أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين إعلام الثورة والنظام .. كتر الحكي يا شام .. ضياء الميداني

.. أقدمُ عاصمة في التاريخِ..عاصمةُ الأمويين..وعاصمة الياسمين
وفي روايةٍ أُخرىَ.. عاصمةُ الهاون والاعتقالات.. والتقنين
دمشق الهادئة والحياة الطبيعة التي تسير على قدمٍ وساق ..حسبَ ما يزعمُهُ إِعلام النظام
أهل دمشق المتخاذلون والخائنين والذينَ يَعيشون عيشةً 5 نجوم دونَ الإكتراثِ لماَ يحصلُ في عمومِ البلادِ حسبَ ماَ يُروِّج إليهِ بعض إعلاميي الثورة
أمّا في عيونِ أهلها و ساكنيها ..فهي عاصمتهم المحتلة
فلو كان لدمشق أن تتكلم ,لشكت حالاً.. 
أصبحت القيود فيها تتسع لتشمل المدينة بأكملها
تقيّد شوارعها ومنازلها ..حضارتها وتاريخها,
فقد أصبح أبنها غريب , وحرها مقيّد ...وشريفها خلف الحديد 

هي العاصمة التي لا يمكنُ وصفها إلا انها معتقلٌ كبير لأكثر من ستةِ ملايين مواطن سوري بينَ ساكنٍ و مُهجر من باقيِ المحافظات , فهيَ باتت تخضع لحصارٍ عسكريٍ هائل ,تكادُ تخالَها منطقةٌ عسكرية
فهيَ تغصُّ بأعدادٍ ضخمة من عساكرِ يتخذون عدةِ جنسيات وعدة مسميات كـ خدام السيدة زينب , ولواء ابو الفضل العباس , والقوات الخاصة ,الفرقة الرابعة والعديد من الاسماءِ.. ..
تكادُ لا تطرف لكَ عينٍ إلا وتقع على احدِهم يرتدي زياّ مموهاً يحملُ سِلاحاً ,تراهم في الشوارعِ في الساحاتِ في الأسواقِ و في أقبيةِ الأبنية السكنية
ناهيكَ عن حواجزِهم التي تُرفرف بها راياتُهم الطائفية على الحانِ الأغاني التي تعزفُ على ذاتِ اللحن الطائفي ,
لديهم الوقاحة الكافية ليتخذُوا إِذلال الناس للتسلية وانتهاك الأعراضَ هوايةً وسحب عدد كبير من الشباب للإحتياط
أو اقتيادهم للعملِ سخرة في حفرِ الأنفاقَ على الجبهاتِ المشتعلة في أطرافِ دمشق أو أخذهم لمعتقلات الموت التي امتلئت بمئاتِ الدمشقيين
حتىَ أصبح من يخرج من منزلهِ يخرج على دمهِ ليؤمن القوتَ لأهلهِ و أولادهِ ولا يَعلم إنّ كانَ سوفَ يعود او لا, لأنهُ أصبحَ في زمنٍ انطبقَ فيهِ المثل الدمشقيِّ القائل : "الطالع مفقود والراجع مولود.. "
أو حتى إن لم يخرج وبقي مُحصناً بمنزلهِ, لن يسلم من شرورِهم , فحملات الدهم والأعتقالات التي يشنّوها بشكلٍ شبهُ يوميّ تلاحقه داخل المنازل بالإضافة إلى سحب الشباب للإحتياط
وإذا استمرَ هذا الحال سيأتي يوماً على العاصمةِ تُعلن فيه انها خالية من أبنائِها...
فهناك إيضاً طائرٌ أسود يحملُ معه الموت, يُحلّق في سماءِ العاصمة المحتلة , يتغذى على دماءِ المواطنين ,
ويتواجدُ بكثرةٍ في أماكنِ المدنيين والبيوت السكنية والمحال التجارية, يسمى بالهاون ,
فسقوط تلك القذائف أصبحَ سنّة معتادة ,حتى أصبحنا نستغرب أن يمّرَ يومٌ دون ان يُسجل سقوط عددٍ من القذائفِ ودون أن تُخلف ورائها شهداءً وتقتل أطفالاً وترمل نساءً ,وتهدم بيوتاً أصبحَت خالية من الماءِ..!
لأنّ الماء على عكس الهاون, فقد تبقىَ مقطوعةُ لأسبوعٍ كامل دونَ أنّ تأتي وإنّ أتت فقد تأتي باستحياءٍ كالضيفِ الخجول متعطراً برائحةٍ كريهة كالمازوت, ثم تذهب دون أنّ تترك الفرصة لوداعِها عبرَ ملئ خزان المياه
وانقطاع التيار الكهربائي زاد الأمر سوءاً بسبب عدم المقدرة على تشغيل مضخات المياه , لأن قطع الكهرباء اصبح فرض يومي , طويل الأمد فقد يبقى لأكثر من 15 ساعة وقد تبقى لعدة ايام مقطوعة لتقطع معها صوت العاصمة ونبضها وتسكت صوتها وصوت أهلها عن العالم
لتصبح دمشق لا تسمع ولا تتكلم ,,فقط تُذبح وتتألم 
تتألم بصمت حيث يضطر البعض إلى اللامبالاة أحياناً .. لتنتصر الحياة على الظلم وعلى جميع أشكال الموت والأعتقال
لأن الترقب كبير لقادم لا يعرف شكله أحد ..
تتوقف الحرب يوم
وتعود أسابيع ... 
ماذا سيحدث بعد شهر ؟
بعد اسبوع ؟ ... غداً ؟ ... بعد ساعة ؟ ... بعد قليل ؟
لا أحد يعرف

مساهمة لـ"زمان الوصل"
(178)    هل أعجبتك المقالة (182)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي