أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني 2008

مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني 2008

فعالية اليوم الرابع الثلاثاء 22 / 7 / 2008  وجاءت على فترتين :

الفترة الصباحية :

قدم الأستاذ أنور محمد محاضرة بعنوان ( مسرح محمد الماغوط واغتصاب عذرية الشرف ) في قاعة المركز الثقافي العربي في سلمية الساعة الثانية عشر ظهراً ، حضرها جمهور كبير من الشابات والشباب والمهتمين بالفعل المسرحي والثقافي المعرفي في السلمية .

لقد تحدث المحاضر محللاً العديد من نصوص الماغوط الشعرية والمسرحية، القائمة على الحوار، حوار الحال / الواقع مابين الأخرس والمهزار، مابين أباطرة مهزارين وشعوب خرساء.

ومسرح الماغوط القائم على العقل، فلا يلتزم إلا بما هو عقلي، فيستخدم عقله بكل جرأة وشجاعة ،غير مصدق أن القنبلة التي ترميها إسرائيل وأمريكا في العراق وجنوب لبنان، إنما هي برتقالة أو تفاحة.

لقد كانت محاضرة قيمة ساهمت في رفع قيمة المهرجان مع باقي الفعاليات الموازية التي رافقت فعاليات المهرجان الأساس ' العروض المسرحية' .

جرى في ختام المحاضرة حوار مطول مع الجمهور الذي قدم إضافات واستفسارات أغنت البحث بما هو جميل ومفيد.

الفترة المسائية :

كان الجمهور على موعد مع مسرحية ' رباعية الموت ' تأليف : آرييل دور فمان، إعداد سينوغرافيا وإخراج: يوسف شموط . باسم فرقة اتحاد شبيبة الثورة - فرع حماة .

تمثيل : يارا بشور ، خلدون قاروط ، عامر مغمومة .

العنوان الأصلي للمسرحية ' الموت والعذراء' والمستوحى من رباعية شوبرت التي تحمل نفس العنوان .

لقد تحدث النص عن فتاة تم اغتصابها في السجن منذ / 15 / سنة، ثم التقت بغريمها صدفة في منزلها ، حيث حضر مع زوجها، ونتيجة الجو العاصف، طلب منه الزوج أن يقضي الليلة عندهم.

الزوجة بحدثها وذاكرتها الحادة، تدرك أن هذا الرجل / الد كتور هو مغتصبها ، نبرة الصوت، طريقة الحديث، تخبر زوجها بكل الدلائل بعد أن تربطه للكرسي وتكم فمه، وخلال التحقيق معه تشم رائحة جسدة، لتدرك بلا شك أنه غريمها، تدفعه للاعتراف فقط، هي لا تريد سوى الاعتراف لتعزز ثقتها بنفسها ، وتكرس مقولة لا يصح إلا الصحيح، بعد خمسة عشر عاماً، تنتقم لنفسها ولناسها لأنها واحد من مئات تم اغتصابهن في زنزانات الديكتاتورية والقمع.

لقد استطاع فريق العمل شد الجمهور على مسافة العرض المسرحي بالتقانات التي قدمت على صعيد التمثيل والحركة والديكور والموسيقا ، فقد كان إيقاع العمل حار متسارع باتجاه الخاتمة عبر سلسلة من الأفعال والأحداث التي حاكها فريق العمل عبر حلول إخراجية جميعها صبت في خانة المشهدية القائمة على الجميل.

ندوة الحوار :

بعد العرض مباشرة جرت ندوة الحوار التي ترأسها الأستاذ جمال آدم ' عضو لجنة التحكيم' ومقرر الندوة الأستاذ لؤي عيادة ومخرج العمل يوسف شموط.

لقد طرح الجمهور مالديه من تساؤلات حول النص المعد والحلول الاخراجية والتقنية الفنية التي أفرزها فريق العمل تمثيلاً وبشكل خاص ' يارا بشور ' وتحدث بعض المهتمين بالفعل المسرحي عن ضرورة توفير كل ما يلزم العرض المسرحي من الخشبة حتى قطعة الإكسسوار البسيطة، ذلك كي يرتقي أكثر العرض المسرحي ،وكي تتمكن اللجنة والجمهور من محاكمة العرض المسرحي على مبدأ الحق والواجب.

في الختام رد مخرج العمل على تساؤلات الجمهور موضحاً وشارحاً الظروف غير العادية التي رافقت إخراج هذا العمل. كنعان البني - سلمية


 

فعالية اليوم الخامس الأربعاء 23 / 7 / 2008

 

 

 نتيجة الظرف الطارئ ، الذي حال دون وصول الفرقة المسرحية الجزائرية للمشاركة بفعالية هذا المهرجان بمسرحية ' الجيفة ' عن نص سعد الله ونوس ' جثة على الرصيف ' ، وذلك لعدم تمكنهم من الحجز على الطيران الذي كان سيقلهم لسورية/ دمشق نتيجة الضغط السياحي باتجاه سورية من الجزائر. تم تقديم الاعتذار قبل يوم واحد من موعد العرض المسرحي.

لذا تم الاستعانة بفرقة المسرح الجامعي من حلب بمسرحية ' الحقيقة ماتت ' تأليف: عمانوئيل روبلس، إخراج : سامر السيد أحمد .

العرض بالعموم يتحدث عن موقف بطولي نبيل يأخذه الضابط  المسؤول عن حماية البلد من هجوم القوات الفرنسية الغازية للبلد قاصدة القلعة التي تدار منها العمليات العسكرية ، يتحملة هذا الضابط تبعات قرار جائر من الإدارة العسكرية، يتسبب في خلق فتنة طائفية في البلد ، شعر الضابط أن الناس بحاجة لمخلص لها من وهم الإشاعات ، فكان الضابط الذي ادعى أنه هو المسؤول عن هذا القرار ، بذلك يخلص البلد من نار فتنة كبيرة .فيتم صنع تمثال ' نصب ' تذكاري له تقديراً لتضحيته في سبيل بلدة وشعبه .

على مستوى العرض المسرحي كان هناك غياب للعنصر النسائي من العرض لأسباب خاصة ومقنعة لها علاقة بالزمن والاستعداد للعرض المسرحي / الاسعافي للمهرجان .

وبدى على فريق العمل الإرهاق والتعب وبالتالي كل ذلك انعكس سلباً على العرض المسرحي .حركة وحواراً وإيقاعاً ، رغم ذلك حاول المخرج / الممثل مع وافي عصفور رفع إيقاع العمل لشد مفاصل العرض المسرحي ، لكن للأسف لا يصلح العطار ما أفسده الدهر.

وما جزاء الإحسان إلا الإحسان ، شكراً لفريق العمل على تلبيته الدعوة وإنقاذ اليوم الأخير من المهرجان .

بعد العرض مباشرة أقيمت ندوة للحوار مع الجمهور تأسها الفنان آمين الخطيب عضو لجنة التحكيم نيابة عن الجمهور ، ومخرج العمل سامر السيد علي ومقرر الندوة لؤي عيادة .

جرى حوار جميل حول العرض وقدمت ملاحظات هامة أيضاً من المهتمين ومن الجمهور الرائع في كثافة حضوره ومشاركته الفعالة بالحوار الذي أضاء الكثير من المفاصل للعرض المسرحي، على الصعيد الفني والفكري بشكل خاص.

 

 

مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني 2008

 

اختتام فعاليات مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني  حماة - سلمية 19 - 24 / 7 / 2008

تضمن الختام الفعالية الموازية الأخيرة، اللقاء الجماهير مع الفنان المسرحي نضال سيجري، الذي تم في قاعة المركز الثقافي العربي بالسلمية الساعة الثانية عشر ظهراً.

تحدث الفنان نضال سيجري مقدماً لمحة عن حياته الفنية منذ البدايات، الحلم / الهواية حتى التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ، ومشاركته بالعديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، واستلامه منصب مدير المسرح القومي بمديرية المسارح والموسيقا بدمشق، ثم استقالته التي مكثت في درج مكتبه منذ اللحظة الأولى لتسلمه المنصب وحتى تقديمها رسمياً بعد عدة أشهر، لم تكمل السنة .

بعد ذلك استمع إلى أسئلة الحضور المتعلقة بحياته الفنية، والشخصية، فقد قدم موجز عن عائلته وزوجته وأولاده ومكان إقامته، وختمها بالتأكيد على عشقه للم سرح الذي لازال يتعلم في ساحته الجميلة الرائعة ، ومشروعه البسيط الذي يعمل عليه بهدوء تام،بيت صغير للثقافة والفنون .

وأكد على أن المسرح يحتاج لعشاق حقيقيون يدافعون عنه، لأنه الخلاص من كل تافه ورديء.

وضرورة التعاون بين القطاع الخاص والعام لترسيخ هذا الفن جماهيرياً، بوصفه شكل من أشكال الحرية، القائمة على كل ماهو إنساني وحضاري وثقافي معرفي بجدارة.

 حفل الختام كان في الساعة التاسعة مساءً في صالة المركز الثقافي العربي بسلمية ، حيث استقبل جمهور سلمية الكريم فنان الشعب الكبير رفيق سبيعي والفنانة النجمة صباح الجرائري بكل الحفاوة والتكريم النابع من قلوب المحبين للفن بشكل عام.

وحضر هذا الحفل التكريمي وإعلان الجوائز وتوزيع المكافآت على الفائزين والاستماع لتقرير لجنة التحكيم وتوصياتها كل من : الأستاذ مروان حلواني ممثل السيد محافظ حماة، ممثل راعي المهرجان الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، أمين شعبة الحزب السيد علي زينو ممثل أمين فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي،و ممثل وزارة الثقافة السيد نجم الدين السمان، والسيد محمد عارف قسوم مدير الثقافة في حماة،رئيس وأعضاء المجلس البلدي في السلمية والعديد من الضيوف والمهتمين بالفعل الثقافي المسرحي والجمهور الذي غصت به صالة المركز.

بعد إلقاء الكلمات من قبل الأستاذ مروان حلواني ومدير المهرجان بدأت رسوم التكريم للفنانين الضيوف والفنانين أبناء سلمية الوفاء.

بداية تم تكريم فنان الشعب القدير رفيق سبيعي ، والفنانة النجمة صباح الجزائري، وكلاهما شكرا لسلمية من خلال مهرجانها المسرحي الذي حمل اسم الشاعر الكبير محمد الماغوط هذه اللفتة الكريمة، التي تحمل نكهة مختلفة عن كل المهرجانات والحفلات والتكريم ، لأنها كانت صادرة عن حديقة المحبة والصدق والشفافية ،الخارجة عن البهرجة والشكليات، فجمهور سلمية وفنانيها ومثقفيها ومبدعيها وفي مقدمتهم الشاعر محمد الماغوط وأسماء أخرى خالدة بذاكرة الوطن. درةً تزين جبين المخلصين للحياة / الكلمة .

ثم تم متابعة تكريم الأستاذ علي أمين المسرحي العتيق والشاعر أحمد خنسا الرائع، والفني بدر الدبيات الذي خدم بأرشيفه الحركة الثقافية في سلمية.

كما شاهد الجمهور فلماً عن المكرمين، وللأسف الشديد حصل عطل فني لم يسمح لنا بمتابعة هذا الفلم ، كنا نتمنى عدم حصول هذا الخلل، لكن طالما هناك آلية تعمل وهي صاحبة اللحظة عاديّ جداً أن تخذلنا، دون قصد سيء.

بعد التكريم والحفل الرسمي تابع المدعويين والضيوف والمكرمين الحفل الفني في مطعم ومسبح سواربينا الذي أخذ طابعاً أسروي للجمهور الذي ساهم بحضوره هذا الحفل ودفعه رسم الاشتراك كدعم ماديّ ومعنوي حر للمهرجان .

حيث قامت إدارة المهرجان بمتابعة التكريم للفنان إيليا قجميني قديس المسرح في سورية ( إذا جاز لنا ذلك في التسمية) ، وبادرت مشكورة إدارة مطعم ومسبح سواربينا بتكريم فنان الشعب الأستاذ رفيق سبيعي، والفنانة صباح الجزائري، والفنان نضال سيجري ،ومدير المهرجان التنفيذي محمد الشعراني ومدير المهرجان الفنان مولود داؤد،وأعلنت أنها ستقدم هدية التكريم للأستاذ  فراس طلاس في مقر مجموعة ماس في دمشق.

 بدأ الحفل الفني بمقطوعات غنائية للفنان خضر العبد الله عضو نقابة الفنانين وعضو تجمع سلمية الفني ، الذي قدم الغناء واللحن الأصيل الطربي والشعبي فصفق له الجمهور ورقص على إيقاع المحبة والفرح.

ثم قدم المطرب الحموي شادي عبد الكريم مقطوعات غنائية حموية أصيلة تلامس تاريخ حماة من اللا اللا الحموية إلى عنين الناعورة ،رقص وصفق له الجمهور / الأسرة .

هكذا تم ختام فعاليات مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني 2008 كما بدأ بالمحبة والألفة والتوق بشوق نحو الأفضل والأجمل وتجاوز الأخطاء التي حصلت بحسن النية وبإرادة خارجة عن إرادة ورغبة إدارة المهرجان ،متمثلة بلجانه المختلفة والمتنوعة، وهذا شيء طبيعي طالما أن يحصل ، طالما أن الكمال طموحا، وحلما، يسعى الجميع لبلوغة بنسبة اقرب للكمال، وهذا شيء مستحيل؟؟

والدليل على ذلك ماحدث للأخ والصديق الجميل المصور هيثم الملي ،كان خارج إرادة الجميع لأنهم يدركون تماماً أنه يستأهل كل خير، فقد كان صديق الجميع ليس بسلمية بل في كل حفل ومهرجان يصوره بعدسة قلبه وعقله.

نتمنى للأخ هيثم أبو الرائد الشفاء العاجل .

ولجمهور سلمية نجم المهرجان بكل جدارة واستحقاق ، ولجميع من ساهم على الصعيد الرسمي والشعبي / العام والخاص في ولادة هذا المهرجان ،ولجميع الإعلاميين ( المقروء والمسموع والمرئي) وبشكل خاص للسيد وزير التربية والدكتور طالب عمران للاهتمام الكبير والتفهم الرائع للدور التربوي للمسرح بإرسال بعثة من القناة الفضائية التعليمة لرصد فعاليات هذا المهرجان. للجميع مع الاعتذار عن ذكر الأسماء فالجميع كانوا نجوماً في سماء هذا الوطن.

 

                                                                                    

(152)    هل أعجبتك المقالة (145)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي