أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سياسيون وادباء ونجوم الفن ينعون الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودي"

شيع الآلاف من أهالي قرية الضبعية بالإسماعيلية شرق مصر الثلاثاء جثمان الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في جنازة عسكرية لدفنه بمقابر "جبل مريم".

وشارك في الجنازة العسكرية نخبة من الشخصيات الرسمية والشعبية والفنية.

وعجت مواقع التواصل بالتغريدات الحزينة على وفاة شاعر مصر وطالبوا بتخيلد ذكراه واقامة تظاهرة فنية وثقافية تحمل اسمه.

وكتب المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ومؤسس التيار الشعبي، أحد أبيات الشعر للراحل في تغريدة له: "احلى مايعمل إنسان في حياته ياولدي يزرع".

ووجه كلماته للأبنودي: "اطمن ياعبد الرحمن ضلك الأخضر باقي على وشوش الناس.. ضلك فوق راسنا.. ضلك بينور وش حبيبتك مصر".

ونعاه البرلماني السابق مصطفى بكري، قائلاً: "رحم الله شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي .. كان إنسانا نبيلا .. وطنيا جسورا .. كان يتحدث بلسان الناس.. ويعبر عن آمالهم وطموحاتهم.. كان يتمنى افتتاح متحف السيرة الهلالية لكن القدر لم يمهله".

واكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور عمار علي حسن، على أن الراحل لن يموت وذكراه ستظل موجودة مثل باقي المُبدعين.

وتذكر قائلاً على صفحته الشخصية بتويتر: "سمعت اسم عبدالرحمن الأبنودي في طفولتي مقترنا بالسيرة الهلالية، فظل يثير في وجداني شدو الربابة، وفروسية القبائل العربية الاصيلة".

وأعرب الفنان أحمد بدير عن حزنه الشديد لوفاة الشاعر الكبير مشيرًا إلى أنّ " الأبنودي عاصر الثورات التي مرت بها مصر وكان بكلماته مؤثرًا كبيرًا فيها وفي قلوب المصريين".

أما الفنان أشرف زكي فقال إن خبر وفاة الأبنودي نزل عليه كالصاعقة لأن "الخال" علامة بارزة في تاريخ الوطن، ومواقفه الشخصية تعبر عنه.

أما الأديب يوسف القعيد، فأعرب عن حزنه الكبير بسبب فقدان الوطن العربي للشاعر الكبير، مؤكدًا أنه قامة فنية كبيرة أثّر في وجدان وتاريخ مصر بكلماته وشخصيته الوطنية.

ونعى الموسيقار هاني شنودة، الأبنودي بكلمات محزنة وبكى قائلًا كلمات من أشعاره "كل الحاجات بتفكرني وعيون حيرتها تحيرني والذكرى مش بتصبرني تمر صورتك أتبسم".

ولفت الفنان أشرف سيف إلى أنه "استمرارًا لمسلسل الحزن، رحل آخر من تبقى من جيل عظماء الأغنية المصرية، هذا الجيل الذي صنع لنا زمن الفن الجميل الذي تربينا عليه وأصبح المُكون الأساسي لذكرياتنا ولحظات انتصارنا وانكسارنا".
ونعى رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر ببالغ الحزن الشاعر الكبير.

وجاءت التغريدات على تويتر مليئة بالتعبيرات الحزينة، وتداولوا قصائده، وكتب عبدالرحمن الغامدي "الله يرحمك كنت إنسان رائع".

وجاء تعليق عمر "الله يرحمك ويغفر لك يا خال"، فيما قال رمضان: "الله يرحمك يا فنان"، وكتب هاني ابراهيم "الله يرحمك يا خال وفي الجنة إن شاء لله".

وقالت نهى المصرية "يعز علينا يا غالى وداعك أهديت لمصر كلها ورودك وأعطيتها من قلبك وروحك".

والأبنودي ولد عام 1939م في قرية أبنود في محافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني علي حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها.

ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب "أيامي الحلوة" الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.

وقدم العديد من الأعمال الغنائية الدرامية لعدد من المسلسلات التي عرضت خلال السنوات الأخيرة، ومنها مسلسل "الرحايا"، وكتب أول قصيدة بعد ثورة 25 يناير اسمها "الميدان"، والتي كانت من تمائم الثورة في تلك الفترة، ثم كتب العديد من الأعمال في ثورة 30 يونيو.

وحصل الأبنودي على لقب "تميمة الثورات المصرية"، فهو مغني الشعب بعد النكسة بأغنية "وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها"، وصاحب صرخة "مسيح"، إضافة إلى العديد من الأعمال الإبداعية منذ منتصف الخمسينيات، وحتى الآن مروراً "بالسيرة الهلالية" و"الأحزان العادية" و"المشروع الممنوع" و"صمت الجرس"، و"عمليات" و"أحمد سماعين"، وأعمال كثيرة أثرى بها الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي. واشتهر الشاعر الكبير الراحل بلقب "الخال".

وعايش الأبنودي التحولات السياسية والإجتماعية والاقتصادية في مصر، وانتقد بشكل لاذع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كما تعرض للسجن لمدة 4 شهور في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، رغم تأييده له، وذلك على خلفية أشعاره التي انتقدت مسؤولين كبارا أنذاك وسرت بين العامة كما النار في الهشيم.

وألف الأبنودي 22 ديوانا شعريا أبرزها "الأرض والعيال" و"السيرة الهلالية" و"الاستعمار العربي "و "الزحمة"و"عماليات" و"جوابات حراجى القط" والفصول" و"أحمد سماعين" و"أنا والناس" و"بعد التحية والسلام" و"وجوه على الشط" و"صمت الجرس"، و"المشروع والممنوع"، و"المد والجزر"، و"الأحزان العادية" و"الموت على الأسفلت" و"المختارات"، كما ألف كتاب "أيامنا الحلوة".

وتبقى قصيدة الميدان واحدة من أهم قصائد الشاعر الكبير والتي أطلقها في ذكرى ثورة 25 يناير 2011.

كما ألف الأبنودي العديد من الأشعار لمغنين كبار أمثال عبدالحليم حافظ الذي كتب له أغاني "عدى النهار" و"أحلف بسماها وبترابها"، "ابنك يقول لك يا بطل"، "أنا كل ما أقول التوبة"، "أحضان الحبايب".

وألف كلمات أغنية"عيون القلب" للسيدة نجاة الصغيرة بالإضافة إلى أغنية قصص الحب الجميلة ، وكلمات أغاني "آه يا أسمراني اللون"، "قالى الوداع"، وأغاني فيلم "شيء من الخوف" للفنانة شادية.

وحصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي.

ويبقى أجمل ما قيل في الأبنودي على لسان الكاتب محمد توفيق، الذي قال فيه "الأبنودي مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن".

صحف
(162)    هل أعجبتك المقالة (150)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي