صنم أحمد منصور و"الضعفاء".. رئيس التحرير
اعتقل صحفي الجزيرة أحمد منصور.. ثم أطلق سراحه دون أن يمس.. حمدا لله على سلامته، وما حصل هو انتصار جزئي لحرية الصحافة بعد انكسارات عدة بدأها نظام الأسد بقتل واعتقال الصحفيين، وأبدع فيها نظام السيسي.
إلى هنا والأمر مثالي، يدعونا إلى الارتياح، والتفكير بمستقبل أفضل لحرية الإعلام وسلامة الصحفيين.
ولكن
منذ خروجه وأحمد منصور، يصنع صنمه الخاص، الصنم الشبيه بأصنام بعض الحكام العرب في بداياتها، التي تُنحت رويدا رويدا في أذهاننا حتى تتحول إلى آلهة لا تمس، بدأ بإرسال تحية لرئيس الجمهورية التركية عبر الهواء، ثم تحدث عن "انتصاره" الخاص، وليس انتصارنا جميعا كصحفيين، وما يمثله ذلك في تاريخ الصحافة المعاصر، لتكون النتيجة كالتالي: (يحب عليك كصحفي أن ترتبط بعلاقة ايديولوجية برئيس دولة، وكذلك برئيس وزرائها، وأيضا بمحطة كبيرة كالجزيرة حتى تأمن على حياتك في دولة مثل ألمانيا!) في تعزيز واضح لمفهوم الصحفيين الأقوياء والضعفاء.
منصور عاد وكرر غير مرة، أن رئيس الوزراء التركي تابعه لحظة بالحظة واتصل بمحاميه مرات ومرات، كرر هذا على الهواء موجها التحية له عبر عدة قنوات.
حسنا... أنا أو أحد زملائي لا نرتبط بجماعة دينية سياسية، تمكنت من الوصول إلى الحكم بدولة ما، وليس على هواتفنا النقالة رقم رئيس وزراء ولا حتى مدير مكتبه، فكيف برقم رئيس، ماذا نفعل لو تم اعتقالنا.. ماذا ترك لنا "صنم أحمد منصور؟".
تغطية إعلامية ضخمة يتمناها الملف السوري، حظي بها إطلاق سراح صحفي اعتقل ليومين في سجن "البالونة" -آسف مركز توقيف الماني- البالونة سجن مقيت في مدينة حمص- لدرجة أن أحد الأصدقاء غير المهتمين سألني هل منصور هذا كان في "غونتانامو"..!
من يجرؤ الآن من الزملاء العاملين في الجزيرة، أو غيرها على انتقاد منصور حتى لو قلب قواعد العمل الصحفي، عمليا سيكون ما يفعله مستقبلا هو القانون بحد ذاته على المستوى الإعلامي، كيف لا، وإطلاق سراحه ضجت به الجزيرة، واعتبر انتصارا للرئيس ورئيس الوزراء الذي اتصلوا به مهنئين.
منصور أعلن قبل قليل أنه سيزور رئيس الجمهورية التركية ليشكره على دعمه.. !
ياحسرتي على عبيدة بطل ورفاقه!
رئيس التحرير
"تسونامي"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية