أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فورين بوليسي: الأسد يستعد لهجوم مضاد بدعم إيراني

بشار الأسد - أرشيف

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن نظام الأسد "يحضر لهجوم مضاد ضد تنظيم "الدولة" و"جيش الفتح"، معتمدا على الأموال الإيرانية والمقاتلين الشيعة الذين جلبهم من مناطق وسط آسيا".

ويقول كاتب التقرير "فيليب سميث" إن الحديث عن أن نهاية نظام الأسد باتت قريبة قد يكون مبالغا فيه". ويقول إن الإيرانيين تحركوا وبشكل قوي لحماية النظام ومنع سقوطه، رغم أنهم يواجهون ضغوطاً لحماية ودعم مناطق أخرى. 

وتبين المجلة بحسب ترجمة صحيفة "الجيران العراقية" أن عملية تجنيد المقاتلين الأجانب الشيعة المؤيدين للأسد تأثرت بداية عام 2014، نتيجة للتقدم الذي حققه تنظيم "الدولة" في العراق، وعودة المليشيات الشيعية إلى هناك. لكن إيران سرعان ما نشرت مقاتلي حزب الله، وعززت من وجودهم في سوريا، وعزز حزب الله عمليات التجنيد.

ويلفت التقرير إلى أن طهران بحثت عن مجتمعات أخرى في محاولة لتعزيز جبهة الأسد. 

فمنذ بداية عام 2013، ظهرت تقارير عن إقامة جنازات لعشرة مقاتلين أفغان في إيران، معظمهم ينتمون للهزارة، وهم شيعة أفغانستان ممن لجؤوا إلى إيران.

وتنقل المجلة عن تقارير أخرى قولها إن قادة إيران العسكريين ينظرون إلى الأفغان الشيعة على أنهم مجرد وقود للمدافع، وقد أرسلوا إلى ساحة المعركة مقابل أجور بسيطة. 

ويورد سميث أنه منذ عام 2013 نوهت تقارير متفرقة إلى وجود متطوعين من شيعة باكستان، ولم يتم تأكيدها إلا في خريف عام 2014، بعد جنازة ثلاثة باكستانيين شيعة في إيران. وفي العراق عقدت أول جنازة لشيعي من باكستان في حزيران/ يونيو 2014.

ويذكر التقرير أن الجماعات الشيعية العراقية المدعومة من إيران بدأت باستهداف شيعة باكستان، فمن بداية أيلول/ سبتمبر 2014، أعلنت الحركة العراقية المدعومة من إيران، حركة حزب الله النجباء المرتبطة بعصائب الحق، عن برنامج تجنيد للشيعة باللغة الأوردية، الذي دعا "الإخوة المؤمنين الذين يريدون الدفاع عن العراق وعقيدة الإمام علي"، إلى الانضمام للقتال، وقد تكرر النداء في كانون الثاني/ يناير 2015. 

ويرى الكاتب أن المقاتلين الشيعة ليسوا مزيدا من الجثث تلقيهم إيران في النزاع، بل إن وجودهم يظهر توسع إيران الجيوسياسي، ويشير إلى محاولة إيران إظهار تأثيرها على مجتمعات وسط آسيا، وتأثيرها الواضح في باكستان، التي تعد حليفا وشريكا نوويا محتملا لعدوة إيران الإقليمية السعودية. 

وأشارت المجلة إلى أنه في الوقت الذي تقاتل فيه عناصر المليشيات في العراق، فقد صعدت منظمة جديدة من أجل تجنيد المقاتلين لسوريا، وهي "كتائب سيد الشهداء"، وهي الجماعة الوكيلة عن إيران، التي أنشئت في بداية عام 2013، وقامت بالدعوة إلى القتال في سوريا، وأنشأت موقعا لها على الإنترنت، وأعلنت عن برنامج للتجنيد في سوريا، بعد أقل من شهر من سيطرة "تنظيم الدولة" على الموصل. 

ويفيد التقرير بأنه منذ نهاية عام 2014، نشرت المليشيات صورا وأفلام فيديو لمقاتليها وهم يقاتلون في درعا. 

ويذهب سميث إلى أنه في الوقت الذي أدى فيه موضوع الدفاع عن مقام السيدة زينب دورا في تجنيد العراقيين واللبنانيين والباكستانيين والإيرانيين، إلا أنهم لم يعودوا يقاتلون في جنوب دمشق، بل وفي أنحاء سوريا كلها. 

وتم إرسال بعض المقاتلين العراقيين الشيعة إلى مناطق الساحل.

وتذكر المجلة أن قوات الرد السريع ولواء الحسين المتمركزة في دمشق قامت بإرسال ممثلين لهم إلى بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، وقالوا لاحقا إنهم تبرعوا بـ 50 مقاتلا للدفاع عن خط القتال القريب من القرية.

ويكشف الكاتب عن أن إيران أرسلت مليارات الدولارات، بالإضافة إلى المقاتلين. ومن جانبه رفع الأسد الدعم عن المواد الأساسية، واهتم بمن يدعمون النظام مباشرة، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2014، أصدر قانونا ينص على منح نصف الوظائف المتوفرة في القطاع العام لعائلات القتلى من القوات المسلحة والمليشيات التابعة للنظام، وفي نيسان/ إبريل وزع النظام "بطاقات الشرف" لعائلات من قتلوا وهم يدافعون عن الأسد. وبموجبها يحصلون على العلاج المجاني، واستخدام الوسائل العامة مجانا. 

وتختم مجلة "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن الإجراءات التي وضعها النظام وإيران ستعمل على استمرارية النظام، لكن حرب الاستنزاف تترك أثرها على النظام.

زمان الوصل - رصد
(158)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي