تزامنا مع استنفار سياسي.. تركيا تعزز حشودها على الحدود مع سوريا

رفعت تركيا من مستوى وجودها العسكري في مناطقها الحدودية مع سوريا، عبر نشر دبابات وعربات قتالية مدرعة، وأنظمة دفاع جوية، وتعزيز أعداد الجنود هناك، تزامنا استنفار سياسي تجلى في تزايد التصريحات والتحركات، التي تصب في خانة ترجيح تدخل تركيا في سوريا.

وجاءت الحشود العسكرية التركية، عقب اجتماع مفصلي لمجلس الأمن القومي، ركز فيه على تطور الأوضاع في الشمال السوري، لاسيما بعد اندحار التنظيم من "تل أبيض" وتمدد وحدات الحماية على مناطق واسعة محاذية للحدود التركية.

وتزامنت الحشود العسكرية، مع تصريحات لوزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قال فيها: "إذا طرأ تهديد على حدودنا سنتخذ التدابير اللازمة، لدينا تفويض من البرلمان، مثلما توغلنا في شمال العراق في السابق، ونفذنا عمليات عسكرية ضد منظمة حوب العمال الكردستاني في جبال قنديل، إذا اقتضت الضرورة سنُنفذ عملية هنا أيضاً (سوريا)". 

ويدل كلام "جاويش أوغلو" بوضوح على أن التدخل التركي إن حصل، فسيحصل أولا بهدف تحجيم قوة وحدات الحماية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يتبنى عقيدة متطابقة إلى حد كبير مع عقيدة "العمال الكردستاني"، وهذا الأخير تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".

وشدد وزير خارجية تركيا أنه لن يتم إقحام بلاده في مغامرة عبثية، إذ إن أنقرة ليس لها مطامع في أراضٍ دول أخرى، حسب قوله، موضحا أن التقاعس عن اتخاذ التدابير اللازمة ضد التهديدات سيؤدي إلى تعريض استقرار تركيا للخطر. 

والعام الماضي، حصلت حكومة تركيا على تفويض من البرلمان، يخولها إرسال القوات المسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية وراء الحدود، إذا اقتضت الضرورة.

وبالعودة إلى الحشود العسكرية التركية على الحدود مع سوريا، فقد نشر الجيش مدافع محلية الصنع، يبلغ مداها 40 كليومترا، وعزز أعمال الاستطلاع والمراقبة للتحركات التي تدور داخل الأراضي السورية المحاذية.

وفيما تتنتشر ضمن المنطقة الحدودية ناقلات جند مدرعة مطورة، وعربات مصفحة، ودبابات، وأنظمة دفاع جوي، يجري جنود من الجيش التركي دوريات على خط الحدود، مستخدمين عربات "كوبرا" القتالية، المصفحة والمزودة بكاميرات تسجل التحركات بمحيط 360 درجة.

وأفاد مراسل وكالة "أناضول"، أن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى ولاية " كليس" مستقدما إياها من ولاية "قهرمان مرعش"، ومن ضمنها تحرك دبابات وناقلات جند مدرعة، وحافلات تقل جنودا.

ومن المتوقع أن تتموضع العربات المدرعة على خط الحدود في معبر "أونجوبينار" وقضاء "إيلبيلي" في كليس.

وأمس الثلاثاء، أرسل الجيش تعزيزات عسكرية إلى" كيلس"، حيث انطلقت 32 دبابة فضلا عن عربات وحافلات نقل جنود، من قيادة اللواء المدرع الخامس، في ولاية غازي عنتاب، باتجاه "إيلبيلي" في كيلس، المتاخمة للحدود مع سوريا.