أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الجندي المجهول" فيلم من داخل وعر حمص يكشف حقيقة حصار ميليشيا حزب الله للحي

صورة من الفيلم

"من تحت الركام تتفتح زهور الفكرة، تلتقطها عدسة شاب مكبّل بالحلم، قرر أن يبقى له أسيراً وألا ينفك عنه حتى يحققه". بهذه الكلمات علقت الصحفية "إيمان محمد" على تجارب السينما التسجيلية الجديدة في حمص، ومنها فيلم "الجندي المجهول" الذي أنتجه "تجمع أنصار الثورة".

و"يحكي عن مقاتلي حمص المجهولين الذين تركوا أهلهم أطفالهم وربما مدنهم، وفضلوا البقاء على جبهات العز والشرف دفاعاً عن حياة الأبرياء تحت قصف قوات النظام، وتحديداً قرية المزرعة التي أذاق شبيحتها أهالي الحي الويلات من خلال قصفهم المتواصل للحي" -كما يقول مخرجه الناشط "همام أبو الزين".

ويوضح المخرج لـ"زمان الوصل" أن "فيلم الجندي المجهول يسلط الضوء على برج الحافظ الذي شكّل حالة من التخبط وعدم الاستقرار بين صفوف حزب الله وقوات النظام بعد الهزيمة التي تلقاها النظام داخل هذا البرج. ويكشف الفيلم حقيقة من يحاصر حي الوعر بحمص وهي مليشيات حزب الله اللبناني وليس قوات النظام والدليل على هذا الكلام –كما يؤكد مخرج الفيلم- هو رفعهم للرايات الخضراء والسوداء وأعلام حزب الله اللبناني".

وحول سبب اختياره لاسم "الجندي المجهول" الملتبس في أذهان الناس، وما دلالات هذا الاسم من وجهة نظره قال الناشط همام أبو الزين: "الجندي المجهول في فيلمي ليس كما يعتقد الناس أنه مجهول الهوية ولم يُر أبداً، ولكنه بين ظهرانيهم.

ويردف الناشط أبو الزين أن "الجندي المجهول هو ذاك المجاهد الذي ترك أهله وعائلته وربما مدينته لكي يستبسل بالدفاع عن الناس، وهو الذي رفض الظهور بسلاحه وعتاده أمامهم لأنه يعلم أن هذا السلاح أتى للدفاع عنهم وليس لرفعه في وجههم، وهؤلاء –حسب مخرج الفيلم- هم الجنود المجهولون في أرض الرباط منطقة الجزيرة السابعة في حي الوعر التي كانت الحيّز المكاني لإنجاز الفيلم. 

وكشف المخرج أبو الزين أن "ظروف التصوير كانت محزنة ومفرحة في نفس الوقت، فهي محزنة عندما نرى أحد المجاهدين وقد مضى على غيابه عن أهله أربع سنوات ومن أهله من استشهد أو اعتقل، أما الجانب المفرح فيتمثل في إصرار المقاتلين وعزيمتهم بالبقاء والصمود والاستبسال بالدفاع عن أهاليهم المحاصرين وتقديم أرواحهم رخيصة لأجل هذا الهدف".

وألمح أبو الزين إلى أن مفارقات كثيرة تخللت إنجاز فيلمه ومنها احتفاظ المقاتلين بروحهم المعنوية العالية، وإشاعة النكتة الحمصية والتغلب على الصعوبات التي تواجههم من قصف عنيف باسطوانات (tnt) وكافة أنواع الأسلحة ومواجهتها بتفاؤل وأمل بنصر قريب وبسمة لا تغيب عن وجوههم.

وأكد المخرج أنه تعرض للكثير من المخاطر من خلال استهدافه من قبل القناصين التابعين لنظام الأسد بسبب قربه الكبير من نقاطهم أثناء تصوير فيلمه. 

وحول تفسيره لكثرة الأفلام التسجيلية في حمص خلال السنوات الماضية وإلامَ يشير هذا الأمر من وجهة نظره، قال الناشط "همام أبو الزين" إن "كثرة هذه الأفلام بسبب التعتيم الإعلامي الكبير لمدينة حمص خصوصاً وبما يجري في سوريا عامة"، مضيفاً أن "الجهود الإعلامية تكاتفت لخلق شيئ جديد ألا وهو الافلام التسجيلية أملاً من الناشطين والفنانين في تحريك الضمير العربي والعالمي".

وشارك فيلم "الجندي المجهول" وهو التجربة الإخراجية الأولى للناشط "همام أبو الزين" ضمن مهرجان حمص للأفلام التسجيلية الذي أُقيم مؤخراً في حي الوعر وتم إدراجه ضمن الأفلام المكرمة في المهرجان.



فارس الرفاعي - زمان الوصل
(187)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي