أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أحمد الطوزقلي.. شيخ الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة

جامع ومدرسة النخلة العمري الذي كان يقدم فيه الشيخ الطوزقلي دروسه في حمص -أرشيف

كان العلم في العالم الإسلامي عبر العصور مطلباً اجتماعياً من مختلف فئات المجتمع لأن مرتبة علماء الدين
بقيت المرتبة الأعلى على الرغم من مختلف التطورات الاجتماعية فهم في نظر المجتمع "ورثة الأنبياء". 

والشيخ أحمد الطوزقلي هو أحد أعلام مشايخ حمص ولد فيها سنة 1195 هـ 1780 م وبعد أن شب عن الطوق ونهل بعض العلم اتجه إلى دمشق وقابل الشيخ خالد أبو البهاء ضياء الدين الدمشقي وتتلمذ على يديه ودرس عليه حتى جمعَ العلوم الظاهرة والباطنة ونال نصيب السبق بين خلفاء الشيخ خالد حتى إذا أنهى مراحل الطريقة النقشبندية وأصبح خليفة للشيخ خالد وأجازه أستاذه بالإرشاد العام وأذن له بالعودة إلى حمص لتكون مقراً للإرشاد له فسكن في حي التركمان بحمص وأقام زاويته في مسجد العمري – أي جامع النخلة العمري نسبة إلى عمر البقراص ، يقول الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه (حلية البشر في تراجم علماء القرن الثالث عشر)عن الشيخ الطوزقلي: (شيخ الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة ، مرشد السالكين ومربي المريدين ذو الكمال والعرفان والذوق والوجدان ،من حاز على القبول التام وشاع حسن حاله بين الخاص والعام واشتهر بصدق الإنكباب على العبادة والتقوى والتمسك بالطريق الأقوى في السر والنجوى أخذ الطريقة النقشبندية عن خاتمة الأفاضل وصفوة ذوي الفضائل الشيخ خالد شيخ الحضرة العثمانية أنالنا الله وإياه الآمال والأماني وصحبه برحلة إلى بيت المقدس وكان رحمه الله آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر كثير الصلاة والصيام والذكر في خلواته وجلواته عالماً عاملاً زاهداً عابداً ).

ولد الشيخ أحمد بن نعمان الطوزقلي في مدينة حمص أواخر عام 1780 في أسرة فقيرة كان أبوه يعمل نوَّالاً في منطقة الصفصافة ( ظهر المغارة ) وكنيته (الطوزقلي) نسبة إلى عشيرة الطوزوق التي تعد من أنقى العشائر التركية دماً وأصالة، وقد قدمت هذه العائلة إلى المنطقة مع فتح السلطان سليم الأول العثماني لبلاد الشام الأمر الذي أدى لتوزع أفراد هذه العائلة على طول بلاد الشام وعرضها. 

وقد لمس والد أحمد الطوزقلي نبوغه المبكر في التعلم فأرسله إلى دار الحديث بدمشق وهناك استقر قرابة عشر سنوات تعلم خلالها على علماء دمشق من أمثال سعد الدين البوطي ومحمد رجب البغا ودرس لديهم علم الحديث ، وعند عودته إلى حمص أنشأ المدرسة الدالاتية خلف جامع الدالاتي وكانت هذه المدرسة ووضع أسلوباً خاصاً في التعليم الديني انقسم إلى أربع مستويات وهي فقه العوام وكان يدرس فيه كتاب (العبارة ) وهو أحكام الشرع ( بعد تحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف ) كما يدرس فيها أحكام الإباحة والإجابة والمندوب والمكروه والمحرم. 

التواتر والدليل !
وفي حوار أجراه كاتب هذه السطور مع الباحث الراحل محمد راتب الدالاتي قبل وفاته بسنوات ذكر أن "الشيخ الطوزقلي اتصف بالشمولية، إذ لا مَلكة مذهبية على الإنسان قبل ملكة الدليل وكان- كما قال "يعتدّ بالتواتر فمن قطع تواتره قلت مصداقيته رغم عدم نفي ذلك وكل علومه مستقاة من الأئمة الأربعة إضافة إلى أئمة آخرون من أمثال : الليثي والأوزاعي والجعفري والثوري ، وأهم ما ميز الشيخ الطوزقلي– بحسب الدالاتي- اهتمامه بالنساء ذوي العاهات وقد مر بنا أنه اهتم بإحداهن وبذلك أصبح تعليمهن مصدر كسب ورزق لهن نقلهن من العوام إلى الخواص ومن متكسّبات إلى متصدّقات ، وكان يهتم اهتماماً كبيراً بالريف وله جولات أسبوعية ممتدة من اسطنبول إلى العقبة، وكان الشيخ الطوزقلي متيّماً بالتصوف ولم يكن متصوفاً وكان شعاره أن المتصوف هو المرابط المجاهد وما عدا ذلك فهو متكسب لا يجوز الأخذ منه ولا يستحق الرد عليه وكان يدرس الفقه والتصوف ويرشد السالكين في جامع النخلة العمري التركماني وله وقفية وقف بها داره بعد فناء ذريته وأوقف مكتبته على طلبة العلم بحمص في الجامع المذكور توفي رحمة الله بحمص 1285 هـ 1868 م.

خالد عواد الأحمد - زمان الوصل
(289)    هل أعجبتك المقالة (247)

محمد حمدان

2015-07-05

رحم الله الشيخ الطوزقلي و اسكنه فسيح جنانه و جعلنا ممن يقتفوا اثار الاشياخ المخلصين.


محمد اديب شريفه

2019-07-22

رحمه الله ونفعنا بعلومه وبركاته.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي