أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تنشر اعترافات خلية للنظام بالوعر: قتلت رئيس الشرعية العليا بريف حمص وحاولت تفجير "جامع فاطمة"

أنهى المكتب الأمني لـ"حركة تحرير حمص" مؤخرا تحقيقاته مع خلية اغتيالات تابعة للنظام، بعد تمكَن الحركة من كشفها أواخر العام الماضي.

وكان من أخطر أعمالها اغتيال رئيس المحكمة الشرعية العليا بريف حمص الشمالي، القاضي الشيخ عبد المطلب الحسن، في رمضان العام الماضي، ومحاولة تفجير جامع فاطمة بحي الوعر الحمصي المحاصر، واغتيال خطيبه الشيخ حوري عثمان، صباح عيد الأضحى، بعد معلومات تفيد بأن قادة ميدانيين يؤدون الصلاة في الجامع المذكور.

وحسب اعترافات، من ألقي القبض عليهم، التي حصلت"زمان الوصل" على نسخة منها، فإن هدف الخلية "تصفية الشخصيات الفاعلة ضمن حي الوعر، من شرعييين وقادة كتائب وثوار، وزرع الفتن والتناحر وتجنيد أكبر قدر ممكن من المحاصرين في الحي لصالح النظام ومخابراته، مستغلين الحالة المادية الضيقة، التي يمر بها المحاصرون، وإقناع الثوار بالتسويات وتسليم أنفسهم، ومحاولة تجنيدهم لصالح فرع الأمن العسكري بحمص، عن طريق أحد ضباط الفرع المذكور، ويدعى ريبال".

وذكر الرائد عصام حجازي -المسؤول الأمني في "حركة تحرير حمص" أن الخلية مؤلفة من 5 أشخاص (رجال ونساء)، موزعين بين الوعر، وأحياء بمدينة حمص خاضعة لسيطرة النظام.

وقال في حديث لمراسل"زمان الوصل" إن مهمة خلية النظام، إضافة إلى اغتيال القيادات الشرعية بالوعر، نقل معلومات عن تحركات الثوار، وأماكن أجتماعاتهم، وعدد الحاملين للسلاح، وبث شائعات يرمي بها النظام مثل ومنها "رمي الكلور على الوعر"، ليزداد عدد الراغبين بالخروج من الحي، إضافة لجمع معلومات عن أشد النقاط تحصينا في الوعر، ومعرفة الأنفاق إن وجدت.

*أعضاء الخلية
وبيَنت التحقيقات، أن الخلية مؤلفة من 5 أشخاص، رجلان و3 سيدات، ومعظمهم من آل حلوه، وهم كالتالي: 
1- محمد حلوه (40 عاما)، تم تجنيده من قبل النقيب ريبال-ضابط بفرع الأمن العسكري بحمص، وقد ألقي القبض عليه. 
2- خيرية حلوه وزوجها أبو حيان، وهما متقدمان في العمر، ولا ينجبان الأولاد، استغلهما العميل محمد حلوه، بإغرائهما للتعامل معه مقابل تأمين شقة لهما خارج الوعر للسكن، والخروج من الحي المحاصر، وكان أبو حيان يبيع القهوة بالوعر، وقد ألقي القبض عليهما. 
3- سامية حلوه ومنال...تقطنان خارج حي الوعر، مهمتهما توصيل المواد المتفجرة إلى حاجز النظام الموجود بالقسم الغربي من حي الوعر، والمعروف بحاجز الغابة، أو حاجز المعهد الصحي،حيث تستلمهم خيرية حلوه الموعودة بتسلّمها بيت بالغوطة بعد الانتهاء من تنفيذ المهمة.

*مندوبو الحركة داخل النظام كشفوا الخلية
وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن كيفية كشف الخلية، قال المسؤول الأمني في "حركة تحرير حمص": ساهمت عدة عوامل في كشف الخلية، أهمها وجود منتدبين من الشرفاء داخل صفوف النظام، الذين تعاونوا معنا في هذه القضية، بالإضافة إلى قدرة القسم الأمني للحركة على اختراق اتصالات النظام، عن طريق أجهزة تنصّت نمتلكها.

ولفت إلى أن بداية كشف الخلية، كانت عندما عبّر أحد أفراد الجيش الحر المرابط في الوعر عن رغبته بإخراج عائلة من الحي أمام المدعو محمد أحمد حلوه، وبعد عدة أيام تعهد له حلوه بإخراج هذه العائلة من الوعر مقابل 100 ألف ليرة سورية، فرفضت العائلة العرض خوفا من الاعتقال، وعاد "حلوه" إلى مقاتل الحر، وأخبره بأنه يستطيع إخراج العائلة من الوعر المحاصر، ويؤمن لها بيتا من دون مقابل.

وأشار المسؤول الأمني إلى أن طرح المدعو حلوه الأخير، دعاهم للشك فيه، تزامن مع معلومات وصلت للحركة من أحد المتعاونيين معها من داخل الأمن العسكري مفادها بأن "مخططا جهنّميا" يخطط للوعر بمن فيه من مدنيين وثوار، عبر زرع خلية فيه لاستنزافه، وبث الفتن والشقاق بين شخصياته الفاعلين، ومن ثم إخضاعه لسيطرة النظام.

*تفجير جامع فاطمة
بعد أن علمت "حركة تحرير حمص"، بالخطة الخطيرة التي يبيّتها النظام للوعر، وبأن المدعو محمد حلوه، قد يكون أحد أعضائها، اتصل مقاتل الجيش الحر بالمدعو حلوه، وأخبره عن رغبته بترك الجيش الحر، ومغادرة الوعر، فشعر العميل حلوه بالخوف وغادر الوعر فورا، إلا أن الاتصالات بين الاثنين لم تنقطع. وقبل عيد الأضحى الماضي، عرض العميل حلوه على مقاتل الحر مهمة لتنفيذها، ثم يخرجه من الحي، ويؤمن له شقة وسيارة وعمل.

عن هذه المهمة، وكيف تمكّن الجيش الحر من كشفها، يقول الرائد حجازي: من المعروف أن جامع فاطمة في حي الوعر، يصلي فيه قادة الكتائب العسكرية والثوار، والشرعيون، فطلب العميل حلوة، من مقاتل الحر اغتيال الشيخ حوري عثمان خطيب الجامع، عن طريق زرع عبوة ناسفة بالجامع شديدة الانفجار، وكلّما كان عدد القتلى في التفجير أكثر، كلَما كان ما يقدم لمقاتل الحر أوفر وأكثر. 

عندها طلبنا -والكلام ما زال للرائد حجازي- من مقاتل الحر، أن يعلم العميل حلوه، بأن لا خبرة له بالتعامل مع المتفجرات، وأن عليه العودة لحي الوعر، وبأن إحدى الكتائب العسكرية بالحي، فككت قبل أيام عبوة ناسفة مزروعة بجانب جامع فاطمة، وبأن الجامع المذكور تصلي فيه معظم قادة كتائب الثوار، وعلى رأس هؤلاء القادة أبو حيدر حاكمي، فزادت ثقة العميل حلوه بمقاتل الحر، وقرّر دخول الوعر قبل يوم واحد من عيد الأضحى.

*مسدس كاتم للصوت
جاء في محضر اعترافات خلية النظام، بأن العميل حلوه، وفور وصوله إلى حي الوعر، اجتمع مع مقاتل الجيش الحر في شقته، ولمدة 3 ساعات، وتم الاتفاق على تنفيذ التفجير صباح اليوم التالي، والذي يصادف عيد الأضحى. 

وخلال هذه الساعات اعترف العميل حلوه لمقاتل الحر، بأنه هو من وضع العبوة الناسفة سابقا بجانب الجامع.

وقدّم خلال الاجتماع لمقاتل الحر، مسدسا كاتما للصوت لبحمله معه بعد التنفيذ، ليخرج من حاجز النظام، فالمسدس هو العلامة للتعارف مع عناصر حاجز النظام.

وبعد 3 ساعات من بدء الاجتماع، خرج مقاتل الحر من الشقة بحجة تدبير أموره، لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه صباح العيد، فقام عناصر "حركة تحرير حمص"، التي راقبت العميل من لحظة دخوله حي الوعر، باقتحام الشقة والقبض على العميل محمد أحمد حلوة.

*من أدخل المتفجرات؟
وردا على سؤال "زمان الوصل"، عن كيفية تمكّن الخلية من إدخال المتفجرات لحي الوعر، قال المسؤول الأمني لـ"حركة تحرير حمص": سامية حلوة ومنال المقيمتان خارج الوعر، هما من أوصلتا المتفجرات إلى حاجز النظام بالمعهد الصحي في كلتا الحالتين، الحالة الأولى وتم كشفها وتفكيكها، والحالة الثانية قبل أيام من إلقاء القبض على العميل حلوه.

وأضاف أن العميلة خيرية حلوه، التي تقيم داخل الوعر، كانت تذهب إلى حاجز النظام، لتجلب المتفجرات، وتضعها في شقة العميل محمد حلوه، علما أن العبوة الناسفة، هي بحجم باكيت الحديد المخصصة للدخان العربي، وتحتوي مواد أشد فعالية من C4 مزودة بأسلاك وجوالين.

*كبَة مسمومة
وردا على سؤال أخير لـ"زمان الوصل"، عن طريقة اغتيال رئيس المحكمة الشرعية العليا، ورئيس تجمّع علماء الدين بريف حمص الشمالي الشيخ عبد المطلب الحسن أبو يوسف بتاريخ 15 يوليو 2014، قال الرائد عصام حجازي: اعترف العميل محمد حلوه، خلال التحقيق معه، بأنه هو أرسل أكلة "كبّة محشوة بالسم" للشيخ عبد المطلب، على أساس أنها مرسلة من صديقه الشيخ فرج، وكان نتيجتها مقتل الشيخ أبو يوسف، وهو من قرية الفرحانية المجاورة لتلبيسة، كما تسممت ابنته الحامل. 

يذكر أن "حركة تحرير حمص"، هي مجموعة من الفصائل العسكرية ذات الكفاءات العلمية والعملية العاملة على الأرض في محافظة حمص، تشكّلت منذ بداية الثورة السورية، وتتألف قيادتها من خيرة العسكريين والمثقغين ذوي الخبرة، ومن مكتب ارتباط داخلي وخارجي.

حمص - زمان الوصل
(179)    هل أعجبتك المقالة (167)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي