تحت عنوان "ملفات سرية تكشف هيكل الدولة الإسلامية"، تقفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية آثار التنظيم، وتاريخ نشوئه، عبر التعرف إلى هوية أهم رجال التنظيم ومخططيه على الإطلاق.
وقالت المجلة إن "سمير عبد محمد الخليفاوي" الملقب بـ"حجي بكر" كان أبرز وجوه التنظيم وصانعي سياساته، معتمدا على خلفيته الاستخبارية عندما كان ضابطا في "المخابرات الجوية" التابعة للجيش العراقي، أيام صدام حسين .
وأبانت المجلة أنها استندت في معلوماتها إلى وثائق مؤلفة من عشرات الصفحات، صاغها "حجي بكر" وحصلت عليها بعد مفاوضات طويلة مع "الثوار" في مدينة حلب، الذين استولوا على تلك الوثائق إبان طرد التنظيم من عدة مواقع في ريف حلب أوائل 2014.
وأكدت "دير شبيغل" أن "حجي بكر" أشرف على خطة محكمة للسيطرة على شمال سوريا باستخدام أساليب مخابراتية، بينها المراقبة والتجسس والقتل والخطف، مستفيدا من خبرة ورثها إبان عمله في أعتى الأجهزة الأمنية التابعة لصدام.
واعتبرت المجلة أن "ما وضعه حجي بكر على الورق صفحة بصفحة، وتوزيعه للمسؤوليات.. لا يقل عن مخطط للاستيلاء"، واصفة خطة "حجي بكر" بأنها "خطة تقنية محكمة لدولة مخابرات إسلامية.. دولة خلافة تديرها منظمة تشبه وكالة مخابرات ستازي الداخلية الشهيرة في شرق ألمانيا"، و"ستازي" هي من أسوأ أجهزة المخابرات صيتا حول العالم، نظرا لأساليبها القمعية "المبتكرة" التي حاولت من خلالها كتم أنفاس الألمان "الشرقيين"، وضمان استمرار تبعيتهم لـ"الاتحاد السوفياتي" طوال عقود.
وقد تدرب على يدي "ستازي" كثير من رجال المخابرات التابعين للأنظمة العربية، وفي مقدمتهم مخابرات نظام الأسد وصدام حسين.
ونعت تقرير المجلة "حجي بكر" بأنه شخص "ناقم وعاطل"، على خلفية حل سلطات الاحتلال الأميركي الجيش العراقي عام 2003 بعيد غزو البلاد.
وقد التقى "حجي بكر" القائد السابق في تنظيم القاعدة "أبو مصعب الزرقاوي"، وسجن لمدة عامين بين 2006 و2008 في السجون الأميركية وخصوصا سجن أبو غريب.
وفي عام 2010، وضع "حجي بكر" بالتعاون مع مجموعة من الضباط العراقيين السابقين مخططه "الاستراتيجي المهم"؛ لتعيين "أبو بكر البغدادي" على رأس تنظيم الدولة من أجل إعطاء بعد ديني للتنظيم، قبل أن يتحول "البغدادي" لاحقا إلى "خليفة".
وفي عام 2012، سافر "حجي بكر" إلى شمال سوريا للإشراف على تنفيذ خطته واختار البدء فيها بمجموعة من المقاتلين، بينهم اناس يفتقرون للخبرة من السعودية وتونس وأوروبا إلى جانب مقاتلين مخضرمين من الشيشان وأوزبكستان.
الصحافي العراقي "هشام الهاشمي"، الذي خدم أحد أقربائه مع "حجي بكر"، وصف الأخير بأنه كان قوميا وليس إسلاميا، وقد استعمل الدين كغاية تبرر الوسيلة.
ووصف تقرير المجلة "حجي بكر" بأنه "كان حاد الذكاء وحازما وبارعا في الرياضيات".
وفي مطلع 2014، تواردت أنباء عن مقتل "حجي بكر" في ريف حلب ضمن المعارك التي نشبت حينها بين التنظيم وفصائل عسكرية مختلفة.
ويمثل الكشف عن معلومات حول شخصية "حجي بكر" لاسيما انتماؤه إلى المخابرات الجوية العراقية.. يمثل هاجسا مرعبا آخر لدى السوريين، الذين ارتبط اسم المخابرات الجوية في أذهانهم بكل ما هو إجرامي، لكثرة ما عاينوه من ظلم هذا الجهاز، الذي أشرف "حافظ الأسد" على إنشائه بشكل شخصي، واختار له النظام على مدى عقود، أقرب المقربين له من ضابطه الطائفيين.
ترجمة: زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية