أعلن الوسيط الدولي ستافان دي ميستورا أنه سيبدأ في أيار/مايو مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع في سوريا لاستطلاع مدى رغبتهم بالتوصل لاتفاق سلام، محددا نهاية حزيران/يونيو موعدا لتقييم نتيجة هذه الجهود، حتى وإن بدا أنه لا يعلق آمالا كبيرة على فرص نجاحها.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا للصحافيين إثر مشاركته في جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي إن هذه المشاورات ستشمل إضافة إلى مندوبين عن النظام والمعارضة، ممثلين عن المجتمع المدني وأطرافا إقليمية معنية بالنزاع المستمر منذ آذار/مارس 2011.
وأوضح دي ميستورا أن هذه المشاورات ستشمل إيران لأنها "لاعب مهم في المنطقة"، ولكنها لن تشمل الجماعات "الإرهابية" مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح أن الهدف من هذه المشاورات هو "اختبار" مدى رغبة أطراف النزاع في "تضييق الهوة" التي تباعد بين مواقفهم.
وقال "بحلول نهاية حزيران/يونيو سيكون بمقدورنا أن نقيم ما إذا كان هناك التقاء على المشاكل
الأساسية وأن نرفع تقريرا بذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة".
وأضاف أنه "على الرغم من عدم إحراز تقدم، فنحن لا نزال مقتنعين بأن هذه هي الطريقة الوحيدة" للتعامل مع النزاع الدائر في سوريا.
واعتبر المبعوث الدولي أن الوضع الإنساني الكارثي في سوريا، الذي بحثه مجلس الأمن صباح الجمعة مع سفيرة المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين النجمة الهوليودية انجلينا جولي، "يؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود للتوصل إلى عملية سياسية".
وخلال الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي أبلغ دي ميستورا أعضاء المجلس الـ15 أنه لا يعلق آمالا كبيرة على فرص نجاح استراتيجيته الجديدة، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.
ونقلت مصادر دبلوماسية عن المبعوث الدولي قوله إن "الفرص والظروف لبدء عملية انتقال سياسي ليست افضل مما كانت عليه قبل ستة أشهر" وان النظام السوري والمعارضة لا يبديان "رغبة جديدة في التفاوض".
ولكنه شدد على أن الأمم المتحدة "لا تزال مقتنعة بضرورة إعادة تفعيل حل سياسي"، بحسب ما أضافت المصادر نفسها.
وأوضح الوسيط الدولي أن الحوار الذي يعتزم إطلاقه كناية عن مشاورات غير رسمية منفصلة لاستطلاع مواقف كل من نظام الأسد والمعارضة والمجتمع المدني ومعرفة ما إذا كان أطراف النزاع "مستعدين للانتقال (من مرحلة) المشاورات إلى مفاوضات"، يكون مرتكزها بيان جنيف، كما أضافت المصادر.
وبيان جنيف هو وثيقة وقعتها الدول الكبرى في 30 حزيران/يونيو 2012 كخطة لحل سياسي للنزاع في سوريا، وذلك في ختام أول مؤتمر دولي عقد في المدينة السويسرية بشأن الأزمة في سوريا وحمل اسم "جنيف1".
وكان متحدث باسم الأمم المتحدة قال في وقت سابق الجمعة في جنيف إن دي ميستورا سيبدأ مشاوراته في 4 ايار/مايو.
وأوضح أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة في لقاء مع صحافيين أن هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلون او مندوبون عن الأطراف المدعوة وخبراء ستستمر بين أربعة وستة اسابيع وستجري في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن إيران التي استبعدت من المؤتمرين الدوليين اللذين نظمتهما الأمم المتحدة حول سوريا في 2012 و2014 دعيت إلى هذه المشاورات.
وكان دي ميستورا اقترح مقاربة أخرى لتمهيد الطريق أمام إجراء مفاوضات بين أطراف النزاع في سوريا تقوم على تجميد المعارك في حلب أولا ثم تعميم هذه الهدنة المحلية على مدن أخرى لاحقا، إلا أن مقترحه باء بالفشل.
وعين دي ميستورا في تموز/يوليو 2014 موفدا خاصا للأمم المتحدة إلى سوريا خلفا للأخضر الابراهيمي الذي استقال في نهاية أيار/مايو 2014.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية