أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حين تتحول حدائق الوطن إلى مقابر لأبنائه.. "ريحان" يفوز بجائزة أول مهرجان سينمائي في حمص المحاصرة

الطفل فراس في فيلم ريحان

نال فيلم "ريحان" للمخرج "مهند الحمود" الجائزة الأولى في مهرجان السينما التسجيلية في حمص و"امتاز الفيلم بالإبداع في التصوير وقوة في العرض والإخراج وبمؤثرات صوتية ثرية وعلى درجة عالية من التميز والجمال، حاملاً رسالة انسانية ثورية مفادها: إننا مستمرون، وبأننا بهذه الأرض لسنا مجرد أرقام .. بل روح تنبض وتستمر"، كما جاء في تقرير لجنة المهرجان- الذي انتهت فعالياته أمس السبت.

وقال مخرج الفيلم مهند الحمود لـ"زمان الوصل" إن الفيلم "يحمل من داخل حمص كمية من تناقضات المشاعر، سيبكيكم كما لم تبكوا من قبل، وسيرسم ابتسامات على محيّاكم تمتزج بالدمع، لتعرفوا كم أن الأمل باقٍ رغم الألم، وسيبقى". 

وحول شعوره بفوز "ريحان" بالجائزة الأولى في المهرجان أشار الحمود إلى أن "هذا الشعور بالنسبة لي اختلطت لحظاته بدموع الفرح والحزن، وهي لحظات تشبه انتظار مولود جديد للإنسان، وكنت أرى هذه اللحظات في عيون متابعي الفيلم الذي يروي مأساة وطن أصبحت فيه حدائقه مقابر لأبنائه". 

وحول دلالة عنوان الفيلم -لمن لا يعرف رمزية الريحان- أوضح الفنان الحمود أن اختياره لهذا العنوان جاء بهدف تعزيز الأمل واستحضار الألم في الوقت عينه، فالريحان هو النبات الذي يوضع على قبور الشهداء وهو الذي يوحي بالإنبات والإخصاب والأمل القادم". 

وبكثير من التكتم الذي يفسره بعدم حرق المفاجأة بالنسبة لمن لم يشاهدوا الفيلم، قال الفنان الحمود إن فيلمه "يتحدث عن شخص محوري هو مدير مكتب دفن الشهداء، الذي نسلط الضوء من خلاله على المواقف المؤثرة بالنسبة له بعد المجازر وعن مقابر شهداء حمص، وعن مدى إصرار الأطفال وتعايشهم مع هذا الواقع، بالإضافة لحالة أحد المارين بالمقبرة بشكل يومي وتداعيات تجربة الاعتقال التي مرّ بها، مضيفاً أن "فكرة الفيلم حمصية بحتة سيعرفها مشاهدو الفيلم عند متابعته".

وتابع الحمود: "لا مجال للمزيد من التفاصيل عن الفيلم لأني لا أريد صراحة أن أحرق جمالياته". 

وعن ظروف إنجاز فيلم "ريحان" أشار الفنان الحمود إلى أن "هذه الظروف كانت شبه هادئة تقريباً مع قصف متقطع"، مضيفاً أن "المشكلة الأساسية التي واجهت فريق الفيلم هو سوء شبكة الإنترنت".

ولذلك كما يقول "تم التأخر في تسليم الفيلم، ولكننا والحمد لله استطعنا أن نشارك بالمهرجان في وقته". 

وأوضح المخرج الحمود أن الفيلم "يعتمد على مشاهد واقعية وسرد وثائق على لسان بطل الفيلم، كخطوط عريضة، لأن الفيلم قصير لا يتجاوز 20 دقيقة حسب شروط المهرجان".

وحول مشاركة الطفل فراس، الذي وُصف بصاحب أجمل ابتسامة، في فيلم "ريحان" أكد الفنان "مهند الحمود" أن "لفراس أكثر من مشهد في الفيلم تحدث فيها حول مدى معرفة الأطفال بما يدور حولهم وتعايشهم مع الواقع". 

وأشار المخرج "ريحان" إلى أن فيلمه سيعرض قريباً على إحدى القنوات المشهورة، وربما يشارك الفيلم في مهرجان bbc". 

وفيما إذا كان قد توقع لفيلمه الفوز بالجائزة الأولى في مهرجان السينما التسجيلية في حمص، كشف مخرج الفيلم أنه شعر بالخوف على مدى اليومين الماضيين حتى لحظة إعلان النتائج.

وأردف: "لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة الأولى لفيلمي، ولكني كنت أثق بالجهد المبذول فيه، ولكني نجحت وحصلت على المركز الأول من أصل خمسة أفلام مشاركة في المسابقة".

وحول اتجاهه كمصور فوتوغرافي إلى عالم السينما التسجيلية قال المخرج الحمود: "بصراحة لم تكن فكرة العمل في هذا المجال واردة قبل دعوتي للمشاركة بالمهرجان، ولكن فكرة المهرجان الذي جاء ليسد فقراً إعلامياً يعاني منه حي الوعر دفعني بهذا الاتجاه، لأن من واجبنا تسليط الضوء على طبيعة الحياة وأوضاع الناس فيه".

زمان الوصل
(132)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي