تمس الشارع السوري وحتى العربي إلى دراما تمجد "الشبيحة" وتردد ما يقوله النظام السوري وتطعن في الثورة السورية.

ويتناول مسلسل "بانتظار الياسمين" الانعكاسات الاجتماعية والإنسانية للحرب على السوريين.

وتؤدي الممثلة السورية المعروفة سلاف فواخرجي بانها بوق دعاية للرئيس السوري بشار الاسد دور "لمى" وهي سيدّة تأوي إلى حديقة بقلب دمشق، بعد فقدانها زوجها، وانقطاع أخباره، واستحالة استمرار بقاء عائلتها الصغيرة في منطقة ساخنة تقع تحت سيطرة الثوار.

واعتبر نقاد ان العمل الفني سيحمل بين طياته نظرة منحازة ومؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، رغم ما ارتكبه من فظاعات في حق شعبه.

وتشارك سوزان نجم الدين في بطولة المسلسل السوري الرمضاني الجديد "امرأة من رماد".

و"امرأة من رماد" يشارك في بطولته مجموعة من الفنانين منهم صباح الجزائرى، نجاح سفكوني، تيسير إدريس ومن إخراج نجدة أنزور.

وتلعب نجم الدين شخصية جهاد المرأة المضطربة نفسياً بعد انفجار إرهابي أدى لمقتل ابنها وفقدانها جنينها وقدرتها على الإنجاب، لتتحول إلى وحش بشري شديد التسلط ولا يعرف الرحمة.

وهاجم نقاد تسييس العمل بشدة وانحيازه المطلق لرؤية النظام السوري لما يجري في سوريا، مما جعله يفقد كثيراً من قيمته الفنية.

واعتبروا ان صناع المسلسل قاموا بعرض نماذج مشوهة من المعارضين السوريين كشخصية زيناتي قدسية، بينما جعلوا المؤيدين لنظام الاسد أكثر انفتاحاً على التصالح والحوار على غرار شخصية نجاح سفكوني.

واعتبروا ان مخرج العمل قام بتسويق عبارات النظام والدعاية لما يتشدق به النظام الحاكم من كلمات واهية عن الحرية والعدالة.

وتباينت مواقف الفنانين السوريين حيال الثورة، ففي الوقت الذي أيدها البعض ذهب الآخر إلى الوقوف مع نظام الأسد والانحياز له، فيما التزم ثالث الصمت.

وفيما اعتبر الفنان المنحاز للنظام أن الثورة مجرد مؤامرة لتخريب وتقسيم سوريا، والثوار عصابات مسلحة. استخدم النظام السوري هؤلاء الفنانين في حربه الإعلامية ضدّ الثورة.

وأثار موقف الفنانين السوريين جدلا كبيرا لدى عدد كبير من السوريين، حيث اتهمهم البعض بـ"النفاق ومحاباة النظام والوقوف في صفه ضد الشعب"، فيما أسس شباب سوريون "قائمة عار" على موقع فيسبوك تحت عنوان "سوريون ضد الثورة السورية".

وتتضمن أسماء بعض الفنانين الذين اتخذوا موقفا محايدا أو "منحازا للسلطة" في سوريا.

وادى انخراط النجوم في الأحداث السياسية إلى عرقلة عملية التسويق الدرامي وأثر على خيارات المنتجين والمخرجين خصوصا بعد تصريحات كبار نجوم الدراما السورية حول ميولهم السياسية بين موالٍ ومعارضٍ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولأن الانتاج الدرامي في سوريا يعتمد بشكل أساسي على القطاع العام ممثلاً بالهيئة العامة للإنتاج التلفزيوني والدرامي، دفع الكثيرون من النجوم ثمن تصريحاتهم المناهضة للنظام، حيث رأى بعض المراقبين ان شركات الإنتاج التي توصف بأنها "مقربة من النظام السوري" تساهم في التضييق على نجوم الدراما المعارضين.

وسجلت الدراما السورية في الموسم الرمضاني لهذا العام غياب العديد من فنانيها بسبب موقفهم المعارض للنظام والوضع الإنتاجي الصعب وهجرتهم إلى دول أخرى كان ابرزها مصر.

واثارت تصريحات نقيب الفنانين السوريين الجديد زهير رمضان حول عزم النقابة فصل 30 فناناً من المنتسبين إليها، ردود افعال غاضبة واحتجاجات واسعة في أوساط الفنانين والكتاب والناشطين السوريين وفي مواقع التواصل.

وكان نقيب الفنانين وضع قائمة سوداء تضم الفنانين جمال سليمان ومكسيم خليل بدعوى "الإساءة لرموز السيادة الوطنية والمشاركة في سفك دماء السوريين، عبر تأييد المعارضة المسلحة أو الدعوة للتدخل العسكري في سوريا".

واعتبر مراقبون ان نقيب الفنانين السوريين الجديد يجلد ويقمع من يعارض الاسد ومن يقف مع الثورة باستخدام كرسي النقابة، وطالب العديد من المثقفين النقيب الجديد بالرحيل دون عودة.

صحف
(878)    هل أعجبتك المقالة (785)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي