أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من قلب حمص المحاصرة.. المهرجان الأول للأفلام التسجيلية يحاصر الحصار

من المهرجان - ناشطون

لم تقتل الحرب خلال السنوات الماضية رغبة الحياة في قلوب الحمصيين فانتصروا على الألم بالعطاء والإبداع وبدا هذا واضحاً من خلال اقامة المهرجان الأول للسينما التسجيلية الذي عُرضت فيه العديد من الأفلام التي أسهمت في صياغة تاريخ الثورة السورية بمختلف وجوهها وملامحها وتغيراتها علها "توقظنا من كابوس طال أمده على إشراقة صغيرة، تردّ لنا بعضا مما فقدته روحنا"، -كما جاء في كلمة المهرجان- الذي أقيم في مكان سري بإحدى المناطق المحاصرة لظروف أمنية، وخوفاً من بطش النظام وحقده على كل ما يتعلق برغبة الحياة.

 وتضمنت فعاليات المهرجان فيلمين طويلين وعدداً من الأفلام القصيرة ومنها ماصُور ليعرض أمام جمهور حمص ومن الأفلام المشاركة "ريحان" و"دفاتر العشاق" و"اغتيال حلب". 

الناشط "عمر نجم الدين" -  منظم المهرجان- قال لـ"زمان الوصل" إن "فكرة المهرجان جاءت من أجل تحقيق نقلة في العمل الإعلامي الثوري في مدينة حمص, وهدم الركود الحاصل في هذا الجسم المفصلي في الثورة، إضافة إلى أنه يمثل– كما قال– "تحدياً جديداً للنظام لنقول له، نحن مازلنا أحياء وسنمارس رغم حقدك جنوننا على هذه الأرض" وأضاف نجم الدين إن "ظروف الحصار الذي يتعرض له حي الوعر- الذي شهد إقامة المهرجان- فرضت نفسها على التحضيرات له، لكن التحدي هو سيّد الموقف هُنا, فقبلنا بهذا التحدي، واستطعنا تجاوز العوائق لإقامة أول مهرجان للسينما التسجيلية على أرض سوريا الحرّة".

وحول فعاليات المهرجان والأفلام المشاركة فيه قال نجم الدين امتدت فعاليات المهرجان لثلاثة أيام، عُرض في الأول منها فيلم طويل بعنوان "اغتيال حلب"، واليوم الثاني عُرض فيلم طويل أيضاً بعنوان "دفاتر العشاق– حيطان سراقب"، بينما خصص اليوم الثالث للأفلام القصيرة سواء الضيفة على المهرجان أم المشاركة بجائزته، وكلها بالمجمل – كما يوضح محدثنا- "أفلام مصوّرة في مدينة حمص، ومعظمها يعرض للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان حمص للأفلام التسجيلية". 


وعن صدى المهرجان لدى جمهور حمص ومدى الإقبال عليه قال الناشط "عمر نجم الدين": "كما كان متوقعاً، لقيت فكرة المهرجان السينمائي صدى جيداً لدى جمهور حمص المعروف بمحبته للفنون عامة، وصدى خاصة لدى النشطاء الإعلاميين في المدينة كونه الأول من نوع في حمص خصوصاً وفي سوريا عموماً". 

وأردف نجم الدين: "أردنا من خلال إقامة هذا المهرجان أن نقول أنهم مهما حاولوا قتل روح الثورة في حمص فإنها حيّة، لأنها فكرة والفكرة لا تموت" مضيفاً:"هذا ما وجدناه فعلاً على أرض الواقع، عطش الناس لهذه الفعالية الثقافية أثبت ذلك ولاشك، مع الإشارة –كما قال إلى أن "المهرجان خطوة أولى، وهي خطوة لن تتوقف هُنا". 

وحول فيلمه "رَيْحان"المشارك في الدورة الأولى من مهرجان حمص للأفلام التسجيلية. قال مخرج الفيلم"مهند الخالدية" "ريحان فيلم وثائقي من داخل حمص، يحمل كمية من تناقضات المشاعر، سيبكيكم كما لم تبكوا من قبل، وسيرسم ابتسامات على محيّاكم تمتزج بالدمع، لتعرفوا كم أن الأمل باقٍ رغم الألم، وسيبقى".

وجاء في كلمة افتتاح المهرجان "نظراً لأن الصورة أقصر وأسهل طريق لإيصال العبارة والفكرة، ولإلقاء الضوء على زوايا معتمة نالتها كآبة الظروف الحالية وضبابيتها، لجأ أصحابها إلى لملمة دقائق حياتنا اليومية، واقعها وخيالها، عابراتها وهوامشها، بؤسها وضحكها، فكاهتها ومأساويتها ليمزجوا كل ذلك- كما ورد في كلمة التقديم-"مستعينين بإبداعهم وبرؤيتهم وبسعة أفقهم، ليمزجوا كل ذلك في خلطة سحرية أهم مكوناتها عبقُ من روحهم، فينقلون لنا من عيونهم وعدساتهم، فكرة أو إشارة أو صفعة توقظنا ونحن الصاحون".

وقالت لجنة المهرجان عن فيلم دفاتر العشاق -حيطان سراقب-:"في بلادنا كل شيء ينطق، وتسمع لصوته صدى يتردد في داخلك، يحمل كلمة، حكمة، رسالة، قد يكون هذا الشيء حجراً، أو جداراً، لكنك حين تتأمله، تقرأ تاريخك، تستعيد ذاكرتك،  وذاكرة هذه الأرض التي خُلقت حرّة وستبقى، هذه لغة لا يجيدها إلا عاشق".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي