أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من هي السيدة ساركوزي؟

سيدة فرنسا الاولى .........

إنها "وسيط" و"مبشر إنساني" و"مبعوث" و"أم". فقد بحث المكتب الصحفي في قصر الأليزيه خلال الأيام الأخيرة على عجل ووجد هذه الصفات لتوضيح طبيعة مهمة سيدة فرنسا الأولى سيسيليا ساركوزي.

إن هذه المرأة الحسناء التي تسلب الأنظار ببنطالها الأسود والفانيلا البيضاء البسيطة، هي التي نقلت يوم الثلاثاء الماضي من ليبيا إلى صوفيا خمس ممرضات بلغاريات وطبيبا فلسطينيا قضوا في السجن هناك 8 سنوات بتهمة حقن 438 طفلا بفيروس الإيدز.

وقد توجهت السيدة ساركوزي إلى طرابلس سوية مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الدولية بينيتا فيريرو فالدنير. وتكاد تكون الآن المحرر الرئيسي للمعذبين الستة.

في حقيقة الأمر، قامت بالعمل التحضيري الأساسي بينيتا فيريرو فالدنير مفوضة الاتحاد الأوروبي بالذات. وهي وقعت مع السلطات الليبية المذكرة التي تعد من حيث الجوهر بتطبيع علاقات هذا البلد الأفريقي مع الاتحاد الأوروبي بصورة تامة. كما تتضمن الوثيقة بالنسبة لليبيا العديد من المستجدات الجيدة، إذ ستفتح الأسواق الأوروبية أبوابها أمام المنتجات الزراعية والسمكية الليبية، وسيحصل الطلبة الليبيون على منح دراسية في جامعات أوروبا الشهيرة، وسيقوم أفضل خبراء الآثار الأوروبيين بترميم وإصلاح الآثار التاريخية الليبية.

وأثر جدا على قرار طرابلس بشأن تسليم الممرضات والطبيب إلى بلغاريا بالطبع لغز التعويضات النقدية. وهو لغز لأن الاتحاد الأوروبي وفرنسا لا يعترفان بأنهما بالذات دفعا للأطفال الذين حقنوا بفيروس الإيدز وأولياء أمورهم مليون يورو عن كل طفل لأن الاعتراف بمصدر الأموال يعني الاعتراف بذنب المدانين. ولذا جرى التمويه عن الملايين من خلال صندوق القذافي الخيري الذي يديره سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي.

ولكن المردود الطيب لهذه التحضيرات الجيدة ضاع مرة واحدة تحت ظل جهد آخر تماما ـ المهمة المكوكية التي قامت بها السيدة ساركوزي.

لم يكن هناك من ينتظر هذا التحرك من إمرأة لم تكمل الدراسة في كلية الحقوق ربما لأنها كانت عارضة أزياء ناجحة للغاية تهرول كبريات دور الموضة والأزياء الفرنسية ورائها في سني الدراسة. وانتقلت سيسيليا ساركوزي للإقامة في قصر الأليزيه دون رغبة قائلة: "أنا غير جاهزة للتخلي فورا عن بناطيل الجينز وجزمات الكاوبوي المحببة بالنسبة لي لاستبدالها ببدلات الحفلات من دار الأزياء "ديور" التي تشاهد السيدات الأوائل فيها عادة إبان الحفلات"!

وفجأة تقوم هذه السيدة وأمام أنظار العالم بإضفاء الزخم الحاسم الأخير على قضية السجناء البلغار. ويبدي الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على حد سواء انزعاجا من هذه النتيجة لأنهما اهتما بهذه القضية على مدى سنين عديدة. ولم تتمالك المعارضة الفرنسية نفسها فقالت: من تتصور نفسها ساركوزي هذه، وزير خارجية ورئيس وزراء في نفس الوقت؟

وأضفى نجاح  سيسيليا خلفية سياسية جيدة على الزيارة التي قام بها زوجها ساركوزي إلى طرابلس في اليوم التالي!!

وبعد أن لعن القائد الليبي معمر القذافي أمام الملأ الإرهاب وتخلى عن عزمه على تصنيع سلاح نووي أصبحت الولايات المتحدة وبريطانيا فقط ضمن أصدقائه. ويستطيع الرئيس ساركوزي الآن الاستفادة من هذا النجاح من خلال إبرام عقود مربحة للوصول إلى موارد الطاقة الليبية والحصول على مساعدة طرابلس في وقف تدفق المهاجرين غير القانونيين إلى جنوب أوروبا.

وحصلت فرنسا حاليا على السيدة الأولى التي تلقب الآن بالأميرة ديانا الفرنسية على انطلاقتها الإنسانية. وأنا واثق من أن نجاحات سيسيليا ساركوزي الدبلوماسية لن تقتصر على تحرير المواطنين البلغار الستة. وسننتظر بقلب مفعم بالأمل على سبيل المثال الوقت الذي ستبدأ فيه بمعالجة قضية نشر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا!

فلاديمير سيمونوف، معلق نوفوستي السياسي
(202)    هل أعجبتك المقالة (191)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي