نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادرها في أجهزة الاستخبارات الأميركية ان بشار الأسد صنع قنابل كيميائية جديدة مليئة بالكلور، كما جمع مواد كيميائية كافية لصنع غازي الأعصاب "سارين" و"في اكس" في تأكيد جديد على أن نظام الأسد لم يتلف كامل ترسانته الكيميائية وانتهك الاتفاق الذي أبرمه مع المجتمع الدولي برعاية روسية ـأميركية.
وحذر مسؤولون في الإدارة الأميركية من أن الأسد يحضر هذه القنابل الكيميائية الجديدة لاستخدامها في سبيل الحفاظ على المناطق التي لا تزال تحت سيطرته بعد سلسلة من الهزائم المتتالية أمام الثوار.
والمثير للقلق بشكل أكبر أن الأسد قد يلجأ الى التحالف مع تنظيم "الدولة" في بعض المناطق في إطار سعيه للقضاء على الثوار المعتدلين الذين أصبحوا يهددون عرشه أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الصحيفة الأميركية في تقريرها إنه "على الرغم من الضمانات التي قدمت بأن نظام بشار الأسد أتلف كامل ترسانته من الأسلحة الكيميائية، إلا أن الاستخبارات الأميركية ترتاب في أن الأسد قد يلجأ لشن هجمات كيميائية واسعة النطاق من أجل الحفاظ على المناطق السورية التي لا تزال تحت سيطرته ولا سيما معاقله الأساسية".
وأضافت الصحيفة أن "المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الأسد صنع قنابل كيميائية جديدة مليئة بالكلور كما حصل على المواد اللازمة لصنع غازي الأعصاب السارين وفي اكس".
وفي هذا الإطار حذر الخبير الكيميائي البريطاني "هاميش دو بروتون غوردون"، القائد السابق لفرع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الجيش البريطاني من أنه "إذا كان بقي بحوزة الأسد طن واحد من غاز "في اكس" فإن هذا يكفيه لقتل آلاف الأشخاص.
وأوضح مسؤول أميركي لـ"وول ستريت جورنال" أن "الأسد الآن يحاول بشكل يائس فرض سيطرته على المناطق الرئيسية في سوريا وهذا ما قد يدفعه مستقبلاً إلى التحالف في بعض المناطق مع تنظيم الدولة".
وتابعت الصحيفة إن "تنظيم الدولة كان يتقدم باتجاه حلب تحت غطاء وحماية طيران الأسد، فبالتعاون مع التنظيم يتمكن الأسد من القضاء على الجماعات المعتدلة من المعارضة السورية التي تعتبر المهدد الرئيسي لحكمه.
ورغم أن الإدارة الأميركية تدرك هذا الأمر جيداً، إلا أن تركيزها في هذه الآونة على إبرام اتفاق نهائي مع الإيرانيين بشأن برنامجهم النووي دفعها إلى عدم التورط بشكل أكبر في الحرب السورية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء والمراقبين يرون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وضع أولوية له إبرام الاتفاق النووي مع إيران ولهذا لا يرغب في التدخل ضد الأسد الحليف الرئيسي لطهران في المنطقة.
ولكن الهزائم المتتالية التي تتعرض لها قوات الأسد واتساع نفوذ تنظيم الدولة وجبهة النصرة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط ما تبقى من ترسانة الأسد الكيميائية في أيدي الإرهابيين إذا ما سيطر هؤلاء على المخازن التي تحتوي هذه الأسلحة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن الأسد قد يلجأ إلى استخدام ما بحوزته من أسلحة كيميائية كآخر مسعى له من أجل الحفاظ على المعاقل الأساسية له والمناطق الرئيسية في سوريا.
لكنها لم تشر إلى إذا ما كان حصول مثل هذا الأمر قد يتم بإشارة خضراء من الدول الكبرى بذريعة عدم سقوط هذه الأسلحة الكيميائية لاحقاً في أيدي الإرهابيين.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية