في وثيقة صنفت على أنها "سـري وعاجل"، اقترح وزير الخارجية السعودي على ملك البلاد أن يتم النظر في طلبات تقدم بها الصحافي المصري "مصطفي بكري"، ومن بينها " إنشاء قناة فضائية تكون صوتا قويا ضد الشيعة وتساند مواقف المملكة".
ونسب "الفيصل" كلامه حول "بكري" إلى السفير السعودي في القاهرة "احمد القطان"، الذي وصف "بكري" بأنه "من المقربين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومن المشير (السيسي) شخصيا"، حسب الكتاب المرفوع إلى "رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين"
ونوهت الوثيقة إلى أن "بكري" زار "السيسي" في مكتبه وأبلغه بأن الإيرانيين قد بدأوا في الاتصال به (ببكري) وبالكثير من الإعلاميين المصريين لاحتوائهم، مضيفة: "أغلب المصريين لن يتفاعلوا معهم (مع الإيرانيين)، ولكن الأمر يستدعي تحركا عاجلا بدعم من المملكة" .
ونبه "الفيصل" إلى أن بكري "عضو في مجلس الشعب المصري وفاز بأغلبية ساحقة في دائرته الانتخابية وله إمكانيات شعبية وجماهيرية كبيرة في الشارع المصري، وهو من ألقى بيان مجلس الشعب المؤيد للعلاقات السعودية المصرية".
وبعد هذا العرض عن "بكري"، اقترح وزير الخارجية أن يلتقي "بكري" بوزير الثقافة والإعلام السعودي للنظر في جملة مطالب للصحافي المصري (سمتها الوثيقة تطلعات)، وهي: إصدار صحيفته بشكل يومي بدلا من كل أسبوع، تشكيل حزب سياسي، إطلاق قناة فضائية تكون صوتا قويا ضد الشيعة وتساند مواقف المملكة.
وأكثر ما يلفت الانتباه في طلبات "بكري" هو الطلب الأخير، المتناقض تماما مع مسيرته، واتجاهه المعروف، حيث يعد أحد الضيوف المفضلين منذ زمن بعيد على قناة "المنار" المدعومة إيرانيا، وكان يدير مكتبها في القاهرة مع أخيه محمود.
كما إن "بكري" يعد من أشد المنافحين عن مليشيا "حزب الله" ذات النشأة والتوجه والتسليح الإيراني، وهو من مروجي صورة المليشيا على أنها "مقاومة"، حتى بعد ما ارتكبته من جرائم بحق السوريين.
واللافت أكثر مواقف "بكري" من بشار الأسد، وهي بمجملها مواقف ترفعه إلى رتبة "شبيح أسدي" بامتياز، بل إنه يبدو أكثر "أسدية" من كل "الأسديين" في بعض تصريحاته، ومنها قوله ما معناه: "بشار الأسد أشرف منكم (الثوار) جميعا؛ لأنه لم يضع يده في يد الصهاينة، لكن أنتم خونة حقيقيون"، ووصفه الشعارات التي يطلقها الثائرون ضد بشار بأنها "كاذبة ولاقيمة لها".
وقبل نحو شهر دعا "بكري" ملك السعودية إلى الاعتراف بأن بشار الأسد هو "الرئيس الشرعي"، معتبرا أن على الملك الدفاع عن "شرعية" بشار، كما يدافع عن شرعية الرئيس اليمني.
نص الوثيقة

زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية