أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صباح عبيد: أنا ممنوع من التصريح للصحافة

أثار نبأ استقالة نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد من منصبه مؤخراً ضجة وصخباً كبيرين في الوسط الإعلامي السوري والعربي، خاصة أن هذه الاستقالة جاءت بعد موجة عارمة من الآراء المتضاربة بين عبيد ومؤيديه من جهة، ومعارضيه في الوسط الفني وأنصارهم من جهة أخرى.

ونصّب صباح عبيد نقيباً للفنانين السوريين في بدايات العام 2007 خلفاً للفنان أسعد فضة، ومنذ ذلك الحين ارتأى عبيد أن تكون القرارات الصارمة عنواناً لولايته النقابية مبرراً (من وجهة نظره) أنه لا بد من تنظيف النقابة من بعض المسيئين الذين عاثوا فساداً طوال ثلاثة عقود مضت.

قال النقيب المستقيل في اتصال هاتفي معه إنه "ممنوع من التصريح للصحافة غداة استقالته بأمر من جهات في الدولة" ولكن يبقى من حق كل شخص متابع أن يفسر ويحلل الأحداث وفق رؤيته لكن أياً يكن سيبقى صباح عبيد الشخص المثير للجدل والذي حكم نقابة الفنانين لعام ونصف العام والذي من المستبعد أن يأتي مثله في السنوات المقبلة.

وما ان وطأت قدما عبيد أرض النقابة وجلس على كرسيها الأول حتى خرج بقرار مدوّ ينص على منع بعض الفنانات العربيات من الغناء في سوريا وأبرزهن أليسا، وهيفاء وهبي، وروبي، وغيرهن. وبرر قراره بضرورة الحفاظ على مشاعر الشعب السوري الذي لا يحتمل التعرية، وقال يومها: إن القرار قراره وإنه يتحمل مسؤولية تبعاته بالكامل.

وبعد أسابيع قليلة عمت الشائعات بشوارع سوريا بأن نقيب الفنانين أصدر قراراً بمنع الفنانة أصالة نصري من الغناء في سوريا، الأمر الذي نفاه عبيد بشدة، مؤكداً أنه لم يذكر أصالة لا بالخير ولا بالشر محتفظاً بحقه في إبداء رأيه بأصالة وفنها الذي لا ينال إعجابه.

ما ان هدأت موجة الهجوم على صباح عبيد في وسائل إعلام عربية متعددة بشأن منع بعض الفنانات من الغناء في سوريا، حتى خرج النقيب المثير للجدل بقرار يقضي بفصل بعض الفنانات في سوريا من النقابة مبرراً ذلك بتخلفهن عن دفع ما عليهن من ضرائب للنقابة.

وحين كان يسأل عبيد عن علاقة الضريبة بالفنان كفنان، أي ترك الموهبة وشأنها والبحث عن الضريبة في مكان آخر، كان يجيب وفي منتهى الإنسانية: إن من يتخلف عن دفع الضريبة إنما يتخلف عن المساهمة في تأمين العلاج لزملائه وقت المرض وتأمين رواتب التقاعد لمن تقاعد عن العمل.

لم يكن لقرارات صباح عبيد أي أثر ايجابي في نفوس من طالهم كلامه القاسم واللاذع، بل إن الأمور تجاوزت النفوس لتخرج عبر الإعلام لمهاجمته.

فالفنان بسام كوسا الذي طالما هوجم من قبل عبيد، وصف نقيب الفنانين في إحدى المجلات العربية بأنه لا يملك أكثر من شهادة الابتدائية، وقبل ذلك كان الفنان حسن دكاك الذي نال قسطاً من رسائل عبيد المحبطة، كان وصف نقيبه بأنه شخص بلا أخلاق، لا يحترم كبيراً ولا صغيراً، عازياً فوزه بالانتخابات النقابية وحتى البرلمانية للدعم الذي يلقاه من الدولة.

التصريحات الموجهة من قبل صباح عبيد ضد الجهات الأخرى التي له صلة بها، طالت حتى مجلس الشعب السوري (البرلمان) الذي يعتبر احد أعضائه الحاليين منذ مارس/آذار 2007 فهو قبل شهر أعلن في تصريح تلفزيوني وفي بعض الصحف عن ندمه الشديد لدخوله البرلمان، الأمر الذي أثار سخطاً واسعاً في الشارع السوري وبخاصة مناصريه الذين انتخبوه.

حتى الصحافة التي طالما كتبت عنه وكتب هو على صفحاتها لم تنجُ من تجريح صباح عبيد فهو قال أمام بعض الصحافيين والفنانين قبل أشهر قليلة: (إن الصحافة وحذائي سواء!). علماً أنه نفى لاحقاً لصحيفة الثورة السورية أن يكون قد نطق بكلام من هذا القبيل.

لم يدع صباح عبيد المعروف بطبعه القاسي وصموده أمام معارضيه كلمة واحدة تمر من دون أن يرد عليها، فحين تكون الانتقادات الموجهة له تخص عمل النقابة كان يرد بأن مصلحة الفن السوري أولاً، وحين كانت الانتقادات تمس شخصه، كان يرد دائماً بمصلحة الوطن.

حين سألنا عبيد قبل فترة عن الانجازات التي تحقق لنقابة الفنانين تحت عهدته خلال عام من ولايته كان الجواب أن أهم شيء هو أن كل شخص بات يعرف حجمه الحقيقي، فلا تطاول من احد على أحد، ثانياً لو نظرتم (والكلام لعبيد) إلى ميزانية النقابة خلال العام الذي مضى على توليّ لها لوجدتم أنها تفوق ما تحقق خلال السنوات ال30 الماضية.


الخليج
(544)    هل أعجبتك المقالة (517)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي