أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدعوة إلى السلام مع سورية.. خدعة إسرائيلية جديدة؟

أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس أن إسرائيل حان لها أن تبدأ مفاوضات السلام مع سورية. وانضم الرئيس الإسرائيلي الجديد بالتالي إلى من يدعون في إسرائيل وخارجها إلى ضرورة تحريك عملية السلام على "المسار السوري".

بيد أن من ينشدون السلام بين إسرائيل وسورية لا يزالون بعيدين عن التفاؤل لوجود عقبة منيعة على هذا المسار تتعلق بمرتفعات الجولان.

فإسرائيل لم تكتفِ باحتلال هضبة الجولان خلال "حرب الأيام الستة" بل أقدمت على ضمها متحدية قرارات مجلس الأمن الدولي. وكشفت إسرائيل بذلك عن عدم رغبتها في خوض مفاوضات السلام مع سورية حتى بعد أن وقعت اتفاقية سلام مع كل من مصر والأردن.

وعندما زرت الشرق الأوسط بصفتي وزيرا لخارجية روسيا في أبريل 1996 قال لي شيمون بيريس الذي تولى حينذاك منصب رئيس وزراء إسرائيل: "لا يلزمنا إلا وسيط واحد" يتوسط بين إسرائيل والعرب مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي الوسيط اللازم.

وقال لي الرئيس السوري حافظ الأسد وقتذاك إن هدف هؤلاء هو أن تواجه سورية إسرائيل في النهاية وجها لوجه لكي يُملوا عليها شروط التسوية. وأضاف الرئيس الأسد أنه سيبذل كل ما بوسعه لتجنب ذلك.

وأظن أن دعم دمشق لحزب الله وحركة حماس هذا أيضا يندرج في مواجهة مخططات من هذا النوع.

وعندما استقبلتُ بصفتي رئيسا للحكومة الروسية في عام 1999، قال لي بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك إنه مستعد للتحول للتركيز على المسار السوري من أجل تأجيل حل مسألة الدولة الفلسطينية، ولكنه يرفض إعادة الجولان إلى سورية.

ولا تزال إسرائيل تتشبث بموقفها الرافض لإعادة الجولان إلى سورية. والدليل على ذلك أن بيريس قال في رد له على مبادرة السلام العربية "نرحب باعتراف العرب بإسرائيل" من دون أن يذكر أن المبادرة العربية تنص على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبلدان العربية إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية التي تحتلها منذ عام 1967 انسحابا كاملا.

يفغيني بريماكوف، أكاديمي روسي - نوفوستي
(167)    هل أعجبتك المقالة (170)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي