وثيقة خلف وثيقة تتكشف طبيعة علاقة مليشيا "الدفاع الوطني" في مخيم اليرموك، المشكلة من مرتزقة فلسطينيين أساسا، مع مخابرات النظام وجيشه، وهي علاقة مبينة على التبعية والازدراء، "السيد" فيها هو المخابراتي الأسدي، والتابع الذليل فيها هو المرتزق، الذي باع أهله ومخيمه، فداء لنظام لايقيم للفلسطيني أي وزن، وهذا ليس كلاما إنشائيا بقدر ما هو كلام رسمي مثبت بتقارير، تنشرها "زمان الوصل" تباعا تحت عنوان: "مليشيا الدفاع الوطني في مخيم اليرموك تحت المجهر".
فبعد تقرير رسمي، عن تعرض قائد المليشيا وقائد السرية فيها للتوبيخ والشتم على لسان ضابط مخابرات من فرع فلسطين، هاهو تقرير آخر، يعتمد على إفادة مرتزقين، يشكوان فيه من تعرضهما للضرب والشتم والاعتقال من عناصر فرع الدوريات.
التقرير المرفوع إلى قيادة مليشيا "الدفاع الوطني" في دمشق، يحيطها علما بإشكال وقع ليلة رأس السنة، مع عنصرين "فلسطينيين" من عناصر المليشيا ينتميان إلى وحدة "المهام الخاصة"، هما: "عيسى محمد أبو سويد"، و"سامر علي حسن"، قائلا إنهما كانا عائدين من إحدى المهمات نحو بيتيهما.
ويوضح التقرير أن "أبو سويد" و"حسن" أوقفا من قبل عناصر فرع الدوريات في حي "دف الشوك"، حيث طلب منهما التعريف عن هويتهما وتبعيتهما، وعندما لبى المرتزقان هذا الطلب، أمرهما عناصر "الدوريات" بتسليم سلاحهما فورا لكن المرتزقين أصرا على نسليم السلاح إلى "القيادة" المسؤولة عنهما؛ أي قيادة مليشيا "الدفاع الوطني".
ويصف التقرير ما حدث بعد ذلك، حيث "اشتد الخلاف وحصل عراك بالأيدي، وقام عناصر فرع الدوريات بإطلاق النار في الهواء أولاً، وبعدها بشكل مباشر تجاه مقاتلينا".
ويتابع التقرير موضحا أن المرتزقين الفلسطينيين خضعا في النهاية لمخابرات النظام وسلما سلاحيهما، ولكن ذلك لم يرو غليل المخابرات على ما يبدو فاستمروا في إذلالهما، "فما لبث من عناصر فرع الدوريات أن بدأوا بالسباب والشتائم والضرب لمقاتلينا واعتقالهم بشكل مهين جدا ومعاملتهم كمسلحين، وشتم قيادة الدفاع الدفاع الوطني ووصف الدفاع الوطني بلفظة (حرامية) وإرسال مقاتلينا إلى فرع الدوريات".
واللافت أن علاقة السيد والتابع، ومعاملة الاحتقار التي يشكو منها كاتب التقرير على لسان اثنين من المرتزقة، غلبت على كاتب التقرير نفسه في النهاية، فجعلته يكتب بلغة "الرجاء" استعطافا ذليلا، لإطلاق سراح المرتزقين، دون أن يشير ولو إشارة واحدة، لمحاسبة أو مساءلة عناصر فرع الدوريات، الذين ضربوا وشتموا وأهانوا أطلقوا الرصاص تجاه المرتزقين واعتقلوهما في النهاية.
فقد ختم كاتب التقرير (وهو قائد المنطقة الشرقية في المليشيا!) تقريره بعبارة: "نرجو التكرم ومخاطبة فرع الدوريات لإطلاق سراح مقاتلينا، علماً بأنهم من العناصر المنضبطة وذوي السلوك الحسن في حياتهم المهنية والمدنية ومن العناصر الملتزمين بكافة المهام التي أوكلت إليهم".
وتذكر الجملة الختامية من التقرير بالذات، بالعبارة التهكمية التي يستخدمها غالبية السوريين في حق من يتعدى على حقوقهم أو يتعامل معهم بسلوك غير لائق، حيث يقولون له من باب السخرية "لاتواخذنا.. غلطنا بحقك"!
ويقع فرع الدوريات التابع للأمن العسكري في منطقة القزاز بدمشق، بجوار "فرع فلسطين" تماما، ولايقل "الدوريات" سوءا عن " فرع فلسطين"، ولكن الصيت الغالب هو للأخير.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية