أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فن الكتابة الساخر..

عندما تريد أن تصل لغاية ما عليك تحديد وسائلك المشروعة. وبعدها الشروع نحو الهدف. وفي فن الكتابة الساخر طرق مهمه للتأثير على الجمهور القارئ من خلال استخدام المورث الشعبي، وحكايا الشارع كما هي، والصعوبة بمكان ان تمزج بين الجدبة والسخرية، حتى ممكن ان يتقبله الجمهور ويقتنع به.

ومن أولويات هذا النوع من الكتابة، مفردة الشارع. وليست السوقية المبتذله، بحيث يكون استخدامها في المساحة المناسبة والوقت المتحفز للقبول. وظهر لدينا كتّاب ساخرون في المرحلة السابقة، وابرزهم حببزبوز، وملا عبود الخرخي، وداود الفرحان.. وغيرهم. هؤلاء وضعوا بصمتهم في تاريخ المقالة الساخرة المهذبة المؤثرة. لكن لما اشتهروا وذاع صيتهم، لأنهم كتبوا من وسطهم الاجتماعي ولم يتجاوزه. لذاك نقلوا معاناته بأسلوب متفرد راق ومهذب رغم استخدامهم مصطلحات الناس العاديين.

لفت نظري كتابات الكاتب العراقي هشام البيضاني من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وكثرة معجبيه، مع أنه غير مشهور في الوسط الادبي لكن ما السر في ذلك؟

اعتقد بالدرجة الاولى هو الصدق مع الذات والمجموع. أي نقل الفكرة بواقعية مقبولة، وبمصداقية يقتنع فيها الآخرون. وفي استعراض لبعض كتاباته عن واقع بلاده وما يتعرض له من فساد وتخريب واعتداء سنرى هاجس الحرص الذي يسعى له.

"أمس انعزمت على وليمة عشاء لاربعينية والدة أحد الاصدقاء

وكان العشاء سمك .. وانا من هواة اكل السمك بكل انواعه

وحضروا السمك وقابلني رجل تقريبا عمره سبعين سنة ولا سن بفمه..

قلت .. اليوم سوق اكل السمكة براحتي ...

العجوز رفع الخبز من فوك السمكة .. وكسر عامودها الفقري وتناول لقمة كبيره

ووضعها بفمه دون ما أن يفرغها من العظام

لاك اللقمة مره ومرتين ويخرج العظام بشفاهه بطريقة فنية عجيبة

ويرمي العظام خارجا

اخونا هذا العجيب يلع السمكة وانا لحد الان في أول لقمة...

ولن اطول الحكاية عليكم تناولت ثلاث لقمات وبقت السمكة المسكية فقط الجلد ..

ولم يكتفي رجع على الجلد يمسح الدهن باصبعه ويلحسه..

وهنا ماذا افعل .. هذا الرجل اخذني على حين غفلة...

بقيت اكل الخبز واللبن...

عساها بحظه .. وبخته .. هذا الختيار الجائع لو كان عنده أسنان يمكن يأكلني!

هذه الايام الجماعة عندهم مخطط يريدون يخفضون رواتب الموظفين المساكين .. ادري ما كفاهم الذي سرقوه.. الم يشبعوا من المليارات

بمدة 12 سنة يبلعون فيها .. ام شغلتهم مثل هذا العجوز...

اكل السمكة وعاد على الجلد يلحس به....

ياقوم ضعوا الله بين عيونكم .. وارجعوا فقط كم مليار للخزينة الخاوية...

من جراء سرقاتكم او سنعوضكم عندما ترتفع اسعار النفط...

"استخدام الموقف هنا في رصد واقع سيئ..

أن هذا الفن يحتاج لعملية مزج بين الطرفة والجدية في توصيل حقائق الواقع المعاش سلبا أو ايجابا. وجرأة خاصة في أن تقول ما تريد وبحرية محسوبة.. القصد منها تأشير الخلل ليس إلا.

د. علي حسون لعيبي
(154)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي