أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

80 % منهم يعانون الفقر.. الحرب تدفع أطفال سوريا إلى جبهات العمل

طفل سوري في احد شوارع اسطنبول -وكالات

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية في تقرير الخميس من تفاقم عمالة الأطفال السوريين التي بلغت مستويات خطيرة نتيجة النزاع في سوريا والأزمة الإنسانية الناجمة عنه.

وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان "أيد صغيرة وعبء ثقيل" إن "النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل".

وأكد روجر هيرن، المدير الإقليمي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا أن الأزمة السورية "دفعت الملايين إلى الفقر ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة".

وأضاف "في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأسا، فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو دول الجوار".

ووجد التقرير الذي نشر في عمان أن "أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر" بينما يقبع "2,7 مليون طفل سوري خارج المدارس وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل".

وأضاف أن "الأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل عائلاتهم في أكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات. وفي الأردن يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي في العائلة".

اما في لبنان فوجد التقرير اطفالا بعمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة ارباع الاطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم.

لكن أكثر الأطفال عرضة للمخاطر بحسب التقرير "هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة مثل التسول المنظم والإتجار بالأطفال".

ووجد التقرير أن 75% من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن يعانون مشاكل صحية، فيما تعرض 22% من الأطفال العاملين في الزراعة بالأردن إلى إصابات عمل.

ويحقق هؤلاء دخلا يوميا يتراوح ما بين 4 إلى 7 دولارت مقابل العمل لما يزيد عن ثماني ساعات لستة أيام في الاسبوع.

من جهة أخرى، اشار التقرير إلى أن "الأطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة وسجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات عام 2014".

وأضاف أنه "في 77% من تلك الحالات تم تسليح الأطفال واستخدامهم في القتال أو تسجيل المعارك أو أغراض دعائية".

وأفاد 30% من الأطفال الذين قابلهم معدو التقرير في كردستان العراق بأنه جرى التواصل معهم بهدف تجنيدهم.

وبحسب التقرير فإن "الأطفال الذين يتم تجنيدهم يحققون دخلا شهريا يقارب 400 دولار".

وحضت المنظمتان المجتمع الدولي على إعطاء الألوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الاطفال، و تمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن.

وحذرتا من أن "أطفال سوريا يدفعون ثمنا باهظا بسبب فشل العالم في إنهاء النزاع".

وتسبب النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 230 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السوريين على ترك منازلهم.

ولجأ اكثر من أربعة ملايين سوري إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن والعراق وسوريا، وفق المفوضية، وهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

فرانس برس
(121)    هل أعجبتك المقالة (174)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي