أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المتهربون من الخدمة العسكرية في اسرائيل في إزدياد

كلمات شمعون بيرس التي أطلقها معقبًا على صفقة التبادل مع حزب الله، وشدد خلالها على أن إسرائيل انتصرت أخلاقيًا بإعادة جنودها الذين يوجد معهم التزام في هذا الجانب، تحمل في طياتها جملة من الرسائل والأهداف، من ضمنها رفع معنويات الجنود، وإحياء حافزيه التجنيد بشكل عام في المجتمع الإسرائيلي.

عبر إقناع الشبان ان قيادتهم السياسية ملتزمة معهم، وتقف إلى جانبهم دائمًا، ولن تتخلى عنهم في أحلك الظروف، وإن كان الثمن المطلوب لتحقيق ذلك مرتفعًا، مثلما حصل في صفقة التبادل الأخيرة.   وللطرح المقدم ما يبرره، فنسبة المتهربين من الخدمة العسكرية في إسرائيل ترتفع في السنوات الأخيرة، وتشير إحصائية حديثة أن 52% فقط من الشبان ينخرطون في الجيش، وفقط 16% من هؤلاء المنخرطين يخدمون لمدة عام كامل في الجيش. بينما 43% من الفتيات المتدينات لا ينضمون للجيش. وهذه الأرقام جاءت على لسان الكولونيل تسيكي سيلا، رئيس فرع التخطيط في دائرة القوى البشرية التابعة للجيش الإسرائيلي في المؤتمر الذي عقده مؤخرًا اتحاد المعلمين في إسرائيل تحت عنوان "خلق مستقبل".  

بعض الخبراء الإسرائيليين ينبسون ضخامة الأرقام السابقة إلى التطورات في العالم. مشيرين إلى أن الظاهرة تحمل صفة العالمية نتيجة تقلص أهمية الجيوش في المعارك.

 ولكن هناك من يرى، أن حرب لبنان الثانية وما حملت من انعكاسات سلبية على معنويات الجيش، ساعدت في تفشي ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلية، والتي لا تعتبر -على أي حال - مثارًا للمتعة، فاندماج الشخص في الجيش يعني تعريض حياته للمخاطرة.  

 وفترة التجنيد تبدأ دائمًا في ريعان الشباب، وفي إسرائيل يستقطع من الشبان فترة زمنية معينة تتراوح بين عامين (أو اقل إذا كان الحديث يدور عن مجندات) إلى ثلاثة أو أربعة أعوام إذا كان الحديث يدور عن مجندين وضباط، وهذه فترة يفضل بعضهم عيشها  بحرية بعيدًا عن العسكرية، وما تحمله من مسؤوليات وانضباط.   بينما تحاول قيادة الجيش الإسرائيلي تعبئة الشبان للالتحاق بالخدمة العسكرية من مبدأ حافزية البقاء والوجود، من خلال الحديث الدائم عن التهديدات المحدقة بوجود الدولة ككل، ويقولون هناك الخطر الإيراني، وحزب الله، وحركة حماس، وبشكل عام حركات الجهاد العالمي، والتي تهدد على الدوام باستهداف مصالح إسرائيل الداخلية والخارجية.

 ولكن تأثير هذا الحافز تآكل وقل في السنوات الماضية، نتيجة تواصل الاخطار، فإسرائيل بشكل عام دولة لم تخلع البزة العسكرية منذ إعلانها عام 1948.  

كما أن إسرائيل لم تعد هي ذاتها قبل 60 عامًا، حيث كانت الحافزية الأساسية للخدمة العسكرية خليطًا بين حافزية البقاء وحافزية الإيديولوجية.

ففي السنوات الأولى من قيام الدولة العبرية، نبع مبدأ الانضمام للجيش من مبدأ "الإسرائيليون أقلية مقابل أكثيرة"، فكان الإحساس الأساسي هو أن التجنيد أمر ضروري من اجل البقاء.

 هذه الحافزية، هي حافزية البقاء: "كل إنسان يستطيع حمل السلاح: رجال، نساء، صغار السن.. فليحمله".

 واستمرت هذه الحافزية سنوات طويلة، إلى أن بدأت تخبو في السنوات الأخيرة.   أيضًا لم يكن بمقدور الفرد الإسرائيلي قبل 50 عامًا الإعلان عن رفضه للخدمة العسكرية، كان سيعتبر متهربًا، خائنًا، أو كان كأنه غير موجود.

فالشعارات التي كانت رائجة آنذاك هي "كل البلاد جبهة"، "كل الشعب جيش". ولكن في الوقت الحاضر، ثمة قطاعات في اليسار الإسرائيلي تعبر عن الايد ولوجيا بالامتناع عن الخدمة العسكرية أو عدم الخدمة في قطاعات معينة، وكذلك هناك القطاع الأصولي الذي يتبنى إيديولوجية "التفرغ للتوراة". 

  بالإضافة لما ذكر، تتصل عملية التهرب من الخدمة العسكرية في إسرائيل، بفقدان الثقة بالقيادة العسكرية، فقبل عقود كان يقف على رأس الأجهزة العسكرية والأمنية رجال من نخبة الاستيطان اليهودي في إسرائيل.

وكانت عائلات عيزار وايزمن، حاييم هيرتسوغ، موشي دايان واسحق رابين جزء من النخبة الإسرائيلية قبل ان ينخرط ابناؤها في وظائف رفيعة المستوى.

 ولما كان الموضوع الأمني هو الأهم من الناحية الإيديولوجية فقد تجندت النخبة لصالحه. 

  ولكن حافز الايدولوجيا المتصل بالشرعية والإيمان القوي بعدالة النهج، تعرض في إسرائيل لضربة قوية، فاستخدام القوة المفرطة غيرة المبررة بحق الفلسطينيين، جعل الكثير من الإسرائيليين ينقطعون عن الخدمة ويتهربون منها.

ايلاف
(113)    هل أعجبتك المقالة (102)

راضي عاقل

2008-07-21

هذا النوع من الأخبار يصيبني بالقرف، أعرف أنه لن ينشر تعليقي وأنكم لستم قادرين على نشر تحقيق عن التهرب من الخدمة والرشاوي و"التفييش" في سورية، ولكن ألا تستطيعون الحركة ضمن الهامش الممنوح لكم في الاهتمام بشؤون سوريا عوضا عن هذا ؟ ألا تستطيعون نشر تحقيق عن الشباب السوري الذي يقبل بشروط مجحفة في الخليج كي يتخلص من الخدمة فقط ؟ وقيمة البدل الظالمة ؟ حاولوا أن تتجاوزا اللغة الخشبية، فمع اعترافي بضيق الهامش يمكن المناورة قليلا وعمل أفضل من نشر هذه المعلبات. تقبلوا تحياتي .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي