أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بانتظار الياسمين".. قصة نمطية لنازحين في إحدى حدائق دمشق

من مسلسل بانتظار الياسمين

الشبيح "أيمن رضا" أو "صفيرة"، يعفش ويرهب ويتطاول على أعراض النازحين المقيمين في إحدى حدائق دمشق، ولكل نازح خيمة وقصة وذكريات ترويها أحداث مسلسل "بانتظار الياسمين" إخراج سمير حسين وتأليف أسامة كوكش. 

وعلى الرغم من أن مخرج العمل صرح خلال تصوير "بانتظار الياسمين" لأكثر من وسيلة إعلامية أن المسلسل يتناول الأزمة السورية بطرح جديد بعيد عن النمطية، خاصة أنه ينظر إلى الأحداث من زاوية إنسانية دون الوقوع في هوة المواقف السياسية، إلا أن متابع الحلقات الأولى التي عرضت حتى الآن يشعر أن النمطية والسطحية هي الصفات الأساسية للعمل.

فالعمل كتب حسب قواعد مدرسة كلاسيكية تعتمد على تقسيم الشخصيات بين الخير والشر وتلوين تصرفات الأبطال إما بالأبيض أو بالأسود، وإذا كان الهدف من ذلك إبداء التعاطف الكامل مع النازحين والاعتراف بالنقمة على الشبيحة، فإن ذلك كان من الممكن تحقيقه لو تقصد الكاتب الغوص أكثر في العمق النفسي للشخصيات والتركيز على التغيرات التي قد تطرأ عليها بسبب خسارتها لكل ما كانت تملكه، أما إذا كان قصد المخرج في البعد عن النمطية هو عدم إلصاق العمل لكل الشرور بالإرهابيين المتآمرين على نظام الأسد، فإن لذلك تحليلا آخر.

*الملائكة والشياطين
يلعب غسان مسعود في المسلسل دور صاحب معمل صابون غار، اضطر إلى اللجوء مع عائلته إلى الحديقة بعدما تهدم معمله ومنزله، وعلى الرغم من أن المسلسل لا يتطرق إلى البراميل التي هدمت مصانع حلب ومنازلها، فإنه يركز على حالة الانكسار التي يعيشها مسعود وعائلته، وكأنه يطلب من المشاهد التعاطف مع عائلة مسعود دون النقمة على السبب الذي أوصلها إلى ما هي فيه!! 

أما سلاف فواخرجي "جميلة الحديقة"، فإن وجودها في العمل يذكرنا بدور أم جوزيف في باب الحارة، لأن إقحامها في المشاهد هدفه التأكيد على اللحمة الوطنية! فهي لا تكف عن الحديث عن الحب الذي جمعها مع زوجها رغم انتمائهما الديني المختلف، "فالحب أقوى من الطائفية"، هكذا تقول فواخرجي لجاراتها اللواتي يخبرنها بأن السوريين اليوم تغيروا وأنهم صاروا طائفيين يسألون الشخص فور لقائه عن مدينته ودينه.

ويذكر أن "بانتظار الياسمين" بطولة: غسان مسود، أيمن رضا، صباح الجزائري، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، دانا جبر، يزن السيد..وغيرهم.

لمى شماس - زمان الوصل
(445)    هل أعجبتك المقالة (436)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي