كشف تقرير مفصل مدعّم بالقرائن للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن أساليب الخداع التي يمارسها النظام الإيراني في المحادثات النووية للحفاظ على برنامجها لصناعة القنبلة تزامنا مع سعيه للحصول على توافقات للتخلص من العقوبات.
وأوضح ممثل المجلس في الولايات المتحدة الأميركية "علي رضا جعفر زاده" في مؤتمر عبر الإنترنت يوم 25 يونيو 2015 تابعت "زمان الوصل" تفاصيله "إلى أن "هذا التقرير الذي أعدته لجنة الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هو أول دراسة من نوعها حيث يتناول بالاعتماد على المصادر العلنية وكذلك المصادر والبحوث الداخلية والسرية للنظام دراسة المبادئ الحاكمة في المفاوضات من جانب نظام الملالي وكذلك أساليب النظام الرامية لنيل أهدافه في المفاوضات. ويسلط هذا التقييم الضوء على تقريرين يحملان درجة السرية لمكاتب الدراسات السياسية للبحوث القانونية لبرلمان النظام تم صياغتهما لإيجاز النواب، وتم الحصول عليهما -حسب التقرير- عبر مصادر المقاومة الإيرانية داخل النظام.
ويكشف هذان التقريران عن وجوه من التقييمات الداخلية والسرية للنظام عن المفاوضات النووية.
وأشار تقرير "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" الجديد إلى أن النظام "خضع للمفاوضات تحت وطأة العقوبات ومن موقع الضعف والعجز"، مضيفاً أن "هذه المفاوضات من ألفها إلى يائها يتم متابعتها تحت إشراف شخص الولي الفقيه للنظام"، وأن "نهج الخامنئي المتفق عليه من قبل قادة النظام يؤكد على ضرورة التركيز على الجوانب المكشوفة وغير القابلة للإنكار للبرنامج النووي".
كل ذلك -وفق ما جاء في التقرير- يأتي بموازاة "السعي للحفاظ على هيكلية وبشكل خاص هيكلية آلية صنع القنبلة النووية وإبعادها أساساً عن إطار المفاوضات. وهذا يُعد أهم عامل في تعاطي النظام مع المفاوضات النووية".
وللكشف عن سياسة الخداع التي ينتهجها النظام الإيراني منذ بدء المفاوضات وإلى الآن قال علي رضا جعفر زاده: "في تقريره إن "النظام إذ يصر على «بناء الثقة» وإعطاء ضمانات شفهية تافهة يتنصل دوماً من الإجابة على الأسئلة الأساسية وبالتحديد ما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة في برنامجه النووي واضعا عراقيل في هذا المسار".
وسلط تقرير المقاومة الإيرانية الضوء على مقطعين من المفاوضات الجارية بين الدول الغربية والنظام الإيراني بين عامي 2003 -2004 و عام 2013-2015 وحسب ما جاء في التقرير المذكور فإن "اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالمفاوضات يتم في أعلى مستوى قيادة النظام وأن فريق المفاوضات كان أساساً يمرر بالفعل توجيهات الخامنئي".
وأضاف: "حاول النظام دوماً إبعاد الجوانب العسكرية لبرنامجه النووي من المفاوضات النووية أو قلل عامداً من أهميتها وجعلها في هالة من الغموض. لتبدو المفاوضات وحتى التوافقات دوما ضمن الجوانب المكشوفة من البرنامج النووي للنظام".
ونوّه التقرير إلى أن النظام الإيراني "يسعى دوماً للحفاظ على البنية النووية سليمة، بحيث لم تتوقف عملية البحث والتطوير في أي برهة زمنية بالتساوق مع "تسوية القضايا الهامة عبر إطلاق وعود شفهية بموازاة التسويف والمماطلة في إعطاء إجابات على تحقيقات الوكالة".
كما يسعى هذا النظام إلى "استغلال المفاوضات وإبداء الرغبة في إجراء المفاوضات كورقة لمنع المجتمع الدولي من اتخاذ سياسة حازمة وإيجاد غطاء مناسب لمواصلة المشروع النووي".
وبيّن تقرير المقاومة الإيرانية أن "النظام ومن أجل تحقيق الأهداف المذكورة، استخدم العديد من الأساليب ومنها "شراء الوقت واعتماد سياسة التسويف والمماطلة في المفاوضات. وحرف الأنظار عن التركيز على الجوانب العسكرية المحتملة للبرنامج النووي وتهميش الموضوعات وإرجاء إعطاء الإجابة على هذه الحالات".
وخلص التقرير إلى أن "النظام الإيراني اعتمد في المفاوضات عدم تقديم المعلومات وعدم الشفافية بشأن المشاريع وشبكات التهريب والنشاطات غير القانونية، إلا في حالة الاضطرار عندما يتم فضحه من قبل المصادر الأخرى، ساعياً لكسب التوافق والصفقات الثنائية والهامشية ورفع شماعتها بدلاً من معالجة الموضوع في المفاوضات الجماعية، ثم طرح حالات التوافق الهامشي كتوافق جماعي.
وتضمن التقرير الفني للمقاومة الإيرانية نماذج وأمثلة إيجابية لهذه الأهداف والأساليب الخداعية التي ينتهجها النظام في المفاوضات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية