اختتمت في مدينة «السلمية» السورية قبل أيام الدورة الثانية لمهرجان الماغوط المسرحي، الذي استضاف عددا من العروض الاحترافية السورية ضمن تظاهرة لإحياء ذكرى الراحل محمد الماغوط. ويعد هذا المهرجان الأول من نوعه الذي يحمل اسم علم من أعلام الثقافة السورية، وهو الماغوط، أحد أعلام التأليف المسرحي العرب، الذي غاب عن الدنيا قبل ثلاث سنوات.
قُدم في اليوم الأول للمهرجان عرض «المهرج » للمخرج غزوان قهوجي عن نص الراحل الماغوط، وتضمن اليوم الثاني من المهرجان عرض مسرحية بعنوان «تلك الرائحة» للكاتب المسرحي هارولد كمبل والمخرج محمد بري العواني قدمتها فرقة نادي الميماس المسرحية في حمص. وقدم في اليوم الثالث من المهرجان عرض بعنوان «المزبلة الفاضلة» من تأليف عباس الحايك وإخراج هاشم غزال. وفي اليوم الرابع من المهرجان عرضت مسرحية «رباعية الموت» تأليف «آرييل دور فمان» وإخراج يوسف شموط. واختتم المهرجان بعرض من حلب عنوانه «الحقيقة ماتت» من إخراج سامر السيد علي.
وإذا كان توسيع دائرة المشاركة هو ما يسعى المهرجان لتأكيده وتجسيده في الأعوام المقبلة، فإن المهرجان الذي ولد على يدي الشاب المجتهد مولود داوود يجهز لانطلاقة عربية في الدورة المقبلة من خلال استضافته لعروض من مختلف أنحاء العالم العربي تكون على مستوى احترافي يرقى لاسم الماغوط الذي يعد احد أبرز كتاب المسرح العربي الساخر. وقد شهد المهرجان إقبالا طيبا من الجمهور المحلي بالمدينة التي كانت تنتظر الفعاليات.
وفي زيارة سريعة إلى مدينة السلمية قبل بدء المهرجان برفقة مديره، كان يستوقفه في الطريق البقال والطبيب والمهندس والسائق يسألونه عن العروض المشاركة وعن إمكانية تقديمهم لأي دعم ممكن.
وربما تعتبر هذه حالة جديدة على فن المسرح السوري.. الذي ما عاد يُنظر إليه بمثل هذا الاهتمام في الكثير من الأماكن التي ولد فيها، ولكنه هنا يحتاج إلى التفات الجهات الرسمية من أجل تجهيز صالة مسرحية لائقة بدلا من صالة المركز الثقافي العربي في المدينة.
والتي لا تتوفر فيها أية ظروف مثالية للعرض في ظل تردي صناعة الخشبة وضعف إمكانات الإضاءة وانتهاء صلاحية المقاعد التي لا تحتمل مشاهدة مسرحية تستمر لمدة ساعة أو اثنتين.
وفي توصيات لجنة التحكيم، التي ضمت كلاً من جيانا عيد وغنام غنام وعبد القادر المنلا وكاتب هذه الكلمات، تم تقديم رؤية شاملة لآفاق تطوير المهرجان ضمن صيغة عربية احترافية تعتني بالعروض الإبداعية وتبتعد عن عروض الهواة لأن المهرجان بصيغته المقترحة ليس محليا بالمعنى المباشر للكلمة.
ويبرز المهرجان الدعم الذي حصل عليه من مؤسسات اقتصادية خاصة، كذلك الذي حصل عليه من شركة «ماس» الاقتصادية إحدى كبرى شركات القطاع الخاص في سوريا بالإضافة إلى دعم حكومي ممثل بوزارة الثقافة.
وهذه أيضا تحتاج إلى وقوف مطول معها من زاوية دخول مؤسسات خاصة في دعم مهرجانات مسرحية لا تعود عليها بربح ما، الأمر الذي أشاد فيه مولود داوود في حديثه ل«الحواس الخمس» حينما قال: «دعم المؤسسات الخاصة للمسرح في سوريا ظاهرة طيبة ويبشر بمستقبل هام لدعم الفن في سوريا»، مضيفاً: «لا أنكر دعم المؤسسة الرسمية لمهرجاننا مشكورة.
ولكن مؤسسة ماس الاقتصادية ساهمت بشكل أو بآخر في جعلنا نقف على عتبات مهرجان احترافي بكل تجهيزاته، وإن شاء الله نقف العام المقبل مع نظام مهرجان عربي وقد بدأنا التجهيز له منذ هذه اللحظة حتى يكون حاملا نوعيا لاسم الماغوط أحد ابرز كتاب المسرح في العالم العربي وابن مدينة السلمية ».
وكرم المهرجان في دورته هذه الفنان الكبير رفيق سبيعي والفنانة صباح الجزائري والشاعر احمد خنسة والباحث علي أمين والموظف في المركز الثقافي بسلمية بدرجة مستخدم بدر الدبيات تقديرا لجهوده.
ويمضي المهرجان في العام المقبل لتكريم أسماء كبيرة في المسرح السوري والعربي من أمثال دريد لحام واسعد فضة ومنى واصف والذين كانت لهم تجربة هامة مع الراحل محمد الماغوط. وخصص المهرجان مجموعة من الجوائز .
حيث حصل عرض «المهرج» على جائزة أفضل عرض وأفضل سينوغرافيا وأفضل مخرج، وحصل عرض «المزبلة الفاضلة» على جائزة أفضل ممثل في حين ذهبت جائزة أفضل ممثلة لعرض «رباعية الموت»، ويتوقع أن تتضمن الدورة المقبلة جائزة أفضل ممثل دور ثان وأفضل ممثلة دور ثان أيضاً.
يشار إلى أن مهرجان الماغوط المسرحي الثاني، الذي يأتي ثمرة جهود متميزة لتجمع السلمية الفني وفرقة كور الزهور المسرحية وبرعاية مالية من مجموعة ماس الاقتصادية.. استمرارا في تكريم الكاتب والشاعر والأديب الكبير الراحل محمد الماغوط.
" البيان الإماراتية "
عروض عربية وجوائز في مهرجان الماغوط العام المقبل
دمشق ـ جمال آدم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية