أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اتفاق روسي فرنسي على احترام سيادة جورجيا

عقد الرئيسان الروسي ديميتري مدفيديف ونظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي مؤتمرا صحفيا في موسكو عقب المباحثات التي أجرياها بشأن الأزمة الروسية الجورجية.

وفي هذا السياق، قال مدفيديف إن البلدين المتنازعين سيعودان إلى مواقعهما السابقة أي إلى الوضع الذي كان قائما قبل اندلاع الأزمة يوم 6 أغسطس الماضي.

وتابع أن روسيا حققت أهدافها من وراء العمليات العسكرية والمتمثلة في حماية المواطنين الروس في أوسيتيا الجنوبية وحماية الاتفاقيات الموقعة عام 1992 وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل هجوم جورجيا على أوسيتيا الجنوبية.

وتابع الرئيس الروسي أن جورجيا دولة ذات سيادة ويجب أن تكون مسؤولة عن تصرفاتها، مضيفا أنه لولا التدخل العسكري الروسي لكانت الخسائر البشرية كبيرة جدا.

ورحب مدفيديف بمبادرة الاتحاد الأوروبي، قائلا إنها يمكن أن تحل الأزمة القائمة بين روسيا وجورجيا.

وعند سؤال مدفيديف عن سبب عدم قبول روسيا لوقف إطلاق النار من قبل رغم أن الرئيس الجورجي أعرب عن استعداد بلاده للقبول به فورا، رد الرئيس الروسي قائلا إن الجانب الجورجي لم يوقف إطلاق النار رغم ما قيل إذ استمر في قصف بعض المواقع الروسية، مضيفا أنه كانت هناك ضرورة لما أسماه بعملية استئصالية.

أما الرئيس الفرنسي، فقال إن روسيا ملتزمة بسيادة جورجيا وإنه ليست لديها نية للبقاء هناك، واصفا ذلك بأنه مهم جدا.

وأضاف أن أوروبا جاهزة للمشاركة في قوات حفظ السلام في أوسيتيا.

وفيما يتعلق بالانتهاكات التي قالت روسيا إن جورجيا ارتكبتها خلال النزاع، قال ساركوزي ستكون هناك عمليات تحقيق لتحديد المسؤوليات عن الأحداث التي وقعت.

ودعا الرئيسان إلى مباحثات دولية بشأن وضع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المتنازع عليهما. ترحيب أمريكي

وفي سياق رد الفعل الأمريكي، وصف المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، ماثيو بريزا، إعلان روسيا عن إنهاء عملياتها العسكرية في جورجيا بأنه "إيجابي للغاية".

وأضاف بريزا الذي يشغل منصب نائب وزيرة الخارجية المساعد خلال مؤتمر صحفي أن " الإعلان يمثل عودة إلى المنطق وقلقا حقيقيا على الإنسانية".

وقال المسؤول الأمريكي ردا على سؤال يتعلق بالتقارير الجورجية التي تتحدث عن استمرار القصف الروسي لبعض المواقع، إن بعض أفراد الجيش الروسي يرغبون في مواصلة عمليات محدودة ضد جورجيا. وساطة

ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى وصوله إلى موسكو القرار الروسي بوقف العمليات في جورجيا بأنه "خطوة جيدة"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأبلغ مدفيديف نظيره ساركوزي لدى اجتماعهما اليوم في موسكو أن جورجيا يجب أن تسحب قواتها من إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وأن تتعهد بعدم استخدام القوة مرة أخرى.

وقد أكد ساركوزي من جهته ضرورة حماية سيادة جورجيا وسلامة وأمن أراضيها، لكنه أشار إلى حق روسيا في الدفاع عن مواطنيها حتى خارج أراضيها.

ويخطط الرئيس الفرنسي للانتقال بعد ذلك الى جورجيا لاجراء مباحثات مع الرئيس سكاشفيلي الذي التقى مؤخرا بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وقف العمليات ضد جورجيا

وكان الكرملين قد أعلن أن مدفيديف أمر بوقف العمليات العسكرية الروسية ضد جورجيا.

وأضاف الكرملين أن مدفيديف قال للمسؤولين الروس إنه اتخذ قرار إنهاء العمليات العسكرية بعدما استطاعت القوات الروسية إعادة الأمن للمدنيين وقوات حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية.

وجاء في بيان صادر عن الكرملين أن مدفيديف أخبر وزير دفاعه ورئيس أركانه أن "الهدف قد تحقق".

ونقل البيان عن الرئيس قوله " لقد قررت إنهاء العملية لإرغام السلطات الجورجية على قبول السلام".

وأضاف " لقد عوقب المعتدي إذ تكبد خسائر فادحة وتشتت شمل قواته المسلحة"

لكن مراسل بي بي سي في موسكو، جيمس رودجرز، قال إن ليس هناك أي مؤشرات على أن روسيا ترغب في الانخراط في مباحثات مع الحكومة الجورجية.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف قد أصر على أن جورجيا يجب أن توقع على وثيقة قانونية ملزمة بالامتناع عن استخدام القوة.

وأضاف لافروف محذرا أن روسيا لن تتساهل إزاء أي عمل عسكري جورجي في أوسيتيا الجنوبية.

لكن جورجيا تظل متشككة في نوايا روسيا إذ قال رئيس الوزراء الجورجي في تصريح لوكالة رويترز إن جنود بلاده سيظلون "في حالة تأهب ومستعدين لأي شيء" حتى يتم التوقيع على اتفاق ملزم من طرف البلدين. مواقع دفاعية

وأكد مدفيديف نبأ وقف العمليات العسكرية في اتصال هاتفي مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.

وقال أناتولي نوجوفيستين نائب رئيس الأركان الروسي إن القوات الروسية تلقت أوامر بوقف تقدمها داخل الأراضي الجورجية.

وأكد القائد الروسي في مؤتمر صحفي أنها اعتبارا من اليوم عادت الوحدات التي كانت تدعم قوات حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية إلى مواقعها الدفاعية.

وأشار إلى أن القوات التي دخلت الأراضي الجورجية تواصل عملية الانسحاب.

ويؤكد الجيش الروسي أن عمليته العسكرية حققت هدفها بإضعاف القدرات العسكرية لجورجيا كي لاتتمكن من "شن اعتداءات" على أوسيتيا الجنوبية.

وكانت السلطات الجورجية قد قالت إن بلدة جوري الواقعة على بعد 65 كيلومترا من تبليسي عاصمة جورجيا، شرقي البلاد، تخضع لسيطرة روسيا، غير أن موسكو نفت ذلك.

وكان لومايا قد قال ان القوات الجورجية قد سلمت المدينة وتحركت باتجاه تبليسي.

واضاف لومايا " القوات المسلحة الجورجية تلقت امرا بمغادرة جوري وتحصين المواقع القريبة من متستكا للدفاع عن العاصمة"، في اشارة الى المدينة التي تبعد 24 كيلو مترا عن تبليسي. تجمع في تبليسي

ويُشار إلى أن عقب إعلان مدفيديف إيقاف العمليات العسكرية في جورجيا، تجمع آلاف الجورجيين في الساحة الرئيسية بالعاصمة تبليسي لسماع خطاب ألقاه الرئيس ميخائيل ساكشفيلي.

وخاطب ساكشفيلي الجموع قائلا إن جورجيا قررت الانسحاب من كومونويلث الدول المستقلة الذي تأسس عقب انهيار الاتحاد السوفييتي ويضم في عضويته البلدان التي كان يتشكل منها الاتحاد السوفييتي السابق.

وأضاف قائلا إن روسيا تواصل " تدميرها الذي لا يعرف رحمة ولا شفقة" للمواطنين الجورجيين.

لكن لم يتسن بعد التحقق من مدى دقة كلامه بشأن استمرار العمل العسكري الروسي. أبخازيا

وعلى جبهة أخرى، نقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن مصادر عسكرية ابخازية ان قوات الانفصاليين شنت هجوما ضد الجيش الجورجي في منطقة وادي كودوري الشمالي.

وأفادت أنباء بقصف الطائرات الروسية لمدينة جوري، وقال شهود لبي بي سي إن القصف أدى إلى مقتل عدة أشخاص عندما أصابت قنبلة مستشفى بالمدينة.

وقال صحفي من وكالة رويترز إنه شاهد عدة قنابل تنفجر أمام عربته بينما قال مصور يعمل مع الوكالة ذاتها إنه شاهد قتلى وجرحى في الشارع.

وقال مسؤولون في هولندا إن مصورا تلفزيونيا يعمل مع التلفزيون الهولندي يوجد من ضمن القتلى في مدينة جوري، إضافة إلى جرح صحفي آخر.

وقال مراسل بي بي سي، جابريل جايتهاوس، قرب مدينة جوري إنه شاهد نيران مدفعية متفرقة داخل المدينة وفي نواحيها علما أنها لا تبعد سوى بـ 15 كيلومترات عن تسخينفالي، عاصمة أوسيتيا الجنوبية.

وتابع مراسلنا أن دوي الانفجارات تواصل حتى بعد الإعلان عن وقف العمليات العسكرية في جورجيا.

وأضاف جايتهاوس أنه لم يشاهد قوات روسية جنوبي مدينة جوري، مشيرا إلى أنه رأى عربات جورجية مهجورة أو محترقة على الطريق خارج جوري.

لكن مراسلنا قال لاحقا إنه يبدو أن العمل العسكري قد توقف. تحذير أمريكي

وفي وقت سابق، كانت الولايات المتحدة قد صعدت لهجتها حيال استمرار الحرب الدائرة بين روسيا وجورجيا، إذ حذر الرئيس الامريكي جورج بوش موسكو بصرامة من الاطاحة بحكومة جورجيا.

وقال بوش الاثنين ان غزو موسكو لجارتها اضر بموقفها العالمي وعرض علاقاتها مع الغرب للخطر.

واضاف بوش، فيما يعتبر اشد ادانة الى الان لاعمال القتال ان "روسيا غزت دولة جارة مستقلة وتهدد حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب. مثل هذا العمل غير مقبول في القرن الحادي والعشرين".

جاءت تصريحات بوش في اعقاب اجتماع ازمة عقده مع فريق الامن القومي الامريكي بالعاصمة الامريكية واشنطن.

وحث بوش موسكو على القبول بخطة السلام الاوروبية التي تدعو لوقف فوري لاطلاق النار، وانسحاب القوات من منطقة الصراع، والعودة الى الوضع الذي كان قائما قبل السادس من اغسطس/ آب والتعهد بعدم اللجوء الى القوة مجددا.

واضاف بوش "ان روسيا يجب ان تحترم سيادة ووحدة اراضي جورجيا. الحكومة الروسية ينبغي ان تتراجع عن الطريق الذي تسير عليه الان وتقبل باتفاق السلام كخطوة اولى تجاه حل هذا الصراع".

واشار بوش الى ان روسيا ربما تعمل على الاطاحة بحكومة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي المتحالفة مع الغرب.

وقال بوش "يبدو الان ان هناك جهدا جاريا للاطاحة بحكومة جورجيا المنتخبة".

وكالات - زمان الوصل
(133)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي