أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المخرج "دلير يوسف": "أمراء النحل" ليس صك براءة لمن وقفوا ضد الثورة

المخرج الراحل باسل شحادة

عُرض في باريس منذ أيام فيلم بعنوان "أمراء النحل" الذي بدأ بإخراجه الفنان والإعلامي "باسل شحادة"، وقضى قبل أن يكمله فتولى مهمة إكماله المخرج السوري "دلير يوسف" بالتعاون مع مؤسسة "نوريا" للتبادل الثقافي السوري الأوروبي والنادي السينمائي السوري بباريس.

ورغم أن الفيلم حظي بنجاح جماهيري إلا أنه أثار بالمقابل عاصفة من الانتقادات من مناصري الثورة السورية، بدءاً من اسمه الملتبس الذي يصف العلويين بأمراء النحل نسبة إلى الإمام علي الذي كان يلقب بأمير النحل، وما يوحيه الاسم من مظلومية مزعومة للعلويين والشيعة.

كما يركز الفيلم-بحسب ناشطين- على رؤية أحادية الجانب بالنسبة لموضوع الطائفية، والنزاع في سوريا، واستبعاد الحديث عن جرائم نظام الأسد وقصفه الوحشي لمدينة حمص في الفترة التي تم تصوير الفيلم فيها". 

وأوضح مخرج الفيلم "دلير يوسف" لـ "زمان الوصل" أن "مهمته اقتصرت على إكمال الفيلم بالطريقة التي كان يعمل عليها باسل شحادة"، معتمداً -كما قال-على رؤية تركها في مونتاجه لعشر دقائق من الفيلم".

وكشف يوسف أنه تواصل مع بعض أصدقاء باسل ممن عملوا بالفيلم للوقوف على رؤيته للفيلم. 

أمراء النحل ليس صك براءة !
وألمح المخرج "دلير يوسف" إلى أن "تعرض الفيلم للانتقادات شيء طبيعي، فكل الأفلام تتعرض لذلك، لكن من غير المقبول -كما يقول- ادعاء البعض بأن الفيلم يمثل صك براءة لمن وقفوا ضد الثورة".

وأردف مخرج "أمراء النحل" أن "من شاهد الفيلم يعلم تماماً أن هذا الأمر غير صحيح، فالفيلم لا يخلو من إشارات إلى جرائم النظام، والفيلم مخصص أصلاً لفضح جرائم النظام، لكن ذلك ظهر عن طريق شهادات أفراد ينتمون للطائفة العلوية".

من جانب آخر نوّه "دلير يوسف" إلى أنه اعتمد على رؤية باسل شحادة بأن يكون الفيلم عبارة عن شهادات لناشطين.

وقال: "لم أشأ بحسب رؤيته ورؤيتي لكيفية العمل وضع صور لمجازر ارتكبها النظام، بل تحدثت الشخصيات من داخل الفيلم عن هذه المجازر".

رسالة الفيلم واضحة
يوثّق "أمراء النحل" شهادات مجموعة من الناشطين خلال فترة معينة من عمر الثورة، ويطرح تساؤلات عديدة عن الثورة وسوريا بشكل عام، وعن الطائفية والنزاع في سوريا، ولكن ناشطين يرون أن "الفيلم يقدم رسائل مشوشة للجمهور السوري المصطنع في باريس والأوروبي الحقيقي، بعدما أثبتت الثورة خلال أعوامها الماضية حقيقة الإبادة التي ينتهجها نظام الأسد الطائفي ضد المكون الرئيسي للشعب (السنة) بما يدعم ما يسمى بمظلومية العلويين منذ أكثر من 1400 عام".

وحول عرض الفيلم في باريس قال الإعلامي "بشار يوسف" الذي شارك في تظاهرة الفيلم: تم عرض الفيلم بدعوة من مؤسسة "نوريا" للتبادل الثقافي السوري الأوروبي والنادي السينمائي السوري في باريس الذي يعرض أفلاماً لمخرجين سوريين بشكل دوري".

وبحسب يوسف "أراد القائمون على هذا النشاط تكريم الشهيد باسل شحادة هذه المرة من خلال عرض آخر أعماله التي لم يكملها".

وفيما يتعلق بالانتقادات التي وُجهت للفيلم ولمخرجه أوضح يوسف أن "رسالة الفيلم كانت واضحة، حيث تم عرض شهادات لشباب من الطائفة العلوية التي يحسبها البعض على النظام أو العكس".

وأضاف أن "هؤلاء الشباب تحدثوا عن مشاركتهم في الثورة، والمصاعب التي واجهوها، سواء من قبل الأمن أو من قبل المعارضة أو من قبل طائفتهم نفسها، كما تحدثوا عن رؤيتهم لمستقبل سوريا آنذاك، ليخلص الفيلم في نهايته -كما يقول- إلى أن "أي حديث عن مستقبل سوريا لا يبدأ إلا بسقوط بشار الأسد".

ونوّه محدثنا إلى أن "الفيلم أراد الإضاءة على جانب واحد ومهمش في الإعلام الثوري وهو دور العلويين في الثورة وتبعات مشاركتهم فيها، تأكيداً على أن الثورة هي ثورة شعب ضد نظام مستبد، ونفي ما يحاول النظام وبعض أطراف المعارضة دوماً تكريسه بأنها (ثورة سنية ضد استبداد علوي).

وكشف محدثنا أن "الشبان الذين أدلوا بشهاداتهم معظمهم لا يزالون داخل سوريا.. أي أن دور الفيلم كان إيصال صوت هؤلاء دون زيادة أو نقصان، ولم يكن هذا الفيلم –حسب يوسف- متاحاً للعموم بل تم عرضه في حفلات خاصة دون تصوير حفاظاً على سلامة الذين ظهروا في الفيلم وعائلاتهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (171)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي