أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حشاش إدلبي يستغيث.. خطيب بدلة*

عثرنا، في أحد المواقع الإلكترونية، على رسالة طريفة من رجل حشاش إدلبي. قرأنا الرسالة، وتحمسنا لتلبية حاجته، وعدنا إلى الموقع فوجدناها محذوفة. ومن حسن الحظ أننا احتفظنا بالنص الكامل للرسالة، وهو التالي:

نداء استغاثة
يا سامعي الصوت.
يا لجان الإغاثة العاملة على أراضي الجمهورية العربية السورية التي تعمل تحت إشراف إخواننا المخابرات والشبيحة الأكارم في المدن والمناطق التي لم تتمكن العصابات الإجرامية المسلحة المدعومة من قبل الدول الإمبريالية والرجعية من اقتحامها ودخولها ثم تنصيب أمراء قادمين من خارج الحدود على أهلها. أنتم يا مَن تستلمون المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ووكالات الغوث ومنظمات المجتمع المدني العالمية، وتذوقون الأمرين في سبيل توصيلها إلى المواطنين السوريين الآمنين النائمين في بيوتهم بكسل يُحسدون عليه، لا تبغون من وراء ذلك غير مراضاة الله والوالدين.

يا لجان الإغاثة العاملة على الأراضي التركية والأردنية واللبنانية الأكارم، أيها الناس الطيبون الذين شَمَّرْتُمْ، منذ بداية الثورة، عن سواعد الجد والعمل، وتقدمتم الصفوف لتنوؤوا بأعباء عمل الإغاثة المضني الذي يتمثل باستلام الأموال من الدول والمنظمات الإنسانية الداعمة للشعب السوري ونقلها عبر الحدود إلى الأراضي السورية ثم توزيعها بالعدل والقسطاط و(على المللمتر) على الفقراء والمحتاجين وأولي السبيل؛ ولم تكسبوا من وراء ذلك غير وجع الراس وتلويث السمعة، ذلك أن ألسنة الناس لم ترحمكم وقالوا عنكم الأقاويل من أنكم سرقتم ونهبتم وهَرَّبْتُم أموال الإغاثة إلى حساباتكم الشخصية في دول المهجر التي كان يتصف أدبُ شعرائها بالحنين إلى الوطن!.. ولم تبالوا بكلام أحد، وداومتم على عملكم ليقينكم بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك.

يا أولي الضمائر الحية، والقلوب الرقيقة.. هبوا لمساعدتي، وتفهموا مشكلتي وهي أنني أصبحت، بنتيجة الأحداث الدامية التي تجري على أرض الوطن، فقيراً مفلساً، ونفدتْ من داكونتي مؤونة الحشيش التي كنتُ قد خبأتها لغدرات الزمان، وزيدَ في الطين بلة أن راتبي التقاعدي البالغ ثلاثة عشر ألف ليرة سورية، أي ما يعادل خمسين دولاراً، قد تم توقيفه من قبل دائرة التأمين والمعاشات، بحجة أنني معادٍ لنظام الممانعة الذي يقوده قاسلم سليماني وحسن زمير وبشار الأسد، وأنا الله وكيلكم لستُ معادياً لـ (النظام) ولا لـ (الفوضى)، وكل همي في الحياة تأمين حشيشاتي وربطة خبز للعيال وقليل من الإدام.
هل أقول لكم سراً وتتركونه بيني وبينكم لا يتسرب إلى "زمان الوصل" ولا إلى "كش ملك" ولا إلى أية صحيفة أو مدونة أخرى؟

نحن الحشاشين قوم هادئون مسالمون، الواحد منا إذا وقفت الذبابةُ على أنفه ليس له من الحيل والعزم ما يكفي ليكشها، وإذا دخلت زوجة الحشاش عليه المكانَ المخصص للتحشيش وبدأت تلومه وتقرعه بسبب كسله وتقاعسه عن العمل وتربية الأولاد وتحصيل لقمة العيش بالحلال والاختلاط بالبشر يعطيها أذناً من طين وأخرى من عجين، ويدعو الله في سره أن تنتهي أسطوانتها بأسرع ما يمكن وتخرج من المخبأ ليرتاح منها ومن نقيقها المكان.. ثم يقول لرب العباد مناجياً: وإذا بتقرف عمرها ما عندي مانع.
ولكن الحشاش، إذا نفدتْ مؤونة الحشيش من عنده، يتحول إلى شخص شرس، عصبي، عنيف، عدواني... ولذلك فإنني- شخصياً- اعتدتُ أن أخبىء ما يكفي لثلاث أو أربع سجائر حشيش في ثقوب الجدران وتحت طقاطيق الأرض، وهذه لا أفرط بها إلا في الضرورات القصوى.. وما حصل أنني استهلكتُ واحدة حينما قرأتُ أسماء الأشخاص الذين يمثلون "معارضة الداخل السوري" المشاركين في منتدى موسكو 2، وتبين لي أنهم (جميعاً) يقيمون في مدن أوربية أو عربية بعيدة، واستهلكتُ سيجارة ثانية جعلتها ثخينة جداً حينما سمعتُ تصريح السيد أبي حسين أوباما رئيس الولايات الأمريكية المتحدة الذي يقول فيه، مخاطباً إيانا نحن السوريين، بعد أربع سنوات من القتل والدمار في سورية، إنه كان على الدول العربية أن تضرب بشار الأسد وتخلصكم منه!.. ودخنتُ واحدة تدخيناً لئيماً حتى خرج الدخان من مؤخرتي حينما أعربَ مجلس الأمن عن قلقه حيال الجرائم التي يرتكبها النظام وداعش بحق إخوتنا الفلسطينيين في مخيم اليرموك..

إخوتي.. أنا الآن مهدد بالانفجار.. والسيجارة الوحيدة الباقية في حوزتي قد لا تكفيني ليلة واحدة فقط.. فأسعفوني.. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.      
   

*من كتاب "زمان الوصل"
(150)    هل أعجبتك المقالة (159)

نيزك سماوي

2015-04-12

هؤلاء الذين ذهبوا إلى موسكو وبهدلهم العبد الوضيع الجعفري الإيراني عضو العصابة الأسدية ليس لهم أدنى كرامة أو حث إنساني ، هل هم لا يعلمون أنهم يفاوضون مجرمين قتلة حثالة أوباش ، وعلى ماذا سوف تفاوضون القتلة المجرمين سوى على الخلاص والاستسلام ؟ وهل لو إفترضنا أن الشعب السوري وأنتم إستسلمتم لهذه العصابة الإرهابية المجرمة سوف تخلصون ، لا والله لن يتركم وسوف تدفعون أثمان باهظة جداً بعد أن يتمكن من رقابكم من جديد ، لذلك فلا سبيل مع هذه العصابة القاتلة المجرمة سوى الكفاح المسلح حتى القضاء عليها قضاء مبرما وطرد المجرم الإيراني المندوب الطائفي آثم ثُليماني من سوريا ومرتزقة وعصابات إيران من سوريا وتطهيرها من كل هؤلاء الحثالات الطائفية والطفيلات التي دخلت على سوريا وبعد ذلك القبض على كل المجرمين بمن فيهم الأبن الحرام فشار جديد رمز العصابة وتطبيق عليهم حدود العدالة الثلاثة وهي الإنتقام من الجناة القتلة وردع من تسول نفسه بإعادة إرتكاب مثل هذه الجرائم التي إرتكبتها العصابة الأسدية وثالثا أن تكون عقوبة هؤلاء المجرمين الخائنين القتلة عبرة لمن يعتبر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي