لا تستجلبوا مقت الله .. د.أسامة الملوحي

بسم الله الرحمن الرحيم

أصعب شيء في موافقة القول للفعل هو أن يكون أصحاب الحق صفا واحدا

أهم أمر يجب أن يوافق القول فيه الفعل عند المؤمنين هو أن يعملوا صفا واحدا فيكونوا على نسق واحد باتجاه واحد وهو وصف للكلمة العظيمة (الصف الواحد)

أهم أمر وأصعب أمر وأجلّ أمر يخص المجاهدين أن يقاتلوا صفا واحدا كأنه بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا ولا يزعزع بعضه بعضا.

كل من ستصله هذه الكلمات سيعرف أننا نشير الى آيات سورة الصف وأغلب المعنيين قالوا عندما ذكّروا بهذه الآيات أننا نمضي عليها ونحن ننصاع لها ولا مشكلة لدينا ونحن متجاوبون ومتفاعلون ومنفتحون والمشكلة دائما ليست عندنا...المشكلة في الآخرين الذين لا يتجاوبون ولا يستجيبون ولا يجيبون ولا يوجبون ولا ينجبون حلا ولا مبادرة ولا إطارا.

أمر عجب أن تتكلم مع كل طرف فيجيبك بتطابق عجيب مع ما أجاب به الآخرون المعنيون .... أتواصوا به أم أنهم غفلوا ...غفلوا عن الآيات التي يستنكر الجليل فيها أن يقولوا ما لا يفعلون في نفس اللحظة الحاضرة .... ألا يكون في زمن القول ولحظته فعل موافق للكلام بل ألا يكون هناك نتاج لعمل مواكب حاضر في لحظة القول ....

قول بزمن الحاضر وفعل بزمن الحاضر ولأن جهد الفعل وتأسيسه يحتاج وقتا أكثر وأطول من القول فالفعل هنا لابد أن يسبق القول ليكون التزامن واقعا عند القول....

رب العزة يقول لم تقولون أمرا لم تبدؤوا في إنجازه قبل القول.... والأمر المعني بمزامنة القول للفعل هو القتال في سبيل الله صفا واحدا متينا كالبنيان المرصوص.

فيا فصائل سوريا المجاهدة لم الفصام بين القول والفعل في صناعة الصف الواحد ودليل أنكم كذلك أن الصف ليس بواحد والبنيان ليس بمرصوص.... وقد علمتم في إدلب ما يفعل الصف الواحد والبنيان المرصوص.

وفي ذلك الفصام استجلاب لمقت الله الجليل بل فيه كبير مقت منه جل شأنه.... فاحذروا احذروا وحاذروا وحذّروا فلا طاقة لنا بمقت الله لنا بل لا هناء ولا بقاء ولارجاء إن مقت الله منا القول والعمل.

واستجلبوا حب الله بالقتال صفا واحدا .... لا يريد منكم الجليل انصهارا ولا انطباقا ولا زوالا لهياكلكم ومسمياتكم ولكن في القتال صفا واحدا باتجاه واحد وتماسك شديد .

هذا ما يحبه الله وفيما يحبه الله الفرج العاجل والنصر المؤزر والفتح المبين وهي درجات ثلاثة ما اجتمعت في أمة إلا نجت ثم عزّت ثم سادت.