أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سليمان والأسد يقرّان التبادل الدبلوماسي

أهالي المفقودين السوريّين في لبنان يجمعون 870 ملفاً

نجح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في الطيران فوق الحدود اللبنانية السورية الشائكة، ليحط أمس في العاصمة السورية دمشق، حيث لاقاه ترحيب كسر الجليد القائم بين البلدين منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان.

وعلى الرغم من الإرادة الرئاسية بأن تكون الزيارة مع نيل الحكومة الثقة، وبالتالي مواجهة سوريا في الهجوم الإيجابي بإسناد من حكومة جديدة، إلا أن عصف الانفجار الذي وقع في طرابلس شوّش على هذا الحدث، من دون أن يؤدّي إلى ضرب معنى هذه الزيارة وأبعادها، والتي وضعت العلاقات بين البلدين على سكة الدبلوماسية السليمة بين بلدين شقيقين وجارين، بعد أعوام من محاولة إسقاط النظام السوري من لبنان، وتوجيه الاتهام إلى سوريا بالتخريب الأمني على البلاد.
وفي لقاء خاطف، اتّفق على مستوى التمثيل الدبلوماسي بالسفراء، وخاصة أن الزيارة لم تقطع بعد نصف مرحلتها التي ستتواصل اليوم، وهي اختتمت أمس بعشاء، وهي مرشحة لتسجيل المزيد من الاتفاقات المبدئية، كاسرة بذلك الأجواء السياسية اللبنانية التي تتوقع فشل الزيارة أو عودة رئيس البلاد خالي الوفاض من دمشق.

الإعلان الرئاسي الخاص

ففي سرعة مفاجئة، خلص اجتماع العمل الأوّل بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد (بعد لقاء اجتماعي حضرته زوجتاهما) إلى اتفاق على تبادل العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين على مستوى السفراء.

وتلت المستشارة السياسيّة للرئيس الأسد بثينة شعبان، بعد اجتماع موسّع عقد في قصر الشعب، على الصحافيين «الإعلان الخاص بإقامة العلاقات الدبلوماسيّة بين لبنان وسوريا، في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين»، الذي رأى أن اتفاق الرئيسين على إقامة علاقات كهذه على مستوى السفراء ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأكد تكليف الرئيسين وزيري خارجية البلدين «اعتباراً من تاريخه اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك وفق الأصول التشريعيّة والقانونيّة في كلا البلدين».

 وقد شملت المحادثات المسائية، وفق وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة، المسائل المتعلقة بالحدود والمفقودين أيضاً، لكن البحث المعمّق فيها سيحصل اليوم.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن الجولة الأولى من المحادثات بدأت بين الرئيس السوري والرئيس اللبناني واستكملت بلقاء موسّع حضره الشرع والمعلم وشعبان وصلوخ وأعضاء الوفد اللبناني. وأكدت المصادر أن محادثات الرئيسين تركزت على «تنقية العلاقات بين البلدين ووضعها على سكة الحل من خلال المؤسسات الدستورية في كلا البلدين».

 وأبدى الجانبان حرصاً على إظهار أهميّة الزيارة الرئاسية واعتبارها تأسيسية لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل، لما فيه مصلحة البلدين «سياسياً وأمنياً واقتصادياً».

وقد حضر الملف الإقليمي في المحادثات، ولا سيما المفاوضات غير المباشرة الجارية بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي، إضافة إلى الملفات الخاصة بالعلاقات الثنائية، وما يتصل بالمجلس الأعلى السوري ــــ اللبناني ومراجعة الاتفاقات الموقعة بين البلدين، ومعالجة مسائل ضبط المعابر الحدودية وترسيم الحدود، والسعي إلى إقفال ملف المفقودين في كلا البلدين، على أن يعهد إلى الأمانة العامة للمجلس الأعلى تكليف اللجان المشتركة لمتابعة تفاصيل هذه الملفات. ومن المقرر أن تنتهي المحادثات ظهر غد الخميس بصدور بيان مشترك عن الرئيسين في مؤتمر صحافي سيعقده وزيرا خارجية البلدين.
وكان الرئيس سليمان قد وصل عصراً إلى مطار دمشق الدولي، ترافقه اللبنانيّة الأولى السيّدة وفاء، على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط، ليعقد مع الرئيس السوري أول قمة سوريّة ــــ لبنانيّة منذ عام 2005، التزاماً من الرئيسين بما سبق واتفقا عليه غداة لقائهما الأول، بعد وصول سليمان إلى بعبدا، على هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط في باريس الشهر الماضي.

استقبال مهيب في دمشق

وقد استقبل الأسد وعقيلته الرئيس اللبناني في مطار دمشق، وانطلقا في موكب رئاسي إلى قصر الشعب، مخترقين طرقاً رفعت عليها الأعلام اللبنانية والسورية. ولدى وصولهما إلى قصر الشعب، ترجّل الرئيسان في الباحة الرئيسية وسارا جنباً إلى جنب على السجاد الأحمر، وصولاً إلى منصّة الشرف للاستماع إلى النشيدين الوطنيين. وقد أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً.
وبعد أن استعرض الرئيسان حرس الشرف، صافح سليمان كبار المسؤولين السوريين، يتقدمهم نائب الرئيس فاروق الشرع، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بثينة شعبان، ووزير الخارجية وليد المعلم. ورحب الأسد بوزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ومستشاري سليمان.
وعلم أن جدول الزيارة التي تستمر يومين سيكون مليئاً، وخصوصاً أن السوريين، كما اللبنانيون، أعدّوا ملفات يعود بعضها إلى أكثر من ستين عاماً، مثل العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود، وبعضها الآخر يعود إلى حقبة الوجود السوري في لبنان الذي استمر نحو ثلاثين عاماً، مثل ملف المفقودين والمسجونين.
وتأكّد أن وزيري خارجية البلدين، وليد المعلم وفوزي وصلوخ، سيكرّسان بروتوكوليّة الزيارة بمؤتمر صحافي يعقدانه في نهايتها، ويعرضان فيه كل ما اتفق عليه.
وقالت مصادر دبلوماسيّة سوريّة إن الطرقات التي سار عليها رئيس الجمهورية اللبنانيّة، ميشال سليمان، انتظرت الزيارة لتعيد رسم خط بياني تصاعدي في العلاقة بين البلدين على أثر الانسحاب السوري من لبنان عام 2005.


رايس ترحب

قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن بلادها عملت طويلاً لتكون العلاقات طبيعية بين البلدين على أساس المساواة واحترام السيادة اللبنانيّة. وواحدة من الخطوات التي نطالب بها منذ فترة طويلة هي إنشاء سفارة رسميّة لسوريا في لبنان والعكس. والآن، ستكون خطوة جيدة إن تجاوب السوريون وبدأوا بترسيم الحدود بينهم وبين لبنان.

الأخبار - زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي