أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتهاء العاصفة وبدء خيبة الأمل.. د. عوض السليمان*

العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم - أرشيف

أعلنت دول التحالف العشري عن انتهاء عاصفة الحزم، وعلى الفور بدأت خيبة الأمل تسيطر على الشارع العربي من هذه العملية التي لم تفعل أكثر من تقليص  قدرة الحوثيين قليلاً في اليمن .

أخطأ كثيرون عندما ظنوا أن النظام الرسمي العربي سينصر الشعب اليمني، أو يذهب أبعد من ذلك فيمنع العربدة الإيرانية في المنطقة. والملاحظ  لتصريح وزارة الدفاع السعودية يفهم ذلك على الفور،  فقد قال البيان " إن العمليات أزالت التهديدات على الممكلة ودول الجوار، وأن العاصفة تمكنت من تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية للحوثيين" ويؤكد هذا التصريح ما ذهبنا إليه سابقاً بأن الحملة لا تهدف إلى نصرة الشعب اليمني وحماية الأمة الإسلامية والعربية من العدو الإيراني – الشيعي، وإنما ينحصر هدفها  في إضعاف الحوثيين وحسب.

عبارة أخرى في بيان وزارة الدفاع السعودية تؤكد هذه الفكرة " إن عاصفة الحزم أدت إلى فرض السيطرة الجوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة".

البيان السابق تجاهل التحليل الدقيق لظاهرة الحوثيين في اليمن ولم يستطع حتى إقناع  الذين أيدوا عاصفة الحزم ونحن منهم، فالحوثيون لا يهددون اليمن ولا المملكة، إنهم الأداة وحسب،  فإيران هي التي تخطط لاحتلال الدول العربية وجعل عاصمتها بغداد، بل وتهدد وجود المسلمين في كل مكان في العالم. وإذا كان النظام الرسمي العربي يريد التخلص من أداة الجريمة "الحوثيين" ويبقي على المجرم "إيران" فلا حاجة أصلاً لتلك العاصفة ولا قيمة لها على الإطلاق.

من المؤكد أن هناك صفقة أمريكية - إيرانية، جعلت طهران تتخلى عن عصاباتها في اليمن إلى حين، ويبدو أن إيران خرجت رابحة من هذه الصفقة على عدة مستويات.

اتفاق نووي وإعادة تأهيل أمام المجتمع الدولي لدرجة أن أوباما يؤكد أن إيران ليست خطراً على شعوب المنطقة وإنما الخطر هم أهل المنطقة أنفسهم. رفع للعقوبات الاقتصادية والسياسية وتراكض غربي للاستثمار وفتح السفارات  وستكون إيران شريكاً فعلياً للولايات المتحدة في محاربة "الإرهاب السني" أينما وجد.

ليس فحسب، بل استطاعت إيران من خلال هذه المسرحية  الحصول على الصواريخ الروسية إس 300، وما جعجعات البيت الأبيض حول قلقه من تلك الصواريخ إلا كجعجعة أوباما عند الحديث عن شرعية الأسد، ثم طلب التفاوض معه بل والتعاون مع نظامه.

الأهم من كل ذلك أن إيران وسعت نفوذها في سوريا والعراق وأصبحت اللاعب الرئيس بلا منازع، وهذا أهم لها من اليمن وأعلى لمصالحها الاستراتيجية،  كما ساهمت طهران والعاصفة أيضاً، بتوسيع الشرخ بين الشارع العربي وقياداته، إذا يتساءل المواطن العربي عن هجوم التحالف العشري على الحوثيين، وترك فارس تعيث فساداً في قلب العروبة والإسلام دمشق وبغداد.

ولا شك أننا نتساءل، كيف يمكن لهذه الدول أن تنتفض ضد الحوثيين، وتترك فلسطين بيد الصهاينة سبعة عقود، وكيف تقاتل في اليمن وتترك الأحواز لإيران وكيف تتنازل عن جزر الإمارات المشاركة نفسها في عاصفة الحزم، وكيف تسكت أنظمتها على نصف مليون شهيد في سورية وملايين المهجرين، وعن تسليم العراق ولبنان للميليشيات الشيعية

الأخطر من كل ما تقدم، أن العاصفة لم تهدف للقضاء على الحوثيين أو استئصال شأفتهم، فالولايات المتحدة لا تقبل بذلك وهي تحتاج إليهم دائماً، للضغط على دول المنطقة  عند الضرورة،  وإنما كان هدف الحملة إجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقد تحدث بعض المسؤولين السعوديين عن الحوثيين كمكون يمني رئيسي "وأن الرياض  تنتظر خبرا منهم يمكن البناء عليه".

إذاً هي خيبة أمل تسيطر على الشارع العربي يمكن رصدها في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي استقصاءات الرأي التي بدأت تظهر هنا وهناك، وتشتد هذه الخيبة بين أولئك الذين ظنوا أن العاصفة ستنتهي في اليمن لتبدأ في سورية، وإذ بها تنتهي في اليمن بمكاسب إيرانية، ودون التفكير في دمشق التي أصبحت لقمة في يد الفرس والميلشيات الشيعية تنهشها كيف تشاء.

*من كتاب "زمان الوصل"
(143)    هل أعجبتك المقالة (138)

سورية حرة

2015-04-24

سياسات الدول العربية عشوائية انفعالية و لهذا لم يتقدموا و لن يتقدموا . هناك سؤال وجيه لماذا بدأت عاصفة الحزم و لماذا اانتهت ..


أمين تفات

2015-04-24

أنا أتفق معك في كل كلمة ذكرتها، ولكن هناك توجه عام عند العرب أن ملك السعودية الجديد سيكون مختلفاً وسيفعل ما لم يفعله أسلافه، وبعضهم يطلق عليه فيصل الجديد، الا تخشى أن يكون ذلك صحيحاً، وأقصد بالخشية ان تكون قد أخطأت في تحليلك، هل يجب فعلاً الانتظار قبل التحليل، أم أن التحليل يسبق دائماً ويصدق دائماً، سنرى في قابل الايام ما يحدث، ولكن بالفعل عند الاستماع إلى بيان وزارة الدفاع السعودية، وتلميحهم إلى جواب الحوثيين تبقى مندهشاً فاتحاً فمك، وسيأتيك بالاخبار من لم تزود.


أبو إسحاق

2015-04-24

الحكام العرب يفعلون في اليمن ما فعلوه في سورية : فو سورية يقاتلون داعش أو مجموعات أخرى و رأس الأفعى هو بشار و سبب كل الجرائم و كل الألم هو بشار. و في اليمن " يقاتلون " الحوثيين و سبب العربدة هو إيران. يخدعوننا بالشكل لكي ننسى المسألة الرئيسية في الشرق الأوسط و هي إيران..


بشير الزعبي

2015-04-25

الحقيقة إنني متفائل بملك السعودية الجديد.


حامد القحطاني

2015-04-25

يغمز السوريون من قناة المملكة وملكها أطال الله عمره، باختصار لأننا نعيش في رفاهية ودين وخير عظيم، ونستطيع أن نفعل ما نشاء وأن نأمر الدول الكبرى فتفعل لنا ما نشاء...أين أنتم منا..


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي